مع استمرار المملكة العربية السعودية في قيادة المنطقة في مجال الحلول الأمنية المتطورة، فإن تعزيز البنية التحتية للقيادة والسيطرة أصبح أمراً بالغ الأهمية بسبب التوسع الحضري السريع والتحديات الأمنية المعقدة.
ولمعالجة هذا الأمر، سلط شارانغ غوبتا، مدير شركة بي دبليو سي ميدل إيست، الضوء على المفهوم التحويلي لمراكز القيادة والتحكم الموحدة، والتي من المقرر أن تعيد تعريف كيفية إدارة العمليات الأمنية في جميع أنحاء المنطقة.
وقد أوضح غوبتا خلال حديثه في جلسة بعنوان: “المؤشر العالمي لمراكز القيادة والتحكم الموحدة: تحديد رواد مراكز القيادة والتحكم”، في اليوم الافتتاحي لمعرض إنترسك السعودية كجزء من قمة مستقبل الأمن والسلامة، كيف تتعامل المدن مع متطلبات العمليات والأمن الخاصة بها من خلال وجود مراكز قيادة ومراقبة محددة الوظائف.
ووفقاً لبحث أجراه غوبتا، تستخدم أكثر من 300 مدينة ذكية حول العالم مراكز التحكم المركزية لإدارة المناطق الحضرية والاستجابة للطوارئ، حيث تستخدمها أكثر من 70% من المدن الكبرى لمراقبة الدوائر التلفزيونية المغلقة مع تقنيات التعرف على الوجه لمساعدة قوى تطبيق القانون في أكثر من 20 دولة، حيث نجحت مراكز التحكم المركزية لأمن الحدود في الولايات المتحدة الأمريكية والهند في الحد من التهريب بشكل كبير، بينما يمكن لمراكز التحكم المركزية للبنية التحتية الحيوية والوطنية المزودة بكشف التهديدات في الوقت الفعلي من تقليل فترة التوقف التشغيلي بنسبة 60%، مما يمنع وقوع حوادث مثل انقطاع التيار الكهربائي.
وفي هذا الإطار علق غوبتا قائلاً: “تعتبر مراكز القيادة والتحكم بالغة الأهمية لإدارة العمليات الحضرية، وتعزيز السلامة وضمان الكفاءة في إدارة المدن الذكية، والشرطة، والبنية التحتية الوطنية الحيوية، وأمن الحدود والاستجابة للطوارئ. ولتلبية متطلبات البيئات الحضرية الحديثة، يجب على مراكز القيادة والتحكم الانتقال من العمليات التقليدية المنفصلة إلى نظم متكاملة تعتمد على البيانات والتي تمكن بدورها من إدارة أكثر تماسكاً وكفاءة”.
يشير مؤشر مراكز القيادة والتحكم، الذي طورته شركة بي دبليو سي ميدل إيست، إلى تحول مراكز القيادة والتحكم ضمن ثلاثة مستويات: المستوى التقليدي (المراقبة الأساسية)، المستوى المتقدم (العمليات التنبؤية باستخدام البيانات في الوقت الفعلي)، والمستوى الطموح (استراتيجية آلية مؤتمتة من خلال تحليل البيانات في الوقت الفعلي).
يعمل المؤشر على تحديد نقاط القوة والضعف من خلال تقييم الحوكمة والعمليات والتكنولوجيا، مما يوفر خارطة طريق واضحة للتحسينات الاستراتيجية وتحسين الموارد وتعزيز التعاون بين جميع القطاعات.
في اليوم الثاني من معرض إنترسك السعودية، ستُعقد عدة جلسات كجزء من قمة مستقبل الأمن والسلامة، والتي ستتناول مواضيع مختلفة، ومن بين أبرز الجلسات تقديم رؤى ثاقبة من قبل أيمن البرناوي، رئيس إدارة الأزمات والكوارث في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، عن التعامل مع تحديات ضمان التعافي واستمرارية الرعاية كجزء من إدارة الأزمات في الرعاية الصحية.
وفي الوقت نفسه، سيناقش ملهم الذهبي، مدير إدارة الأصول والتخطيط العام للمطارات (المشاريع والشؤون الفنية) في شركة مطارات القابضة، إحداث ثورة في إدارة الممتلكات والتخطيط العام لأجواء أكثر أمناً. بالإضافة إلى ذلك، سيدير بدر الراكه، مسؤول الأمن الصناعي في أرامكو السعودية، جلسة نقاش عن الابتكار القائم على الأزمات مقابل التحديث الاستباقي.
وخلال قمة التكنولوجيا والحماية من الحرائق، سيناقش إيه سي ريان أونغ، مدير إدارة السلامة من الحرائق في قوة الدفاع المدني في سنغافورة، فعالية التقنيات المستخدمة في الكشف عن الحرائق، بينما سيناقش السيد ماجد المجمع، مدير الوقاية من الحرائق والإنقاذ في قوة الدفاع المدني في مركز الملك عبد الله المالي، تحديات الحماية من الحرائق في المباني الشاهقة.
وبهذه المناسبة قالت ريهام صديق، مدير معرض إنترسك السعودية لدى ميسي فرانكفورت ميدل إيست: “لقد رسّخ معرض إنترسك السعودية مكانته الرفيعة كمركز عالمي لرواد وقادة الأمن والحماية من الحرائق وخدمات والطوارئ في المنطقة للاجتماع تحت سقف واحد لتشكيل مستقبل قطاعاتهم، حيث سلطت قمة مستقبل الأمن والسلامة لهذا العام الضوء على الحلول المبتكرة والاستراتيجيات التعاونية التي تدفع عجلة قطاع الأمن نحو الأمام ومعالجة التحديات الفريدة التي تواجهها المملكة العربية السعودية والمنطقة على نطاق أوسع”.
من جهته قال بلال البرماوي، الرئيس التنفيذي لشركة العربية الأولى لتنظيم المعارض والمؤتمرات: “لقد شهدنا اهتماماً كبيراً بمعرض إنترسك السعودية خلال اليومين الأولين، حيث استضافت المؤتمرات نخبة من أبرز الخبراء من جميع أنحاء العالم، في حين كانت أرض المعرض مسرحاً لإبرام الصفقات وانعقاد المناقشات عن التوجهات التي تؤثر حالياً على قطاعات مكافحة الحرائق والسلامة والأمن”.
