تحظى دولة الإمارات بمكانة رائدة على مستوى المنطقة في صناعة اليخوت، وتعد سوقًا مزدهراً لصناعة اليخوت الفاخرة، ووجهة جاذبة لأصحاب الثروات الفائقة لما توفره من بيئة آمنة ومستقرة وداعمة للأعمال ومستويات عالية من جودة الحياة.
ويشهد الطلب على اليخوت الفاخرة نموًا عاليًا على المستوى العالمي، حيث تشير التوقعات إلى أن معدّل نمو صناعة اليخوت العالمية السنوي سيصل إلى 6.6% خلال الفترة ما بين 2022 و2032.
وأكد تقرير هجرة الثروات الخاصة 2024 الصادر عن شركة “هينلي آند بارتنرز”، على المكانة الرائدة التي تتمتع بها دولة الإمارات كوجهة مفضلة للأثرياء، حيث أشار التقرير إلى أنّ عدد الأثرياء الذين تتجاوز ثروتهم المليون دولار والمقيمين في دولة الإمارات بلغ حوالي 116,500، و308 منهم تتجاوز ثروتهم مئات الملايين، و20 ممن تتجاوز ثروتهم المليار دولار، مع توقعات بأن تستقطب الدولة ما يقارب 6,700 من أصحاب الثروات خلال العام 2024، مما سينعكس إيجابيًا على قطاع اليخوت المتنامية في الدولة.
وتتمتع دولة الإمارات بموقع استراتيجي وسواحل بحرية ممتدة، وتضمّ أكثر من 50 حوضاً لبناء السفن، وتأتي في المركز الأول على مستوى المنطقة من حيث عدد من اليخوت الفاخرة، إضافة إلى استضافتها للعديد من الفعاليات والمعارض البحرية العالمية التي تقام على مدار العام، مما يدعم مساهمة القطاع البحري في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات، والتي بلغت 129 مليار درهم.
وبالرغم من نمو شريحة ملاك اليخوت من الشباب الملتزمين بالاستدامة وسلامة البيئة المهتمين باقتناء يخوت تم صناعتها من مكونات مستدامة، إلا أن سلاسل توريد صناعة اليخوت المستدامة لا تزال تواجه العديد من التحديات المرتبطة بإنتاج يخوت مستدامة قادرة على المنافسة. وفي الوقت الذي يقدر فيه عدد اليخوت الفاخرة حول العالم بحوالي 4,500 يخت، إلا أن ما نسبته 5% فقط من اليخوت يتم تشغيلها باعتماد ممارسات مستدامة في التعامل مع المخلفات والوقود وتسيير الرحلات، في حين لا تتجاوز نسبة اليخوت التي صنعت باستخدام مكونات قابلة لإعادة التدوير 10%.
ودعمًا لجهود الاستدامة، أسس مجموعة من كبار المدراء والمستشارين العاملين في العديد من قطاعات المنتجات الفاخرة وفي مقدمتها قطاع اليخوت، مبادرة “بايوسول”، المبادرة المستقلّة التي تتخذ من أبوظبي مقرًا عالميًا لها، والتي تهدف إلى توفير حلول مستدامة للمهندسين المعماريين والمصمّمين وبناة السفن.
وفي إطار مساعيها لدعم جهود توظيف الحلول والتقنيات المبتكرة في قطاع صناعة اليخوت في أبوظبي وتكريس التزام القطاع بمبادئ الاستدامة، وقع مكتب أبوظبي للاستثمار اتفاقية مشتركة مع مبادرة “بايوسول” خلال مشاركته في “معرض موناكو لليخوت 2024″، الذي يعد واحدًا من أشهر معارض اليخوت الفاخرة في العالم. ووقع كل من خليفة المحمود، مدير إدارة استقطاب المستثمرين بالإنابة في مكتب أبوظبي للاستثمار، وسارة كولبون، الشريك المؤسس لمبادرة “بايوسول”، على الاتفاقية في حفل خاص أقيم في جناح دولة الإمارات في المعرض.
وفي هذا الصدد، قال خليفة المحمود، مدير إدارة استقطاب المستثمرين بالإنابة في مكتب أبوظبي للاستثمار: “يؤكد تأسيس “بايوسول” مقرها العالمي الجديد في إمارة أبوظبي على التزامنا المشترك بريادة التحوّل الأخضر. وتعتبر هذه الشراكة خطوة مهمة لدعم النموّ في قطاع الصناعات البحرية والقطاعات الأخرى، وستساهم في ترسيخ مكانة أبوظبي كوجهة عالمية رائدة في ابتكار الحلول والممارسات المستدامة”.
بدورها قالت سارة كولبون، المؤسس المشارك لشركة “بايوسول”: “نلتزم بالعمل مع كافة الشركات والجهات الناشطة في قطاع صناعة اليخوت لدعم التحول المستدام في هذا القطاع. وتتمتع إمارة أبوظبي ودولة الإمارات بكافة المقومات التي تمكنها من تعزيز مكانتها الرائدة في الابتكار على المستوى العالمي، حيث يوفر القطاع البحري في الإمارات منصّة مثالية لمبادرة “بايوسول” لتعزيز الاقتصاد الدائري بما ينسجم مع الأجندة الخضراء لدولة الإمارات 2030. ومن خلال الدعم الذي سيوفره مكتب أبوظبي للاستثمار سنتمكن من تحقيق رؤيتنا والوفاء بالتزامنا ببناء عالم أفضل وأكثر استدامة.”