أكدت روزان خليفة، المديرة القُطرية لبلان إنترناشيونال إيجيبت، على أهمية تمكين القادة المحليين في جهود التعافي وإعادة الإعمار بعد الأزمات، وذلك خلال إدارتها لجلسة محورية في “مؤتمر القيادة الإنسانية 2025” الذي عُقد في الدوحة يوم 9 أبريل، تحت عنوان: “عندما تسقط البنادق وتهدأ الأرض: القيادة المحلية وإعادة بناء الأرواح والمجتمعات والأمل”.

وقالت خليفة في كلمتها إن الجلسة تناولت واقعًا أساسيًا مفاده أن “التعافي الحقيقي يبدأ بالقادة المحليين – أولئك الذين يستجيبون أولًا في خضم الأزمات، رغم افتقارهم أحيانًا للتقدير والدعم الكافي”. وأضافت أن الجلسة ناقشت التحديات التي تواجه الفاعلين المحليين، لا سيما في ما يتعلق بنقص التمويل والتهميش، مؤكدة ضرورة إعادة توزيع الموارد وتمكين المجتمعات المحلية من أخذ زمام المبادرة.
ومن أبرز القصص التي تم تسليط الضوء عليها، تجربة مجموعة من الشباب اللاجئين في مدينة الإسكندرية الذين، بدعم من بلان إنترناشيونال، أنشأوا فرقة مسرحية مجتمعية تهدف إلى رفع الوعي بقضايا الصحة النفسية لدى أقرانهم. واعتبرت خليفة أن هذه المبادرة تُجسد كيف يمكن للناجين من الأزمات أن يتحولوا إلى قادة ومغيرين في مجتمعاتهم.
وقدمت بلان إنترناشيونال خلال الجلسة عددًا من التوصيات لتوطين العمل الإنساني، شملت: تعزيز تمويل الجهات المحلية، وبناء قدراتها المؤسسية، وضمان أن تكون آليات التنسيق الإنساني مرنة، دامجة، وخاضعة للمساءلة المجتمعية.
وأشارت روزان خليفة أن بلان إنترناشيونال إيجيبت تعمل منذ عام 1981 بموجب اتفاقية مع وزارة الخارجية المصرية وتحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعي، وتشمل برامجها التنموية والإنسانية عددًا من المحافظات، منها القاهرة، الجيزة، القليوبية، الإسكندرية، البحيرة، دمياط، أسيوط، سوهاج، قنا، وأسوان.
ومنذ عام 2014، توسع نطاق عمل الهيئة ليشمل دعم اللاجئين السوريين وغيرهم، مع التركيز على التمكين الاقتصادي، والدعم النفسي والاجتماعي، وحماية الطفل، والتعليم، والصحة الجنسية والإنجابية، بما يعزز من الصمود المجتمعي والتماسك في المجتمعات المضيفة.
كما أشادت خليفة بالشراكات الاستراتيجية التي تربط بلان إنترناشيونال بعدد من المؤسسات الدولية مثل كير، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، واليونيسف، والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية.
واختتمت خليفة تصريحها قائلة: “في وقت تتزايد فيه النزاعات والاحتياجات الإنسانية على نحو غير مسبوق، نؤمن في بلان إنترناشيونال أن العمل الإنساني التحويلي يبدأ بالاستماع الحقيقي، والمتابعة الجادة، وتمكين المجتمعات التي نخدمها. من هم الأقرب إلى الأزمة، هم الأقدر على قيادتها.”
كما أعربت عن شكرها لمركز القادة الإنسانيين ومركز دراسات النزاع والعمل الإنساني على استضافة المؤتمر، ودورهم في فتح مساحة لإعادة التفكير الجاد في مستقبل العمل الإنساني من منظور محلي وإنساني شامل.