أظهرت دراسة استطلاعية حديثة أجرتها شركة “يوغوف” بتكليف من “إس إيه بي”، عملاقة تقنيات الذكاء الاصطناعي المؤسسية العالمية، أن الشركات في المملكة العربية السعودية قطعت خطوات كبيرة في الاستعداد للاستخدام المؤسسي الفعال للذكاء الاصطناعي. ومن المنتظر استخدام نتائج الدراسة، والتي تم نشرها خلال فعاليات معرض ليب المُقام في الرياض، في توجيه جهود “إس إيه بي” نحو توسعة التعاون مع العملاء والشركاء في المملكة لوضع حلول متقدمة للذكاء الاصطناعي وحالات استخدام خاصة في مركزها للتجارب والابتكار الواقع بمدينة الخُبر.
![](https://arqam.news/wp-content/uploads/2024/11/WhatsApp-Image-2024-11-16-at-9.22.55-AM.jpeg)
وتناولت الدراسة عدة عوامل رئيسة تحكُم التطبيق الفعال للذكاء الاصطناعي، تشمل استضافة الأعمال الأساسية للشركات في البيئات السحابية، والمدى الذي تغطيه تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحالية، وجودة بيانات الأعمال المتاحة، وخبرات الموظفين في مجال الذكاء الاصطناعي. وأظهرت الدراسة أن 75% من الشركات السعودية المشاركة فيها تستضيف عملياتها التجارية الأساسية على السحابة، فيما تخطط 22% أخرى للقيام بذلك في غضون الأشهر الخمسة عشر المقبلة.
وتؤكد “إس إيه بي” أن استضافة حلول تخطيط الموارد المؤسسية على السحابة يزيد فاعلية الذكاء الاصطناعي بفضل ميزة الوصول الفوري إلى البيانات المحدثة أولًا بأول، وقوة الحوسبة القابلة للتطوير، والقدرة على دمج نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة بسلاسة في إجراءات الأعمال.
وشملت النتائج المهمة الأخرى التي أبرزتها الدراسة ما ذكرته 64% من الشركات السعودية من أن لديها ثقة عالية بجودة بياناتها، في حين وصفت 32% من الشركات نفسَها بأنها “واثقة إلى حد ما” من جودة البيانات. ويُعد امتلاك بيانات عالية الجودة يسهل الوصول إليها أمرًا مهمًا، نظرًا لأن أنظمة الذكاء الاصطناعي تعتمد على البيانات في تعلم الأنماط واتخاذ القرارات، وتوليد معلومات دقيقة يمكن الاعتماد عليها بثقة في التنفيذ.
واعتبر أحمد الفيفي، النائب الأول للرئيس والمدير التنفيذي لمنطقة شمال الشرق الأوسط وإفريقيا لدى “إس إيه بي”، أن من المشجع معرفة أن نحو 96% من الشركات السعودية تعتزم استضافة أعمالها الأساسية في البيئات السحابية بحلول نهاية العام المقبل، مؤكدًا أن عملاء “إس إيه بي” الذين ينتقلون إلى السحابة “يحققون استفادة فورية من الذكاء الاصطناعي المؤسسي المتقدم المدمج في حلولنا السحابية”. وأضاف: “من المهم، مع ذلك، أن نرى إمكانية تحقيق ثقة أكبر في جودة البيانات، من خلال تنفيذ حلول مثل “إس/4 هانا” من “إس إيه بي” SAP S/4HANA لتخطيط الموارد المؤسسية، لتكون النتيجة بيانات دقيقة ومنظمة تسمح لخوارزميات الذكاء الاصطناعي بالتنبؤ الدقيق بالطلب، وتبسيط عمليات الموردين، وتقريب نماذج الذكاء الاصطناعي من العدالة وانعدام التحيز، وغيرها من الأمور”.
وتستخدم معظم الشركات التي شملها الاستطلاع الذكاء الاصطناعي في العديد من مجالات الأعمال، ما يدلّ على استعداد الشركات في المملكة للاستفادة من الإمكانات الواسعة للذكاء الاصطناعي. وكان أبرز تلك المجالات خدمة العملاء، إذ استفاد 45% من المشاركين في الدراسة من الذكاء الاصطناعي لدعم هذا المجال، الذي تلاه التسويق والاتصالات (42%)، والمحاسبة والمالية (41%)، والمبيعات (41%)، والموارد البشرية (36%). وأفاد 10% فقط من الشركات بأنها لا تستخدم الذكاء الاصطناعي في أي من مجالات الأعمال.
ومع ذلك، تواجه الشركات بعض التحديات في التنفيذ الواسع للذكاء الاصطناعي على امتداد عمليات الأعمال، مثل التكاليف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، بحسب 51% من المستطلعة آراؤهم، ونقص الموظفين المهرة (47%)، والتكامل مع الأنظمة الحالية (42%)، ومخاوف الخصوصية والأمن (41%).
إتاحة الذكاء الاصطناعي للجميع
وسلط أحمد الفيفي الضوء على الطرق التي يمكن بها لحلول الذكاء الاصطناعي المضمنة أن تساعد في جعل قوة الذكاء الاصطناعي متاحة لجميع الشركات، كما عرّف بدور “إس إيه بي” في تقديم التدريب في مجال الذكاء الاصطناعي للأعمال.
وقد انعكست الأهمية المتزايدة لحلول الذكاء الاصطناعي للأعمال التي توفرها “إس إيه بي” على مستوى العالم على أرباح الشركة القوية التي حققتها في الربع الرابع، والتي تم الإعلان عنها في نهاية الشهر الماضي. فعند إعلان النتائج، ذكرت “إس إيه بي” أن موقعها القوي في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي للأعمال عزّز الثقة الإضافية في قدرتها على تسريع نمو الإيرادات حتى عام 2027.
وانعكست الأهمية المتزايدة للذكاء الاصطناعي للأعمال من “إس إيه بي” على المستوى العالمي في نتائج أرباح الربع الثالث الممتازة التي أعلنتها “إس إيه بي” الشهر الماضي. وقالت الشركة إن 30% من صفقات العملاء الموقعة في ذلك الربع تضمنت حالات استخدام للذكاء الاصطناعي استندت على منتجات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالأعمال من “إس إيه بي”.
ورأى الفيفي أن هذا ما سوف يكون عليه الحال بشكل متزايد في المملكة أيضًا، مؤكدًا أنه “لا يتعين على عملائنا الاستثمار في كثير من منتجات الذكاء الاصطناعي المطلوب دمجها في حلولنا”، موضحًا أن قدرات الذكاء الاصطناعي للأعمال “مدمجة في محفظتنا من المنتجات والحلول، كما نتعاون مع الشركاء والعملاء لإنشاء حلول تخدم احتياجات تخصصية محددة”.
ويعد مركز “إس إيه بي” للتجارب والابتكار، الذي افتتحته الشركة في مدينة الخبر العام الماضي، منصة محورية لدعم مجتمع يتسم بالحيوية في مجال التطوير والابتكار المشترك. وصُمم المركز خصيصًا للسوق السعودية، لتمكين الأفراد والمؤسسات من مواجهة التحديات التشغيلية مواجهة جماعية، والنهوض بالقيمة المتزايدة العائدة على الأعمال في مختلف القطاعات. ويضم المركز خبراء عالميين وإقليميين من “إس إيه بي” وشركات محلية وناشئة، وعددًا من الشركاء، حيث يعمل الجميع في بيئة قائمة على التعاون والتنسيق.
ودُعيت شركات ومؤسسات بارزة تعمل في قطاعات متنوعة بينها النفط والغاز، والطاقة، وسلاسل التوريد والخدمات اللوجستية، والتصنيع، والاتصالات، والرياضة، والترفيه، والقطاع العام، للمشاركة في مركز “إس إيه بي” للتجارب والابتكار.
وقال الفيفي إن “إس إيه بي” تتعامل مع التحدي المتمثل بالطلب المتزايد على خبراء الذكاء الاصطناعي من خلال مبادرات تدريبية تخصصية مثل برنامج الدراسة المزدوجة من “إس إيه بي”، وأكاديمية “إس إيه بي” للهندسة، وبرنامج المهنيين الشباب من “إس إيه بي”.