أسدلت قمة AIM للاستثمار 2025 الستار على دورتها الرابعة عشرة، بعد ثلاثة أيام حافلة بالنقاشات المتخصصة، والاجتماعات الوزارية، والمنتديات العالمية، والمعارض الابتكارية، وجلسات التواصل التي احتضنها مركز أبوظبي الوطني للمعارض.

وجمعت القمة نخبة من القادة وصناع القرار والمستثمرين لمناقشة أحدث تطورات المشهد الاستثماري العالمي، واستعراض التحديات الراهنة والمستقبلية، وتوحيد الجهود الدولية لإيجاد حلول مستدامة تسهم في بناء اقتصاد عالمي أكثر توازناً واستقراراً.
وشهد هذا الحدث الاستثماري العالمي الذي تم تنظيمه بدعم من وزارة الاقتصاد ووزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ووزارة الاستثمار، تحت شعار «خارطة مستقبل الاستثمار العالمي: الاتجاه الجديد للمشهد الاستثماري العالمي، نحو نظام عالمي متوازن». حضور 15,831شخصية متميزة من 181دولة، شمل 207 مسؤول حكومي رفيع المستوى منهم 9 رؤساء حكومات و 74 وزير ، كما شارك 1,385متحدث في 431جلسة حوارية و11 ورشة عمل، إلى جانب حضور 435 من ممثلي وسائل الإعلام.
وضم الحدث 588 عارضًا وأقيمت 12,341 اجتماعًا B2B,G2B,G2G، مما يبرز دوره كمنصة رئيسية للتواصل وفتح الفرص التجارية. بالإضافة إلى ذلك، تم تنظيم 13 اجتماعًا مستديرًا و34 فعالية جانبية من منتديات محلية وإقليمية ودولية. كما تم توقيع 47 مذكرة تفاهم (MoUs)، مما يعكس دور الحدث كمحفز للتعاون الاستراتيجي والشراكات الاستثمارية العالمية.
وقال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية ورئيس قمة AIM: “إن نجاح دورة هذا العام من قمة AIM للاستثمار يشكل محطة فارقة في مسيرة هذه المنصة العالمية، حيث شهدت القمة حضوراً غير مسبوق لرؤساء دول ووزراء وصنّاع قرار، إلى جانب مشاركة نوعية من كبرى المنظمات العالمية، ما يعكس المكانة المتزايدة التي تحتلها دولة الإمارات كمركز عالمي للحوار الاقتصادي وصناعة الفرص الاستثمارية.
وقد توسعت محاور النقاش هذا العام لتشمل موضوعات مبتكرة في الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا النظيفة، وسلاسل التوريد المستدامة، مما عزز من ثراء الحوارات ودفع باتجاه شراكات استراتيجية جديدة عابرة للحدود.
إن نجاح القمة هذا العام يأتي في وقت تسجل فيه دولة الإمارات إنجازات تاريخية في قطاع التجارة الخارجية، حيث بلغ إجمالي التجارة غير النفطية للدولة مستويات قياسية تعكس عمق الثقة العالمية بمنظومتنا الاقتصادية، وكفاءة السياسات التجارية التي ننتهجها.
بصفتي رئيساً لقمة AIM، أؤكد أن هذه القمة ليست فقط منصة للتواصل، بل هي أداة فعالة لتوجيه دفة التنمية الاقتصادية العالمية نحو مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً. نحن اليوم، أكثر من أي وقت مضى، ملتزمون بمواصلة بناء الجسور، وتحفيز الاستثمارات، وتفعيل الشراكات التي تحقق النمو المشترك، وتخدم الأجيال القادمة.”
وبدوره صرح داوود الشيزاوي رئيس مؤسسة AIM العالمية قائلًا: ” نجاح قمة AIM للاستثمار 2025 يمثل تتويجاً لرؤية استراتيجية عملنا عليها طويلاً في مؤسسة AIM العالمية لتطوير منصة عالمية تجمع بين الفكر، والقرار، ورأس المال في مكان واحد. ومن خلال تنظيم هذه النسخة الاستثنائية في أبوظبي، أثبتنا مجدداً أن الإمارات هي نقطة التقاء العالم لصناعة المستقبل الاقتصادي.”
“لقد حرصنا هذا العام على توسيع نطاق الحوار، ليس فقط على مستوى القطاعات الاستثمارية، بل أيضاً من حيث التمثيل الجغرافي والمشاركة النوعية، مما أسهم في خلق بيئة تفاعلية حقيقية جمعت كبار المستثمرين ورواد الأعمال والحكومات والهيئات الدولية تحت سقف واحد.”
“كرئيس لمؤسسة AIM، أؤكد أن مهمتنا لا تتوقف عند تنظيم الحدث، بل تتجاوز ذلك نحو بناء منظومة مستدامة من التعاون والشراكات العالمية، تدعم الابتكار وتفتح آفاقاً جديدة للتنمية. وما تحقق في هذه الدورة يعكس التزامنا المستمر بدفع عجلة النمو الاقتصادي العالمي عبر أدوات واقعية وعملية.”
شراكات اقتصادية شاملة
وشهد اليوم الأخير جلسة نقاشية وزارية لاستشراف مستقبل الأسواق المفتوحة والتعاون الإقليمي والتكامل الاقتصادي المستدام، وتأثير الاتفاقيات التجارية الدولية في تشكيل اقتصاد عالمي أكثر شمولاً ومرونة، حيث جمعت اللجنة عدد من الوزراء وقادة وصناعة القرار في مجال التجارة الدولية وخبراء من مختلف القارات.
افتتح الجلسة معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي الذي أشار إلى الدور البناء الذي تلعبه دولة الإمارات في تعزيز الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات سجلت 3 تريليونات درهم في عام 2024 بارتفاع سنوي قياسي بنسبة 14.6% مقارنة بعام 2023، مما يعكس جهودها الناجحة في سياسة التنويع الاقتصادي، كما وقعت الإمارات 21 شراكة اقتصادية شاملة، كما أنجزت بنجاح مفاوضات 8 اتفاقيات أخرى، مما يبرز التزام الإمارات بمواصلة بناء شراكات تنموية طويلة الأمد وشاملة للمساهمة في تحفيز التدفقات التجارية والاستثمارية حول العالم.
إمكانيات الاستثمار والتجارة
وبحث المشاركون خلال الجلسة التي أدارتها ثريا قرقاش، الباحثة الرئيسية في وزارة الاقتصاد الإماراتية، سبل تعزيز دور التجارة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة، حيث أكد عطوفة زاهر القطارنة، الأمين العام لوزارة الاستثمار الأردنية، على الإمكانيات التحويلية للاستثمار وعمليات التجارة، مشيراً إلى أن الاستثمار ليس مجرد آلية مالية، بل يتعلق بخلق الفرص الوظيفية، وتنويع الاقتصاد، وتمكين الشباب والمرأة، موضحاً أن الأطر التشريعية والرقمية المتطورة في الأردن تشكل الأساس لجذب الاستثمارات النوعية، مشيراً إلى أهمية التعاون كمفتاح لبناء جسور اقتصادية دائمة.
التنمية والابتكار
من جانبه، أكد معالي نوجي أكوستا جين، وزير المالية لجمهورية كوستاريكا، على أهمية بناء التجارة على معايير مشتركة وتوحيد الأطر التنظيمية، والعمل على تعزيز التعاون الدولي والابتعاد عن العزلة الإقليمية، مؤكدًا أن التنمية الحقيقية تنبع من الشفافية والتنسيق والاحترام المتبادل بين الدول، فيما أشارت معالي لورا غونزاليس هيرنانديز، وزيرة التنمية الاقتصادية في المكسيك، إلى جهود المكسيك في استثمار السياسة الاستراتيجية والتجارة المتنوعة في دفع عجلة التنمية والابتكار، مشيرة إلى أن المكسيك ومن خلال الاستفادة من الاتفاقيات التجارية والاستثمار في قطاعات متعددة من الزراعة إلى علوم الحياة، فأنها تبني اقتصادًا شاملاً مدفوعًا بالفرص ويعتمد على الابتكار والتعاون البناء، وأشار معالي تود ماكلاي، وزير التجارة في نيوزيلندا، إلى الشراكة بين نيوزيلندا والمكسيك التي تعتبر نموذج للعلاقات التجارية القوية والبناءة وذات المنفعة للطرفين، مشيرًا إلى أن الاتفاقيات التجارية ليست مجرد أدوات قانونية، بل جسوراً للتعاون التنموي والتبادل الثقافي.
مستقبل التجارة
وأشار معالي وامكيلي ميني، الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA)، إلى القضايا المتعلقة بالضعف في سلاسل التوريد العالمية وأهمية التنويع، مشيراً إلى أن مستقبل التجارة في إفريقيا يكمن في التعاون بين القارات، وتوحيد الأنظمة التنظيمية، والتنمية الصناعية، وأضاف: “منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية ليست مجرد اتفاقية تجارية، بل هي أداة تنموية”، مؤكدًا على دور إفريقيا النشط في تشكيل التجارة العالمية العادلة، وفي ختام الجلسة أشار المشاركون إلى أن مستقبل التجارة العالمية يعتمد على تجديد الالتزام بالتعددية، وتحديث أنظمة التجارة، وبناء رؤية مشتركة للنمو الاقتصادي الشامل.
وتخلل اليوم الختامي الإعلان عن الفائزين في مسابقة الشركات الناشئة، والتي هدفت إلى استكشاف الحلول المبتكرة والفرص الاستثمارية وتعزيز الابتكار والإبداع، وشهدت مشاركات واسعة لعدد من المشاريع الناشئة المبتكرة من مختلف دول العالم، عبر فئتي التمويل الأولي، ومرحلة “السلسلة أ” حيث تنافس المشاركون على عرض أفكارهم وابتكاراتهم أمام نخبة من المستثمرين البارزين وقادة الصناعة وصناع القرار العالميين.
ففي فئة التمويل الأولي، فاز بالمركز الأول ويليام تشوي من كوريا الجنوبية عن مشروع Neurabody والوصيف الأول ستيفان شميت من ألمانيا عن مشروع Viride GmbH ، والمركز الثاني زينب الحاج من دولة الإمارات عن مشروع SAVE ME، وفي المركز الثالث كل من محمد فرحان قليم من دولة الإمارات عن مشروع Sorise Tech، وسميت سريفاستافا من الهند عن مشروع Startup Chaupal India.
وفي فئة مرحلة “السلسلة أ” فاز بالمركز الأول رمزي مرجي من الأردن عن مشروع Coffee Cherry Beverage Co. LLC، والوصيف الأول إيليا شكابارا من الإمارات عن مشروع Zinit Tech، وفي المركز الثاني فرانكلين فرانسيس من الإمارات عن مشروع Carbelim Middle East Environmental، وفي المركز الثالث كل من رانجا علي من العراق عن مشروع Wedonet، وفرانكلين فرانسيس من الإمارات عن مشروع Carbelim Middle East Environmental.
كما تم تكريم الفائزين في مسابقة العالم للذكاء الاصطناعي، وضمت القائمة ألكسندر إيونوف – رئيس قسم تطوير الذكاء الاصطناعي، بنك توشكا (روسيا) عن فئة الذكاء الاصطناعي في التمويل، وفيدورينكو ميخائيل – شريك أول في AI-Lazarus (روسيا) عن فئة الذكاء الاصطناعي في إدارة المشاريع والعمليات، وإيليا دوشين – الرئيس التنفيذي لشركة Combox (الإمارات) عن فئة الذكاء الاصطناعي في الحوكمة، وأنطون بوغاتوشين – الرئيس التنفيذي لشركة AI BOG (روسيا) عن فئة الذكاء الاصطناعي في الإعلام والترفيه، الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية – فيتالي كليموف – CPO لشركة 24ai.tech (روسيا) وأندريه بوفارينكين – الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة AI Opinion (الإمارات) فئة الذكاء الاصطناعي في الطب، وعبد الله باقحوم – رئيس قسم عمليات التكنولوجيا، شركة DU (الإمارات) فئة الذكاء الاصطناعي في البنية التحتية، وأخيرًا فئة الذكاء الاصطناعي في تجارة السلع فاز بها مصطفى بلخياط – Springbox AI (الإمارات).
تكللت فعاليات قمة AIM 2025 بالنجاح، مؤكدةً على مكانتها كمنصة عالمية رائدة لتعزيز الشراكات الاقتصادية والابتكار، وتمكين الاستثمار المستدام عبر العالم. ومن العاصمة أبوظبي، واصلت القمة أداء دورها المحوري في صياغة مستقبل الاقتصاد العالمي، واضعةً الأسس لمرحلة جديدة من النمو والتعاون العابر للحدود.