شهدت قمة AIM للاستثمار التي تختتم فعالياتها اليوم الأربعاء في” مركز أدنيك أبوظبي”، عقد طاولة حوار وزارية حول “الاستثمار في السياحة: تشكيل فرص الاستثمار السياحي من خلال الابتكار في السياسات” بمشاركة واسعة من وزراء وأصحاب المصلحة العالميين بهدف إعادة تعريف مستقبل استثمار السياحة من خلال التحول الاستراتيجي في السياسات.
تعزيز المرونة الاقتصادية
جمعت الجلسة 13 متحدثًا، بينهم مسؤولون من دولة الإمارات، ووزراء من البحرين، وجورجيا، ومصر، وإيران، وجمهورية مونتينيغرو “الجبل الأسود”، بالإضافة إلى كبار المسؤولين التنفيذيين من مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، ومنظمة السياحة العالمية، والمنتدى الاقتصادي العالمي، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ، ومنظمة المناطق الحرة العالمية.
وركزت الطاولة الحوارية على دور السياحة الحيوي في تعزيز المرونة الاقتصادية، وخلق الوظائف، والتنمية المستدامة، كما تم تقديم مقترحات ورؤى حول سبل صياغة السياسات المستقبلية لجذب الاستثمارات عالية الجودة التي تحقق توازنًا بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة.
وجهة عالمية رائدة للاستثمار في القطاع السياحي
وقال سعادة عبدالله أحمد آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد: “إن دولة الإمارات تواصل، بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة، تعزيز مكانتها كوجهة عالمية رائدة للاستثمار في القطاع السياحي، من خلال تبني سياسات مرنة وتنافسية، ومبادرات وطنية متكاملة تهدف إلى تطوير البنية التحتية السياحية وتعزيز جاذبية الدولة أمام المستثمرين من مختلف أنحاء العالم، وأوضح سعادته أن الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031 تمثل الإطار الشامل لهذا التوجه، حيث تستهدف رفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 450 مليار درهم، واستقطاب استثمارات جديدة تتجاوز 100 مليار درهم، واستضافة 40 مليون نزيل فندقي سنوياً بحلول العقد المقبل.”
السياحة الرقمية
وأشار سعادة عبدالله أحمد آل صالح إلى أن دولة الإمارات تواكب التحولات العالمية في مشهد السياحة، عبر دمج مبادئ الاستدامة ضمن السياسات الاستثمارية من خلال “سياسة الاقتصاد الدائري”، وتطوير بنية تحتية ذكية تدعم السياحة الرقمية، إلى جانب التوسع في السياحة العلاجية والصحية، وسياحة الرحالة الرقميين، والسياحة الثقافية والتجريبية، وصولاً إلى السياحة الفضائية المدعومة بالتكنولوجيا المتقدمة، مؤكداً أن الدولة تعمل على ترسيخ هذه التوجهات من خلال تأسيس مناطق استثمارية خضراء، وإطلاق تأشيرات مرنة للإقامات الطويلة، مما يسهم في ترسيخ ريادة الإمارات في مجال السياحة المستدامة إقليمياً وعالمياً.
السياحة المستدامة
من جانبها، سلطت معالي فاطمة بنت جعفر الصيرفي وزيرة السياحة في مملكة البحرين، الضوء على سياسة السياحة المتطورة في البحرين والمناخ الاستثماري القوي، مشيرة إلى الدور الاستراتيجي للبحرين في تعزيز السياحة المستدامة والنمو الاقتصادي، منوهة إلى أن البحرين وفي ظل توجيهات قيادتها الحكيمة، تبنت أهداف التنمية السياحية العالمية، مندمجة مع المبادرات الأممية، كما تقدم فرص استثمارية متميزة في القطاع السياحي، وبيئة عمل نموذجية من خلال تبسيط اللوائح، ومنح امتيازات المستثمرين، ومنهج “النافذة الواحدة” لتيسير المشاريع، لتواصل البحرين تعزيز مكانتها كوجهة رائدة لتطوير السياحة والتعاون العالمي.
مشاركة القطاع الخاص
وأشار معالي سيد رضا صالحي أميري، وزير التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية في إيران عن وجود تحول جذري في استراتيجية السياحة في إيران، مؤكدًا على التوجه القوي نحو مشاركة القطاع الخاص ونمو الاستثمار المدعوم، مضيفاً: “نحن نفتح فصلًا جديدًا في قطاع السياحة الإيراني حيث يقود القطاع الخاص، ويزدهر الاستثمار، وتكثر الفرص، ولا سيما مع إصدار تشريعات داعمة وتطبيق سياسات موائمة للأعمال، حيث تهدف إيران إلى أن تصبح مركزًا إقليميًا للسياحة من خلال الابتكار، وإمكانية الوصول، والتنمية المستدامة.
الابتكار في قطاع السياحة
وأكدت سعادة يمنى البحار، نائب وزير السياحة والآثار في مصر، على التقدم الذي تشهده مصر في قطاع السياحة، والتزام بالابتكار في هذا القطاع الحيوي، مشيرة إلى أهمية هذا اللقاء الذي يشكل منصة مهمة لتبادل الخبرات والتجارب ومناقشة الآراء والمقترحات بين رواد الصناعة لاستكشاف مستقبل السياحة وتشكيل آفاقًا جديدة لهذا القطاع.
وأشارت نان لي كولينز من مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية إلى أهمية إطار العمل الاستثماري المبتكر الذي يتمتع بالمرونة والوعي البيئي، بينما أشار ماثيو ستيفنسون من المنتدى الاقتصادي العالمي إلى قوة التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في تشكيل سياحة ما بعد جائحة “كورونا”.
التمويل الأخضر
كما أجمع المتحدثون خلال اللقاء على ضرورة التعاون بين القطاعين العام والخاص، والتمويل الأخضر، والاستثمار في رأس المال البشري كركائز أساسية لإطلاق الإمكانيات الكاملة للسياحة، حيث أشارت معالي سيمونيدا كورديتش وزيرة السياحة في جمهورية مونتينيغرو “الجبل الأسود” إلى تحول بلادها نحو نموذج سياحة أكثر شمولًا واستدامة، مع التركيز على تقوية المجتمعات المحلية وإعطاء الأولوية للمسؤولية البيئية، مسلطة الضوء على جهود مونتينيغرو في الاستثمار في البنية التحتية الخضراء، وتعزيز الطاقة الشمسية، وتوسيع عروض السياحة لتشمل تجارب طبيعية وثقافية غنية في الداخل بعيدًا عن الوجهات الساحلية التقليدية، مشيرة إلى أن مونتينيغرو تصدر تراخيص خضراء، تدعم الطاقة المتجددة، وترحب بالتعاون بين القطاعين العام والخاص لتشكيل قطاع سياحة أكثر مرونة.
السياحة البيئية
وأكد سامر الخراشي من منظمة السياحة العالمية على الدور المتطور للحكومات في تمكين بيئات الاستثمار المبتكرة، فيما أشارت سعادة ماريام كفريفيشفيلي، نائبة وزير الاقتصاد والتنمية المستدامة في جورجيا، إلى التزام جورجيا بدمج الاستدامة في مجالات السياحة، والطيران، وتطوير المنتجعات الجبلية، منوهة إلى الموقع الاستراتيجي لجورجيا كبوابة بين أوروبا وآسيا، واستعرضت الجهود المستمرة لتعزيز السياحة البيئية، والاستثمار الأخضر في البنية التحتية للطيران، وتحقيق الوصول إلى المنتجعات الجبلية على مدار العام، واختتمت الجلسة بدعوة للعمل نحو تكامل الابتكار في السياسات، والتكنولوجيا، والاستدامة كمبادئ توجيهية لتشكيل عصر جديد من استثمارات السياحة العالمية.
