سعد عودة، رئيس مجلس الإدارة: “حيث تلتقي الفخامة بالمستقبل”

في ظلّ التطوّر السريع الذي يشهده قطاع الضيافة في منطقة الخليج العربي التي أصبحت تُعدّ من أبرز الوجهات حول العالم في هذا المجال، تكشف شركة Campbell Gray Hotels عن رؤيتها الاستراتيجية لمستقبل قطاع الضيافة في المنطقة. يُركّز رئيس مجلس إدارة الشركة، سعد عودة، على ثلاثة محاور رئيسية تشكّل ملامح مستقبل هذا القطاع، وهي التصميم المبتكر، والتكنولوجيا المتقدمة والاستدامة القائمة على جوهر الضيافة الحقيقية، ويُقدّم في هذا الإطار رؤيةً شاملة لمستقبل الضيافة في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسائر دول المنطقة.
وفي هذه المناسبة، قال عودة: “لم تعد دول مجلس التعاون الخليجي تكتفي بمواكبة التطوّر، بل أصبحت تقوده. فنحن على مشارف تحوّل نوعي ينقل مفهوم الضيافة من الفخامة القائمة على التعاملات إلى الفخامة القائمة على التجربة الشخصية الاستثنائية، حيث يندمج الابتكار مع التصميم المُتقن والارتباط العاطفي العميق بالمكان. هنا يبدأ مستقبل قطاع الضيافة.”
يشهد قطاع الضيافة في دول مجلس التعاون الخليجي مرحلة تحوّلية حاسمة، لا ترسّخ معايير جديدة في المنطقة فحسب، بل وترفع من سقف التوقعات عالميًا. حيث تتصدر دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية هذا المشهد كمثاليَن رائديَن لهذه الرؤية المستقبلية، حيث أصبحت الضيافة جزءًا من الهوية الوطنية ومحركًا اقتصاديًا رئيسيًا ضمن توجه هذه الدول نحو تنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط. في الوقت ذاته، تواصل مصر تطورها اللافت، حيث تشهد القاهرة موجة من المشاريع والابتكارات الجديدة، وتستعد منطقة الساحل الشمالي لتكون “الجنوب الفرنسي الجديد”، مما يعزز مكانة مصر في عالم الضيافة الإقليمي والدولي.
لطالما ارتبطت الفخامة في المنطقة بمفهوم الترف والرفاهية، لكنّها تطوّرت اليوم لتصبح تجربة أكثر خصوصية وغنية بالتفاصيل التي تحاكي المتطلبات الشخصية. فبدءاً من الرحلات على متن منطاد الهواء الساخن فوق الصحراء، مروراً بجلسات السبا القائمة على الذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجات الضيوف وصولاً إلى تجارب الطعام الاستثنائية، أصبح المسافرون يتطلّعون إلى تجارب متفرّدة تُصمَّم خصيصاً لهم، بحيث تخاطب حواسهم وتمنحهم ذكريات لا تُنسى. لم تعد مدن مثل أبو ظبي ودبي والرياض وجدّة مجرد وجهات سياحية فحسب، بل أصبحت تجارب متكاملة تنبض بالإبداع وتجمع بين التصميم المبتكر والسرد القصصي الجذّاب، مدعومةً ببنية تحتية ذكية تعكس رؤية مستقبلية واعدة.
في قلب هذا التحول سيأتي الذكاء الاصطناعي والأنظمة الآليّة، إذ ستبدأ رحلة الضيف المستقبلية قبل تسجيل الوصول بوقت طويل، من خلال استشراف تفضيلات الضيف عبر تحليل البيانات وإعداد تجارب وبيئات مُعدّة خصيصاً لتلبية احتياجاته الشخصية. فبدءاً من دخول الغرف عبر تقنية التعرّف على الوجه، وصولاً إلى ضبط درجة حرارة الغرفة والإضاءة بما يتناسب مع ذوق الضيف، ستعكس فنادق المستقبل مستوى جديداً من الذكاء والمرونة. وستساهم خدمة الكونسيرج المدعومة بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب خدمة الغرف الآلية والعمليات الذكية في المطاعم والاستراحات، في تعزيز شعور الضيف بالراحة من دون المساس بإحساسه بالخصوصية والألفة.
وأشار عودة قائلاً: “يَكمُن التحدّي في تبنّي التكنولوجيا من دون أن نفقد الجانب الإنساني، حيث تتجلّى الفخامة الحقيقية في تقديم الخدمة الشخصية للضيف، بالإضافة إلى فهم عميق لاحتياجاته مما يضمن له تجربة أصيلة تنبع من القلب.” كذلك الأمر، تشهد متطلبات الضيوف تغيّراً ملحوظاً، حيث يمتلك السيّاح العالميون، والباحثون عن تجارب العافية، والمسافرون في رحلات عمل، والأفراد الذين يجوبون العالم فيما يمارسون وظائفهم عبر الإنترنت، توقّعات مرتفعة تشمل تجربة اتصال سلسة، أسلوب عيش مستدام، وتصميماً يراعي احتياجات العافية وتجارب تعكس الثقافة المحلية. وإلى جانب الفنادق الفاخرة من فئة الخمس نجوم، تشهد الفنادق متوسطة المستوى والفنادق التي تُحاكي نمط الحياة العصري ازدهاراً ملحوظاً، مما يؤكّد أنّ التميّز في الضيافة يمكن أن يكون شاملاً وفي متناول الجميع، ومبتكرًا في التصميم.
تُعدّ الاستدامة ركيزة أساسية في مستقبل الضيافة، فلن تُشيَّد الفنادق في دول الخليج العربي لأغراض جمالية فحسب، بل لتحقيق أهداف استراتيجية مُحددّة ترتقي بتجربة الضيوف وتدعم التنمية المستدامة. وستُصبح كفاءة استهلاك الطاقة، وأنظمة إدارة النفايات الذكية، وتطبيق مبادئ البناء المراعي للحدّ من انبعاثات الكربون، عناصرَ أساسية لا غنى عنها في تصميم الفنادق، مما يحوّلها إلى نماذج رائدة في الاستدامة. يتّجه الضيوف بشكل متزايد نحو اختيار العلامات التجارية التي تعكس قيَمهم، مما يجعل الالتزام بالمسؤولية البيئية ميزة تنافسية حقيقية.
واستشرافاً للمستقبل خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، تتوقّع شركة Campbell Gray Hotels أن يشهد قطاع الضيافة في المنطقة تحوّلات ملحوظة تعتمد على:
- دمج التقنيات الذكية والأنظمة الآلية بشكل كامل في جميع العمليات
- تخصيص التجارب بشكل عميق عبر الذكاء الاصطناعي وتحليلات بيانات الضيوف
- بناء تصاميم معيارية مرنة ترتكز على تحقيق الاستدامة وتعزيز العافية
- خلق تجارب تخاطب حواس الضيوف من خلال دمج عناصر الثقافة والطعام والفن والطبيعة
- تعزيز الربط بين دول الخليج من خلال السكك الحديدية عالية السرعة وشركات الطيران
- إعادة صياغة مفهوم الفخامة كخصوصية، واختيار، وذكاء عاطفي
تتّجه المملكة العربية السعودية نحو تحقيق نمو استثنائي بفضل مشاريع عملاقة مثل نيوم، العُلا، والبحر الأحمر، التي ستُحدِث تحولاً سريعاً يُعيد تعريف تجربة الضيافة من خلال دمج التراث العريق مع التصميم العصري المبتكر. وتتألّق العُلا كرمز لهذه الرؤية الحديثة، حيث تشكّل متحفاً مفتوحاً يجمع بين الروائع الجيولوجية والتراث الثقافي الغني، لتثبت مكانتها كوجهة عالمية في مجال السياحة الفاخرة المستدامة.
وفي هذا السياق، علّق عودة قائلاً: “لطالما آمنت شركة Campbell Gray Hotels بأنّ الضيافة تتمحور حول الاستمرارية، والتميز، والتواصل الإنساني. واليوم، تتجلى هذه المبادئ بوضوح في مستقبل الضيافة في الخليج العربي.” وبينما تتّجه دول المنطقة بخطى واثقة نحو المستقبل، تكرّس شركة Campbell Gray Hotels جهودها لابتكار مساحات تترك أثراً لا يُمّحى في نفوس الضيوف، حيث تصبح السمات الجمالية أداة لتحقيق الأهداف، وتضفي الخدمة الذكية على كل إقامة طابعاً فريداً يستحقّ السّرد.