ساهم الارتفاع العالمي في استثمارات الذكاء الاصطناعي، والمدفوع بالطلب المتزايد على الصناعات الرقمية الناشئة، بدءاً من الصحة الرقمية، والتمويل المستقبلي، وصولاً إلى الأمن السيبراني والخدمات العامة، في إطلاق سباق بين الشركات لتأمين أصحاب الخبرات والمتخصصين، والحفاظ على وتيرة الابتكارات التكنولوجية المتواصلة، وضمان موقع بارز في المقدمة بين الشركات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي. وتوقعت أبحاث “جولدمان ساكس” أن يصل الاستثمار العالمي في الذكاء الاصطناعي إلى 200 مليار دولار بحلول عام 2025، في حين أفادت تقارير بلومبرج أن القيمة السوقية للذكاء الاصطناعي التوليدي وحده قد تصل إلى 1.3 تريليون دولار بحلول عام 2032.
ويحظى هذا النمو بدعم واهتمام هائل على نطاق واسع بين القادة العالميين، حيث تعتبر حلول الذكاء الاصطناعي أداة حيوية على نحو متزايد لدفع الإنتاجية المحسنة وتحقيق مستويات أعلى من النمو. وكان توماس براموتيدهام، الرئيس التنفيذي لشركة بريسايت للذكاء الاصطناعي ومقرها أبوظبي، قد تحدث أثناء مشاركته مؤخراً في بودكاست جيتكس تيك ويفز، قائلاً: “نشهد في الوقت الحالي اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يشهد تطوراً متسارعاً، وخلال خمس أو عشر سنوات، سيصبح أكثر ذكاءً، وعند ذلك سيتمتع بمستوى أعلى من الكفاءة ويضمن سُبلاً أفضل للإجابة على الأسئلة الصعبة والمعقدة. وفي المقابل، يهدف ذلك إلى تحسين المجتمع والعالم الذي نعيش فيه”.
وإلى جانب شركة بريسايت، تستعد أكثر من 3,500 من أبرز العلامات التجارية وأكثرها شهرة في العالم، والتي تستثمر في حلول الذكاء الاصطناعي، للحضور إلى مركز دبي التجاري العالمي، من 14 إلى 18 أكتوبر، للمشاركة في معرض “جيتكس جلوبال 2024″، أضخم حدث للتكنولوجيا والشركات الناشئة في العالم. ويجمع المعرض والمؤتمر المرتقب أضخم مجتمع للتكنولوجيا في العالم، والذي يضم الخبراء والمؤسسين والمستثمرين، وصولاً إلى قادة الحكومات وكبار المديرين التنفيذيين، بهدف استعراض تقنيات الذكاء الاصطناعي الرائدة، ومناقشة سبل تضافر الجهود، وإطلاق تعاونات رئيسية لتحفيز التقدم المستقبلي في هذا القطاع.
كما يسلط الحدث العالمي الضوء على الفرص والتحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي للذكاء الاصطناعي، والتي تشمل التنمية الأخلاقية، والحوسبة الكمومية، ونماذج اللغة الكبيرة (LLM)، والسياسات واللوائح، والتأثيرات الواقعية للذكاء الاصطناعي في التكنولوجيا التعليمية، والصحة، والتمويل، ومستقبل العمل والتوظيف. ولا يزال ظهور الذكاء الاصطناعي السريع يؤثر على سوق العمل وفقاً للدراسات الحديثة. وفي عام 2022، قدرت ديلويت أنه لا يوجد سوى 22,000 متخصص في الذكاء الاصطناعي في العالم، بينما في العام الماضي، كان من المتوقع أن يتم إشغال نصف الوظائف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي فقط.
الإمارات العربية المتحدة تنطلق بخطى جريئة في بناء اقتصاد الذكاء الاصطناعي المستقبلي للعالم
بعد أن تجاوزت العديد من الأسواق العالمية، كانت استجابة دولة الإمارات العربية المتحدة، التي شهدت نجاحاً متزايداً باعتبارها وجهة عالمية لصناعة الذكاء الاصطناعي، قائمةً على أجندة حكومية قوية وطويلة الأجل بهدف توظيف الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي لتمكين الأفراد والمجتمعات والمنظمات. وتماشياً مع الاستراتيجية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة للذكاء الاصطناعي ورؤيتها الثاقبة لتكون دولة رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، استثمرت الإمارات في دمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات العامة والطاقة والسياحة والتعليم.
وفي دبي، أظهرت القيادة التزاماً عميقاً بجعل الإمارة أسرع مدينة في العالم وأكثرها مرونة وجاهزية للمستقبل من خلال إطلاق خطة دبي السنوية لتسريع تبني استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. وتهدف هذه الخطة الاستراتيجية إلى تسريع تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والنظر في تحقيق أهداف أجندة دبي الاقتصادية D33 من خلال إضافة 100 مليار درهم إماراتي (27.2 مليار دولار)، سنوياً إلى اقتصاد الإمارة وتعزيز الإنتاجية بنسبة 50 في المائة من خلال اعتماد الحلول الرقمية.
تتواجد أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في مكان واحد. الشركات المشاركة في معرض جيتكس جلوبال، توضح الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في تشكيل المستقبل