جمع جناح دولة الإمارات في “المنتدى الاقتصادي العالمي 2025” في دافوس اليوم رواد الاستدامة وخبراء الطاقة العالميين لمناقشة الدور المهم للطاقة النظيفة في تشكيل مستقبل مستدام ضمن جلسة نقاشية رفيعة المستوى بعنوان “الطاقة النظيفة: الطريق الأمثل نحو حماية الكوكب”، وذلك قبيل اليوم العالمي للطاقة النظيفة الموافق في 26 يناير من كل عام.
وبحثت الجلسة استراتيجيات عملية لتسريع مسار التحول العالمي للطاقة وتحقيق الأهداف الطموحة، بما يشمل زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة إلى ثلاثة أضعاف، ومضاعفة كفاءة الطاقة مرتين بحلول عام 2030. وأبرز المتحدثون الترابط بين التكنولوجيا التحويلية والسياسات واستراتيجيات التمويل اللازمة لتحقيق تلك الأهداف. كما شددوا على أهمية التعاون بين الحكومات والأطراف المعنية من القطاع الخاص والمنظمات الدولية لتخطي العوائق وتحقيق الوعود المتعلقة بالطاقة النظيفة.
وأعرب فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” عن شكره لدولة الإمارات بالقول: “أتوجه بالشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة على شراكتها الراسخة في تسريع التحول العالمي للطاقة. ومع احتفالنا هذا العام باليوم العالمي للطاقة النظيفة، الذي يوافق الذكرى السنوية لتأسيس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” في 26 يناير من عام 2009، نستذكر بوضوح قدرات الطاقة المتجددة على التصدي للتغير المناخي، ورعاية التنمية المستدامة، وتقليص التلوث، وبناء مستقبل يستفيد فيه الجميع من الطاقة النظيفة. ورغم النمو القياسي في مصادر الطاقة المتجددة، يظل التوزيع العالمي المتفاوت للطاقة المتجددة مصدر قلق، مع استمرار إهمال دول الجنوب العالمي. وهنا تبرز ضرورة اتخاذ إجراءات عالمية عاجلة لإزالة العوائق الهيكلية والتنظيمية التي تعيق التقدم في هذا المجال، بما في ذلك الثغرات في البنية التحتية الأساسية، والأطر التنظيمية، والقدرات التقنية، والحاجة إلى زيادة كبيرة في الاستثمارات”.
بدوره، قال سعادة محمد إبراهيم الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: “تلبية الطلب المتنامي على الطاقة وتعزيز أمنها بطرق نظيفة وموثوقة هي أولوية قصوى لقادة العالم الذي يواجه تحديات مركّبة تتمثل في التغير المناخي والزيادة المستمرة للطلب على الكهرباء في عالمنا الحديث، بما يشمل التكنولوجيا التي نعتمد عليها في الربط والابتكار. ويُنظر إلى الطاقة النووية بصورة متزايدة بصفتها حلاً مهماً لتمكين التحوّل الكهربي وإزالة الكربون من الشبكات. ونظراً لقدرتها المثبتة على توليد طاقة كهربائية نظيفة وفيرة على مدار الساعة، تحظى الطاقة النووية بدعم 31 دولة و14 مصرفاً دولياً يلتزمون جميعاً بمضاعفة سعة الإنتاج العالمية للطاقة النووية ثلاث مرات. وقد لمست دولة الإمارات الدور التحويلي للطاقة النووية في توطيد أمن الطاقة الوطني، حيث تولّد ربع احتياجاتها من محطة براكة للطاقة النووية دون انبعاثات كربونية، مما يجسّد التزام دولة الإمارات الراسخ بالحدّ من انبعاثات الكربون”.
من جانبها، قالت سعادة الدكتورة نوال الحوسني، المندوب الدائم لدولة الإمارات في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”: “يشكّل التعاون وتبادل المعرفة القوتين الدافعتين لنجاح التحول العالمي للطاقة. وعن طريق إقامة شراكات هادفة وتبني وجهات نظر متنوعة، يمكننا فتح آفاق القدرات الكاملة لحلول الطاقة النظيفة، مما يجعلها أكثر توافراً وشمولية ويمكّنها من إحداث تحول في المجتمعات عبر أنحاء العالم. تفخر دولة الإمارات بقيادتها لتلك المسيرة، ودعمها للمبادرات التي تمهد الطريق لمستقبل مستدام للجميع”.
وبصفتها داعماً رئيسياً لجهود إقرار الأمم المتحدة اليوم العالمي للطاقة النظيفة وكونها الدولة المضيفة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، تعدّ دولة الإمارات في طليعة الداعمين لمبادرات الطاقة المتجددة والاستدامة. ونتيجة لاتفاق الإمارات التاريخي الذي تم توقيعه خلال مؤتمر الأطراف COP28 على أرضها، تفاهم 198 طرفاً دولياً على أهداف طموحة ضمن مجال الطاقة، من بينها ضرورة اعتماد سياسات مالية واستراتيجيات تمويل حاسمة.
واختتمت الفعالية بالتأكيد على الالتزام العالمي المستمر لدولة الإمارات في الارتقاء بحلول الطاقة المتجددة وتعزيز العمل المناخي الفاعل عالمياً.