عبدالمجيد جادو: التضخم وتغير العملة وغياب المستثمرين.. أهم اسباب فشل “سيتى سكيب”
ايهاب العقيد: الاستثمار العقارى الاجنبى استنزاف للمواطن والدولة.. و”السماسرة” أفشلوا “سيتى سكيب”
سوق العقار يمرض ولا يموت.. تعددت الأسباب وفشل مؤتمر ومعرض سيتى سكيب مصر 2024، فى نسخته الــ13 ، وأرجع خبراء العقارات ذلك إلى عدة عوامل رئيسية، أهمها: الأوضاع الاقتصادية فى مصر والتوترات السياسية والعسكرية فى المنطقة، وتراجع اسعار البترول عالميا وتعطل خطوط الإمداد فى البحر المتوسط، إلى جانب عشوائية التنظيم من قبل الشركة المنظمة، وإحجام المستثمرين والمسؤولين الحكوميين عن الحضور، واعتذار عدد من الوزراء، منهم: وزير الاسكان والاستثمار.
واوضح الدكتور عبدالمجيد جادو، خبير عقارى، أسباب فشل مؤتمر ومعرض سيتى سكيب مصر 2024، قائلا: “إنه ليس فشل بقدر أن الظروف المحيطة بالمعرض غير مواتية، مثل: التضخم وتغير سوق العملة وغيرها، لافتا إلى أن السوق العقارى يمرض ولا يموت ويتأثر بالظروف الاقتصادية سلبا أو ايجابا .
السوق المالى
وقال الدكتور عبدالمجيد جادو، إن ارتفاع الطلب فى اى استثمار يزيد فى حال وجود استقرار للأسعار ورؤية واضحة للسوق المالى ، بحيث نضمن عدم تغيير العملة ، لكن الأوضاع الاقتصادية فى مصر غير مستقرة، وسط توقعات بارتفاع الأسعار، وكل مدخلات الاستثمار متغيرة ، وكل هذه العوامل تؤثر على الطلب وتراجع سوق العقارات .
غياب المستثمرين
وفسر “جادو” غياب المستثمرين “المحليين والعرب” عن حضور مؤتمر ومعرض سيتى سكيب “العقارى”، قائلا: ” إن التوقعات المستقبلية لأسعار العقارات متغيرة مع عدم الاستقرار سوق العملة، ما أوجد تخوف من قبل المستثمرين للمغامرة بأموالهم فى سوق غير ثابت، مع توقع حدوث تضخم مضعف خلال الفترة المقبلة “.
وتابع: ” اي مستثمر فى السوق العقارى لابد من تقديم ضمانات له من قبل الدولة لاسترداد أمواله خلال دوره زمنية محددة ، وذلك السبب الرئيسى فى إحجام المستثمرين عن حضور مؤتمر ومعرض سيتى سكيب “العقارى”، والحل فى استقرار الأوضاع الاقتصادية التى تعطى ضوءً للمستثمرين بالإطمئنان ، خلال فترة استثمارية زمنية محددة.
ولفت إلى أن صناعة العقار مثل أى صناعة أخرى تتأثر سلبا وايجابا بالظروف الاقتصادية ، والعقار احتياج انسانى مهم للغاية ، ولابد أن يراعى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وأوضاع المعيشة فى المجتمع.
تشبع سوق العقارات أفشل مؤتمر ومعرض سيتى سكيب
من جهته، أكد المهندس إيهاب العقيد، خبير عقارى، إن سبب فشل مؤتمر ومعرض سيتى سكيب، تشبع سوق العقارات فى مصر ، فالوحدات السكانية المنفذة فى القطاعين العام والخاص أكثر من احتياجات السوق ولا تراعى محدودى الدخل ومنعدم الدخل، والمعروض أسعاره فلكية أكبر من القدرة الشرائية للمواطنين، فأسعار الوحدات المعلنة فى المؤتمر تخاطب فئات محددة داخل المجتمع ، وتلك الفئات حدث لها تشبع، بمعنى: ” أنها استحوذت على ما ترغب فى امتلاكه من عقارات ” .
عُزف شركات العقارات الكُبرى عن المشاركة
وأكد إيهاب العقيد، أن الشركات القوية عزفت عن المشاركة فى معرض سيتى سكيب، وأغلب الشركات العارضة المشاركة “سماسرة”، والشركة المنظمة ضعيفة ، ولم تعمل على الدعاية للمعرض بشكل لائق ، فضلا عن أن عدد الوحدات المعروضة تفوق آليات الطلب ، وسط مخاوف من الشراء فى مدن، مثل: العاصمة الادارية والعالمين والمدن الجديدة، بسبب ارتفاع الأسعار ومخالفة مواعيد التسليم.
وأوضح أن الأغلبية تملكت شاليهات فى الساحل الشمالى بملايين الجنيهات، تسخدمها شهر أو اثنين فى العام وباقى السنة مغلق، فضلا عن أسعار الحجز غير منطقية بالمرة، أوروبا أصبحت أرخص.
تغيير اتجاهات الاستثمار العقارى للقطاع الفندقى “ضرورة”
ودعا إلى التوسع فى الانشاءات الفندقية التى تسوق طول العام، بدلا عن الاستثمار فى الوحدات السكنية والشاليهات الخاصة، مؤكدا أن 95% من الساحل الشمالى بيوت خاصة، والدولة تحتاج إلى 800 ألف غرفة فندقية سنويا فى السوق السياحى.
الورزاء
وفسر عدم حضور الورزاء المعنيين “الاسكان والاستثمار والتموين” مؤتمر ومعرض سيتى سكيب، بعدم الجدية ، مع غياب التنظيم والتحضير ، كل هذه العوامل أدت إلى فشل المعرض فى دروته الـ13، على الرغم من أنه حقق نجاح كبير خلال السنوات الماضية.
المستثمرين الأجانب
وأكد أن أكبر كارثة تتورط معهم مصر هم “المستثمرين الأجانب” ، لافتا إلى أن المستثمر الاجنبى يشترى الأرض بـ 100 مليون دولار “مثلا”، وينشىء اساسات بالتعاون مع سماسرة ، وينزل اعلان ويلم من الناس المقدمات ، ثم يأخذ أمواله ويحولها إلى بلده، ويظل لسنوات يستنزف فى المواطن والبلد.
ودعا الحكومة، إلى وقف الاستثمار العقارى للمستثمرين الأجانب، وتشجيع الاستثمار الصناعى والزراعى، قائلا: “افتح مصانع توفر فرص عمل وعملة صعبة للبلد وتصدر منتج ، نفذ مشروع زراعى ، صدر منتج زراعى ووفر احتياجات المحلية وشغل ايدي عاملة، لكن الاستثمار العقارى الاجنبى استنزاف للمواطن والدولة”.
الاتحاد الدولى للعقار يكشف سر فشل معرض سيتي سكيب
وكشف المهندس عبدالناصر طه، رئيس مكتب مصر لدى الاتحاد الدولى للعقار، سر فشل معرض سيتي سكيب مصر رغم نجاحه فى السعودية والإمارات، قائلا:” إن نسخة سيتى سكيب 2024 محلية “للغاية” مقارنة بنسخة ستيى سكيب جلوبال الرياض كانت “دولية” ، فى السعودية كانت الدولة تعرض مشروعات كبرى، لأنها تمر بمرحلة استثنائية فى التنمية العمرانية .
وأكد نسخة سيتى سكيب 2024 مصر، شهدت غياب الدولة ومسؤولين الحكومة والوزراء المعنيين والشركات الاستثمارية الكبرى، مع تغير السوق وارتفاع الأسعار والتضخم، بالإضافة إلى أن المحرك الاقتصادى للمعرض كان يحكمه الحالة الاقتصادية للدولة، مع تصارع المطورين العقاريين “الجُدد” على البيع.