خلال أمسية استثنائيّة احتضنتها قاعة أرماني في برج خليفة، اجتمع عدد من كبار المستثمرين وصنّاع القرار والخبراء من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في حدث خاص نظمته شركة “جلوبال أوليف كوربوريشن” (GOC)، أطلق خلاله مشروع رائد يهدف إلى إحداث تحوّل جذري في عالم الاستثمار المستدام والملكيّة الرقميّة.

شهد الحدث الإعلان الرسمي عن مبادرة “جلوبال أوليف كوربوريشن” الجديدة، والتي ترتكز على توظيف تقنيات “البلوك تشين” والابتكار المالي لرمزنة 100 مليون شجرة زيتون، ممّا يفتح المجال أمام فئة جديدة من الأصول الاستثماريّة المرتبطة بالواقع، ويعزّز الجهود العالميّة نحو الاستدامة البيئيّة.
وقد صرّح جورج سفانيدزه، المؤسّس والرئيس التنفيذي للشركة، خلال كلمته الافتتاحيّة أمام الحضور الذي ضم نحو 60 شخصيّة بارزة من كبار الشخصيات والخبراء الدوليين: “نحن اليوم نعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وندشن مساراً استثماريّاً يربط بين البيئة والتقنيّة والاقتصاد في آن، لتأمين مستوى عالٍ من الازدهار الحقيقي ذي الغاية السامية.”
وتخلّل الأمسية سلسلة من الكلمات الرئيسيّة والجلسات الحواريّة شارك فيها عدد من الشخصيات العالميّة المؤثّرة، من بينهم معالي ليفان دافيتاشفيلي، نائب رئيس وزراء جورجيا، الذي أكّد على أهميّة الابتكار في تحقيق التنمية المستدامة، إلى جانب مارك هاينز دانييل، الاستراتيجي العالمي والمستشار في شؤون الثروات، وفلاديسلاف مارتينوف، رائد التكنولوجيا ومؤسّس شركتي “يـوتافون” و”آيسبيرغ أناليتكس”، وسعادة كانيش تولوشين، النائب الأوّل لوزير وزارة التنمية الرقميّة والابتكار وصناعة الطيران، بالإضافة إلى عبد اللطيف غديرة، رئيس ومدير عام الديوان الوطني للزيت في تونس.
واطّلع الضيوف خلال الحدث على المفهوم الثوري للمشروع، والذي يعتمد على تتبّع الأشجار رقميّاً باستخدام تكنولوجيا الطائرات المسيّرة (الدرون)، وربطها بسجلات موثوقة عبر تقنيّة “البلوك تشين”. وتُحوّل كل شجرة إلى أصل رقمي يولّد عوائد ماليّة من إنتاج الزيتون والزيت وأرصدة الكربون، بما يعزّز من الشفافيّة ويحقّق أثراً بيئياً إيجابيّاً.
وتفاعل الحضور بوضوح مع الأفكار المطروحة، حيث دار نقاش نشط حول مستقبل الاستثمارات المناخيّة الذكيّة وأشكال الملكيّة المستدامة للأراضي، مع التركيز على إتاحة فرص استثماريّة واقعيّة أمام الأجيال الجديدة من المستثمرين المسؤولين بيئيّاً.
وفي ختام الفعاليّة، أقيم عشاء فاخر أحيته عروض فنيّة حيّة، وسط أجواء احتفاليّة جمعت نخبة من قيادات قطاعات المال، والتكنولوجيا، والاستدامة، والإعلام. وأجمع الحاضرون على أن دبي أكّدت مرّة أخرى مكانتها كمركز عالمي لإطلاق المبادرات الابتكاريّة التي ترسم ملامح المستقبل الاقتصادي والبيئي.
وفي تعليق له، قال فلاديسلاف مارتينوف، رائد أعمال تقني ومبتكر شارك في تأسيس عدد من المشاريع الرياديّة، وعضو سابق في مجلس مستشاري منصّة “إيثيريوم”: “شجرة الزيتون تمثّل أكثر من مجرّد منتج زراعي في منطقتنا؛ فهي رمز للثقافة والجذور والتاريخ العريق. مشروعنا لا يهدف فقط إلى الابتكار، بل إلى تأمين إرث حي يعود بالنفع على الأرض والإنسان والبيئة، ويجسّد عبور الأجيال نحو مستقبل أكثر استدامة.”
وتجسّد مبادرة “جلوبال أوليف كوربوريشن”، التي حملت شعار “حيث تلتقي الزراعة بالمستقبل”، التقاء التقاليد العريقة مع أحدث الحلول التقنيّة. ومع تزايد الطلب العالمي على الاستثمارات المستدامة، يؤكّد إطلاق هذا المشروع من دبي على دور الإمارة المحوري خاصّة، والإمارات عامّةً، كمركز عالمي لتحفيز الابتكار والمسؤوليّة البيئيّة. فيما نغرس اليوم بذور المستقبل المستدام، ندعو المستثمرين والمبتكرين للانضمام إلينا في رحلة تحوّلية ترسم ملامح الغد الأخضر.