تتطلع مجموعة السعودية إلى توسيع شبكة وجهاتها، وزيادة حركة السفر العابرة بين قارات العالم وربطها بالمملكة، من خلال زيادة أسطول طائرات المجموعة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، ومستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، ومن ذلك الإسهام في نقل 330 مليون مسافر و150 مليون زيارة و30 مليون معتمر، فضلاً عن تعزيز دورها لإنجاح وتمكين الفعاليات السياحية والترفيهية والمسابقات الرياضية وغيرها من المؤتمرات والفعاليات التي تستضيفها المملكة.
ومواءمة لهذه المستهدفات، قامت “مجموعة السعودية، في منتصف يوليو الماضي، بزيارة لـ ” شركة إيرباص ” لصناعة الطائرات بمدينة هامبورغ” بجمهورية ألمانيا الاتحادية، في إطار الصفقة المُبرمة بين الجانبين في مايو 2024م، والمتضمنة شراء 105 طائرات، في صفقة تعد الأضخم في تاريخ الطيران السعودي.
تتوزّع الطائرات ما بين (54) طائرة من طراز “A321neo” لـ “السعودية”، و (51) طائرة لطيران أديل، موّزعة بين (12) طائرة من طراز A320neo ، و(39) طائرة من طراز”A321neo“، ليكون أسطول “السعودية” باكتمال وصول الطائرات، الأحدث على مستوى العالم.
يعد مصنع “إيرباص” في هامبورغ، أحد أكبر مصانع الطائرات في العالم، ويضم عددًا من مواقع الشركة مثل مركز قطع الغيار ومكاتب التصميم، ومواقع الإنتاج، وخط التجميع النهائي، ومركز التدريب.
رئيس التسويق في “مجموعة السعودية” خالد بن عبدالقادر طاش، كشف عن الأبعاد المستهدفة من الصفقة، وعلى رأسها تنفيذ استراتيجية المملكة في ربطها بالعالم، والاسهام في تمكين مستهدفات رؤية المملكة 2030 بما يشمل قطاع السياحة والفعاليات الترفيهية والمسابقات الرياضية الدولية وجميع المؤتمرات والمناسبات الكبرى التي تستضيفها المملكة إلى جانب قطاع الحج والعمرة، مشيرًا إلى أن الصفقة سترسخ مفهوم المجموعة كمنظومة طيران متكاملة تسهم في زيادة المحتوى المحلي وتطويره وتعزيز قدرات التصنيع، مع تمكّن السعودية لهندسة الطيران من إجراء جميع أنواع الصيانة إلى جانب ما تؤديه أكاديمية السعودية من دورٍ لتأهيل الكوادر وفق أفضل المعايير العالمية بهدف تشغيل الطائرات.
وتنعكس هذه الصفقة بشكل مباشر على نمو الاقتصاد الوطني بقيمة تقدر بـ 2.5 مليار ريال سعودي من خلال زيادة المحتوى المحلي وقدرات التصنيع، وتوفير فرص لريادة الأعمال في المملكة، في حين تشكل استراتيجية شاملة ترتكز على توطين الخبرات وتأهيل الكوادر المتخصصة، وبواقع أشمل ستتيح مراحل التصنيع فرصة أكبر للابتكار والتجديد في عالم الطيران بدءاً من خطوط الإنتاج والخدمات اللوجستية وحتى تفاصيل استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وينضوي عائد المنافع مستقبلاً من دخول هذه الطائرات لمنظومة التشغيل في المملكة على تمكين “مجموعة السعودية ” عبر ذراعها الهندسي ” شركة السعودية لهندسة الطيران” لتكون مركزاً للصيانة على مستوى المملكة والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كذلك ذراع المجموعة التدريبي ” أكاديمية السعودية” لتأهيل الكفاءات في مجالي تشغيل الطائرات، وإدارة الرحلات.
وبالمقابل ومع ما تمثّله هذه الصفقة من فتح آفاق للتعاون الاقتصادي بين المملكة العربية السعودية والدول الأوروبية المتحالفة في شركة إيرباص، سيعزز هذا التعاون من الاستثمارات وتوفير فرص وظيفية نوعية مباشرة وغير مباشرة في تلك الدول خاصة ألمانيا.
وتحمل زيارة ” مجموعة السعودية” بعداً في تطلعها نحو تنوع طائرات أسطولها بما يواكب متطلبات المرحلة والمستقبل في ظل المستهدفات الوطنية الطموحة لربط العالم بالمملكة، من خلال شراء 100 طائرة كهربائية، في توجه جديد لـ ” السعودية” نحو امتلاك أحدث مبتكرات صناعة الطيران، التي تتميز بقدرتها على الإقلاع والهبوط عمودياً (eVTOL) وتعمل بالطاقة الكهربائية بالكامل.
هذه الخطوة جاءت وفق مذكرة التفاهم المبرمة في أكتوبر 2022 بالرياض خلال مبادرة مستقبل الاستثمار بين المجموعة و”شركة ليليوم” الألمانية لتصنيع الطائرات الكهربائية، نظراً لما تتميز به الطائرات الكهربائية من قدرات تُغني عن الحاجة إلى مطارات تقليدية، وقدرتها على قطع مسافة تصل إلى 175 كيلومتراً، بسرعة تصل إلى 250 كيلومتراً في الساعة، مع إمكانية توفير الوقت للمسافرين الأفراد مقارنة بالخيارات الأخرى، وتستوعب 6 ركاب.
وبحسب تطلعات ” السعودية” التشغيلية، ستسهم هذه الطائرات في الربط بين عدة وجهات، ووفق مسارات جوية بين المطارات الرئيسية التي تعمل فيها المجموعة، بما يخدم رحلات الحج والعمرة، والوصول إلى مختلف الفعاليات والوجهات السياحية إضافة إلى خدمة قطاع الأعمال.