الرئيس التنفيذي
أشرف الحادي

رئيس التحرير
فاطمة مهران

90٪ من عيادات الاستدامة العمرية تبيع الأمل بدلاً من العلم، دراسة جديدة

أفادت دراسة جديدة أجرتها كل من عيادة ديتكي العائلية وعيادة مولودوست في دبي بهدف تقييم صحة ادعاءات الاستدامة العمرية، أن الغالبية العظمى من ما يُسمى بعيادات الاستدامة العمرية، والتي تمثل حوالي 90٪، تقدم علاجات تعتمد أكثر على الروايات التسويقية بدلاً من العلم الراسخ.

وصرحت الدكتورة كسينيا بوتوفا، المؤسِسة لكل من عيادة ديتكي العائلية وعيادة مولودوست: “تكشف النتائج عن واقع مقلق في قطاع يصعب فيه على الحلول الموثوقة إيجاد مكان لها وسط الترويج التجاري الصاخب الذي يسيطر عل القطاع.”

وقامت الدراسة بتصنيف العيادات لتقييم مصداقية تدخلاتها في مجال الاستدامة العمرية، حيث تم تقسيمها إلى أربع فئات:

العلاجات المبنية على الأدلة

وتشمل هذه تدخلات نمط الحياة مثل النظام الغذائي والتمارين الرياضية ومراقبة التمثيل الغذائي، بالإضافة إلى الأدوية المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية التي تستهدف الأمراض المرتبطة بالعمر. تدعم الأدلة السريرية القوية تأثير هذه العلاجات على الصحة العامة.

علاجات تجريبية ولكنها واعدة

أظهرت بعض العلاجات مثل الراباميسين الميتفورمين والسينوليتيكس وغيرها إمكانات واعدة في التجارب قبل السريرية والمبكرة. وعلى الرغم من أن البيانات لا تزال غير حاسمة، فإنها تدعو إلى مزيد من الدراسة والبحث.

العلاجات المشكوك فيها أو غير المثبتة

تفتقر علاجات مثل حقن الخلايا الجذعية، حقن NAD+، تنشيط التيلوميراز، العلاج بالإكسوسومات، وعلاجات الأوزون إلى إثباتات سريرية قوية، لكنها غالباً ما يتم تسويقها على أنها تعزز الاستدامة العمرية.

علم زائف

تندرج ادعاءات “عكس مسار الشيخوخة” التي تفتقر إلى آليات بيولوجية مدعومة أو تجارب سريرية في هذه الفئة، والتي تُعد جزءًا من العلم الزائف بشكل واضح.

وقامت الدراسة  بتفحص عينة تمثيلية مؤلفة من 288 عيادة، تشمل 225 عيادة من الولايات المتحدة، و37 من روسيا، و20 من المملكة المتحدة، و6 من الإمارات العربية المتحدة. تم تقييم كل عيادة بناءً على العلاجات التي تعلن عنها، والإشارة إلى الأبحاث التي خضعت لمراجعة الأقران، وشفافية الأدلة السريرية المتاحة، والامتثال للمعايير التنظيمية.

النتائج

تركز 10٪ فقط من العيادات بشكل أساسي على التدخلات القائمة على الأدلة ودمج الأساليب التي تم التحقق من صحتها علمياً مثل تحسين صحة التمثيل الغذائي والمستحضرات الصيدلانية الواقية من الشيخوخة. يقدم 25٪ آخرون علاجات تجريبية ولكن معقولة، معترفين بوضعها البحثي مع الحفاظ على درجة معينة من النزاهة العلمية.

ومع ذلك، يقدم 40٪ من العيادات في المقام الأول تدخلات مشكوك فيها، مدعومة في الغالب بأدلة قصصية فقط. وقد ظهرت العلاجات بالخلايا الجذعية، التي يتم تسويقها كعلاج تجديدي شامل، بشكل متكرر رغم عدم وجود تجارب مضبوطة تثبت فعاليتها في تعزيز الاستدامة العمرية. كما بتم الترويج بقوة لحقن NAD+ في دوائر الاختراق البيولوجي، ولكن الأدلة السريرية التي تدعم فوائدها على المدى الطويل ما تزال ضعيفة. في المقابل، يعمل 25٪ من العيادات الأخرى بشكل شبه كامل ضمن مجال العلم الزائف، مقدمين وعوداً مبالغاً فيها بعكس مسار الشيخوخة دون أي أساس بيولوجي واقعي.

لماذا يرتفع الطلب على علاجات الاستدامة العمرية غير المثبتة

تعزز الحوافز المالية للعيادات التسويق على حساب الطب. العديد من العلاجات المصنفة على أنها مشكوك فيها أو علم زائف هي خدمات ذات هوامش ربح مرتفعة، تتطلب حداً أدنى من التنظيم وتوفر فرصاً للأعمال المتكررة. وعلى عكس الأدوية المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، التي تخضع لاختبارات سريرية صارمة، يتم إدخال العديد من علاجات الاستدامة العمرية إلى السوق تحت مسميات مثل التعافي أو الطب التجديدي، مما يتيح لها التهرب من الحاجة إلى تجارب سريرية شاملة.

وأشارت الدكتورة كسينيا بوتوفا إلى أن تأثير الدواء الوهمي، بالإضافة إلى قصص النجاح الانتقائية، يعزز الوهم بفعالية العلاجات: “يسهم علم نفس المستهلك في تسريع الطلب بشكل ملحوظ، إذ يلامس الوعد بالشباب المستمر مخاوف عميقة من الشيخوخة، بينما يعزز تعقيد علم الاستدامة العمرية بيئة يُمكن فيها للروايات المقنعة أن تؤثر أكثر من الأدلة السريرية الصارمة.”

وضع علم الاستدامة العمرية اليوم

على الرغم من انتشار العيادات المشكوك في مصداقيتها، فإن مجال الاستدامة العمرية يشهد تقدماً ملحوظاً. تواصل الأبحاث في آليات الشيخوخة الكشف عن مسارات واعدة. تمثل الشيخوخة الخلوية، وإعادة البرمجة اللاجينية، ووظيفة الميتوكوندريا مجالات حدودية يمكن أن تسهم في تعزيز القطاع بشكل واقعي.

ومع ذلك، فإن ترجمة مثل هذه النتائج إلى علاجات مشروعة تتطلب اختبارات صارمة. لا يزال الميتفورمين، وهو دواء لمرض السكري له خصائص محتملة مضادة للشيخوخة، قيد التحقيق في تجربة TAME. ورغم أن الراباميسين قد أظهر تأثيراً في إطالة عمر الفئران، إلا أن آثاره طويلة المدى على البشر لا تزال غير مؤكدة. أما الأدوية المحللة للجسم الحلقي التي تستهدف الخلايا السائدة، فهي تحمل وعداً نظرياً، لكنها بحاجة إلى تحقق سريري أقوى.

وأضافت الدكتورة كسينيا بوتوفا: “في المقابل، فإن التدخلات المدعومة بالفعل بأدلة قوية مثل تقييد السعرات الحرارية وتنشيط المقاومة الطبيعية للجسم وتحسين التمثيل الغذائي لا تحظى باهتمام تجاري يُذكر نسبياً. وعلى عكس الحقن المكلفة أو إجراءات الخلايا الجذعية الخاصة، تتطلب هذه التدخلات التزاماً سلوكياً بدلاً من التدخلات المكلفة.”

مستقبل طب الاستدامة العمرية

من غير المرجح أن يختفي التفاوت بين العلم والتجارة في قطاع الاستدامة العمرية دون تغييرات منهجية. ما يزال تنظيم علاجات الاستدامة العمرية غير متسق عبر مختلف المناطق، مما يخلق بيئة تعمل فيها بعض العيادات دون رقابة كافية. إن وضع إرشادات أكثر وضوحاً لما يشكل تدخلاً قائماً على الأدلة في مجال الاستدامة العمرية قد يساعد في تمييز مقدمي الخدمات الموثوقين عن الشركات الانتهازية.

وأضافت الدكتورة كسينيا بوتوفا: “يجب أيضاً زيادة الاستثمار في التجارب السريرية واسعة النطاق لعلاجات الاستدامة العمرية. وبينما تقود بعض شركات التكنولوجيا الحيوية هذا الجهد، لا تزال العديد من العلاجات عالقة في الفجوة بين الوعد النظري والفعالية المثبتة. وبدون تجارب بشرية دقيقة، فإن القطاع يخاطر بتكرار أخطاء البدع الطبية السابقة، حيث تتجاوز الحماسة الأدلة.”

في نهاية المطاف، يجب أن يُعطى طب الاستدامة العمرية الأولوية للصحة بدلاً من الترويج. إن قطاعاً مبني على المصداقية العلمية، بدلاً من التفاؤل المضاربي، سيحقق تقدماً حقيقياً، بدلاً من تحقيق مكاسب مالية قصيرة الأمد لأولئك الذين يبيعون الأوهام البيولوجية.

واختتمت الدكتورة كسينيا بوتوفا: “يواجه قطاع الاستدامة العمرية اليوم خياراً حاسماً: البقاء سوقاً مجزأة مدفوعة بالترويج الدعائي، أو التحول إلى تخصص طبي شرعي. واحد فقط من هذين المسارين سيصمد أمام اختبار الزمن.”

أخبار ذات صلة

توقعات حالة الطقس غدًا في السعودية ومناطق هطول الأمطار

طريقة تسجيل الدخول إلى الضمان الاجتماعي المطور عبر منصة نفاذ الوطني الموحد

افتُتاح معرض بيوتي وورلد السعودية 2025

خالد حنفي يشارك في أعمال الدورة 51 لمؤتمر العمل العربي في القاهرة

أسعار الدواجن والبيض في الأسواق اليوم الثلاثاء

خطوات التسجيل في برنامج ريف للدعم المادي وشروط القبول

رابط تقديم وزارة الدفاع السعودية للوظائف العسكرية 1446 وشروط القبول

“معرض دبي الدولي للأخشاب ومكائن الأخشاب” يختتم نسخته الـ21 بمشاركة لافتة تجاوزت 17 ألف زائر

آخر الأخبار
كيفية الحصول على قرض المشروعات الصغيرة للسيدات من البنوك وخطوات التقديم توقعات حالة الطقس غدًا في السعودية ومناطق هطول الأمطار وزير الزراعة يبحث مع وزير البيئة التونسي تعزيز التعاون الإقليمي في مجالات البيئة والتنمية المستدامة ... أبرز مواصفات هاتف Redmi Turbo 4 Pro الجديد وسعره في الأسواق رئيس الوزراء يتابع مستجدات تنفيذ مشروع مدينة رأس الحكمة مواصفات وسعر هاتف OnePlus 13T الجديد كليًا لعام 2025 وزير التموين يترأس اجتماع مجلس إدارة اللجنة العامة للمساعدات الأجنبية تفاصيل وديعة فليكس من بنك مصر 2025 ومميزاتها وأسعار العائد وزير الخارجية والهجرة يستقبل وزير خارجية لبنان وزير قطاع الأعمال يستعرض استراتيجية عمل الوزارة لتطوير الشركات التابعة وتحقيق الاستدامة أمام الجلسة ... تعرف على موعد صرف معاشات شهر مايو 2025 للمتقاعدين وأصحاب المعاشات القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة (167) من كلية الضباط الإحتياط أوراسكوم للتنمية تصدر تقريرها السنوي الثاني للاستدامة ضمن مبادرة "حياة ذات هدف" مواصفات وأسعار سيارة تويوتا فورتشنر 2025 الجديدة في السعودية طرق وخطوات سداد أقساط شقق الإسكان الحر إلكترونيًا عبر الموقع الرسمي موعد صرف المنحة الإضافية من التموين 2025 وقيمة الدعم للمستفيدين جدول مباريات كأس الملك السعودي 2025 والقنوات الناقلة طريقة تسجيل الدخول إلى الضمان الاجتماعي المطور عبر منصة نفاذ الوطني الموحد وزارة السياحة وسلطة منطقة العقبة تنظم جولة ميدانية للدكتور زاهي حواس بمدينة العقبة بالأردن «آي صاغة»: استمرار التقلبات وعدم اليقين الجيوسياسي يعزز إقبال المستثمرين على الذهب كملاذ آمن استراتي...