أصدر برنامج جودة الحياة تقريره السنوي لعام 2023 مشتملاً على منجزات قطاعات جودة الحياة المندرجة تحت نطاق البرنامج لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 المرتبطة بالمشهد الحضري، والقطاع الأمني، وقطاعات الثقافة والتراث، والرياضة، والسياحة، والترفيه والهوايات، إذ واصل برنامج جودة الحياة تحقيق نتائج إيجابية ملموسة على صعيد مؤشراته الاستراتيجية، حيث حقق العام الماضي 22 مؤشر نسب إنجاز 100% وأكثر كما أسهم البرنامج بـ1.5 مليار ريال في الناتج المحلي في 2023، إضافة إلى تقدم البرنامج في تنفيذ 127 مبادرة متنوعة بالتعاون الوثيق مع 17 جهة تنفيذية.
كشف التقرير عن أهم مؤشراته والأرقام الفعلية التي حققها في عام2023، التي تبرز حجم الجهود المبذولة في رفع مستوى جودة الحياة وقابلية العيش. إذ يحرص البرنامج على توفير الخيارات وتطوير الأنظمة وتطوير رأس المال البشري وبناء وتطوير البنية التحتية، إضافة إلى إسهامه في تمكين مختلف قطاعات جودة الحياة ودعمها.
ونتج عن الاتفاقيات والشراكات التي عقدها مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص، والقطاع غير الربحي، تسويق عدد من الفرص الاستثمارية، وتنفيذها بقيمة 800 مليون ريال في مشاريع متنوعة تسهم في تحقيق مستهدفات جودة الحياة.
قطاع الرياضة
وفيما يتعلق بمؤشرات ومستهدفات البرنامج فقد حقق تقدّمًا ملحوظًا في عدد من المؤشرات، ففي مجال الرياضة، شهد عام 2023، زيادة في نسبة الأشخاص الممارسين للأنشطة الرياضية والبدنية بشكل أسبوعي إلى 37% متجاوزًا المعدل المستهدف بنسبة 103%. كما سجل عدد تراخيص المنشآت الرياضية الخاصة ارتفاعًا وصل إلى 3039 ترخيصًا كما بلغ “عدد الأماكن التي يتم تنفيذ الفعاليات والبرامج الرياضية فيها ” 2,793 موقعًا.
قطاع الترفيه
وفي قطاع الترفيه، جرى دعم الفعاليات العالمية وتأهيل الكوادر البشرية عبر مجموعة من البرامج التدريبية والتعليمية، وتوظيف600 مستفيد، وتدريب 90 من قادة الترفيه. ولدعم وتحفيز الاستثمارات فقد أطلقت مسرعات الترفيه، وتضمنت مجموعة من الأنشطة، ومنها احتضان 28 مشروعًا ناشئًا.
وعلى صعيد المؤشرات فقد زادت عدد الأماكن الترفيهية إلى 584 متجاوزة المستهدف بنسبة 169% بمؤشر ” نسبة مساحة المولات بالمتر المربع على الفرد”، حقق المؤشر قفزة نوعية بنسبة 0.68 متر مربع/فرد، متجاوزًا المستهدف بنسبة 183%. أما عن عدد أندية الهواة فقد وصل إلى 569 متجاوزًا المستهدف بنسبة 142%.
قطاع السياحة
أما قطاع السياحة الحيوي، فقد شهد قفزات نوعية هامة خلال العام الماضي- حيث تم تسجيل أكثر من 100 مليون زيارة سياحية إلى المملكة من الداخل والخارج مع نهاية عام 2023، أي قبل سبع سنوات من المدة المحددة مسبقًا لتحقيق هذا الهدف محققًا الهدف الاستراتيجي المسند إلى برنامج جودة الحياة (تطوير قطاع السياحة) ليرفع مستهدف 2030 إلى 150 مليون زيارة سياحية، كما بلغ حجم إنفاق السياح أكثر من 250 مليار ريال منها 135 مليار ريال للسياح الوافدين.
كما تم العمل على العديد من الحلول المبتكرة والتطبيقات الإلكترونية، إذ حققت هذه المبادرات العديد من الإنجازات ضمن مشروع تطوير منظومة البيانات السياحية، بالإضافة إلى إتاحة فرص التدريب والتأهيل في القطاع للشباب السعودي من الجنسين.
القطاع الثقافي
شهد القطاع الثقافي تقدمًا كبيرًا في المشاريع الإنشائية والبرامج التدريبية والتأهيلية في دعم القطاع الثقافي، حيث زاد عدد الموظفين السعوديين في القطاع الثقافي إلى 216,878 موظفًا بنسبة بلغت 201% عن المستهدف، وزاد عدد المنشآت الثقافية المكتملة لـ45 منشأة، وارتفع عدد أيام الفعاليات الثقافية إلى 3934 يومًا، كما افتتح عدد من المتاحف، واكتملت أعمال التأهيل والترميم لعدد من المواقع التاريخية، منها قصر القشلة بحائل، وقصر الملك عبدالعزيز، وموقع جرش، إضافة إلى تشغيل المراكز الحرفية في المدينة المنورة، وتبوك، والأحساء، وتسجيل موقع محمية بني معارض في قائمة التراث العالمي اليونسكو.
وشهد عام 2023 دعمًا كبيرًا لتطوير وتأهيل الكوادر السعودية الثقافية من خلال عدد من البرامج التعليمية والتأهيلية والتدريبية، كما أقام المعهد الملكي للفنون عددًا من البرامج والمبادرات التعليمية والتدريبية التي استفاد منها أكثر من 4 آلاف مستفيد، كما أعلن عن إطلاق شركة حرف السعودية التي تطمح لتوفير فرص عمل للحرفين.
التصميم الحضري
في مجال التصميم الحضري يواصل برنامج جودة الحياة إسهاماته في تحسين المشهد الحضري، ورفع جودة الخدمات المقدمة في المدن السعودية من خلال طرحه للعديد من المبادرات التي تُعنى بتنفيذها وزارة البلديات والإسكان وغيرها من الجهات التنفيذية ذات العلاقة، وتعمل جميعها على دراسة وتطوير التخطيط العمراني، ومعالجة التشوهات البصرية، ورفع جودة الخدمات في المرافق العامة وتعزيز الأنسنة.
واستطاعت هذه المبادرات زيادة معدل نصيب الفرد من الساحات والأماكن العامة في بعض الأمانات، بمقدار بلغ 6.16 م2 للفرد متجاوزة المستهدف المخطط له 4.65م2 للفرد، إضافة إلى زيادة تغطية المدن بالمسطحات الخضراء، وبإجمالي عدد حدائق بلغ 8,328 حديقة ومتنزهاً، بمساحة قدرها 161.5 مليون م2، فيما بلغ إجمالي عدد الملاعب 5,515 ملعبًا، وغُرست أكثر من 24مليون شجرة، واُستحدثت قرابة 222.9 مليون م2 من المساحات الخضراء، إلى جانب ذلك، زادت عدد المراكز الحضارية لتصل إلى257 مركزًا حضارياً، وسجلت عدد ساحات مواقف السيارات زيادة وصلت إلى 4،449 ساحة موقف، وكذلك زادت أعداد ميادين الاحتفالات لتصل إلى649 ميدانًا احتفاليًا.
وانطلاقاً من الهدف الاستراتيجي للبرنامج في تحسين الظروف المعيشية للوافدين شهدت مبادرة تنظيم قطاع سكن العمال الوافدين في جميع أنحاء المملكة تحقيق العديد من الإنجازات التي نفذتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، من بينها؛ اكتمال آليات حوكمة العمل بين الجهات الحكومية ذات العلاقة في تنظيم القطاع، والانتهاء من عمليات خصخصة خدمة ترخيص سكن العمالة من خلال المكاتب الهندسية، وضمن مبادرة تطوير الخدمات المخصصة للوافدين الهادفة لتحقيق أعلى مستويات الرضا وتحسين الظروف المعيشية لهم؛ أُصدر دليل شامل للخدمات المُقدمة بعد تطويره؛ وذلك بهدف معرفة الحقوق، والواجبات، والأنظمة، والقوانين. بالإضافة إلى تفعيل منظومة رضى المستفيد في جميع الجهات الحكومية. وكذلك دُشنت خدمة صوت المستفيدين لتمكينهم من مشاركة الآراء والملاحظات حول جودة الخدمات المقدمة بشكل فوري. علاوة على ذلك زُوّد مركز العناية بالمستفيد بميزة التسجيل المرئي والمسموع ليتم رفع جودة الخدمات، وتعزيز الشفافية لمعالجة التحديات في المركز.
يُشار إلى أن، برنامج جودة الحياة يتطلع إلى تحــسين المشــهد الــحضري في المــدن الســعودية، والمساهمة في تطويـر البنـية التحتيـة باسـتخدام التقنيـات الحديثـة للمـدن الذكيـة، وتضـمين العـنصر الجمالي بمـا يتســق مــع هويات المناطق كبعد أساسي يعزز الهويــة العمرانيــة المحليــة لتحقيــق التنميــة الحضريــة المســتدامة وتــوفير الخدمــات اللازمــة لحيــاة الســكان وتوزيعهــا بشــكل مناســب لتحقيــق التجانــس مــع النســيج الــحضري للمــدن.