في خطوة تاريخية، تم انتخاب الكاردينال الأمريكي روبرت بريفوست بابا جديدًا للفاتيكان اليوم الخميس 8 مايو 2025، ليصبح أول أمريكي يتولى هذا المنصب الروحي الأعلى في الكنيسة الكاثوليكية. وتأتي هذه الخطوة بعد فترة من الانتظار عقب وفاة البابا فرنسيس، الذي كان يشغل المنصب قبل وفاته.

الانتخابات وإعلان البابا الجديد

وقد تم الإعلان عن انتخاب البابا الجديد في المساء، عندما تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستينا، ما أعلن رسميًا انتهاء عملية الاقتراع التي أجرها مجمع الكرادلة المغلق. تصاعد الدخان الأبيض يعد من أبرز الطقوس المتعارف عليها في الفاتيكان للإعلان عن انتخاب البابا الجديد.

الكاردينال بريفوست وأثره في الفاتيكان

يُعتبر الكاردينال روبرت بريفوست من أبرز الشخصيات الكنسية في الفاتيكان، حيث كان له تأثير كبير في العديد من القضايا الكنسية الهامة. شغل مؤخرًا منصب رئيس مجمع الأساقفة، وكان معروفًا بمواقفه القوية في الدفاع عن قضايا العدالة الاجتماعية وتعزيز الحوار بين الأديان. هذه القيم والمبادئ قد لعبت دورًا كبيرًا في تحليله للأحداث الكنسية وفي طريقة إدارته للأمور داخل الكنيسة الكاثوليكية.

يُعد بريفوست أول أمريكي يشغل هذا المنصب الرفيع في تاريخ الكنيسة، ليضيف فصلًا جديدًا في تاريخ الفاتيكان.

يُعتبر الكاردينال بريفوست، الذي كان يشغل منصب رئيس دائرة الأساقفة في الفاتيكان، من أبرز الشخصيات الكنسية التي تتمتع بخبرة واسعة في مجال قيادة الكنيسة وتنظيم شؤونها، وكان قد عمل سابقًا في العديد من الدول، ومنها بيرو.

ويُتوقع أن يواصل بريفوست خطى سابقيه في تعزيز الوحدة والتعايش بين مختلف الطوائف، بينما يواجه تحديات القرن الواحد والعشرين.

وُلد في شيكاغو عام 1955 لأب فرنسي وأم إيطالية، ودرس الرياضيات قبل أن ينضم إلى رهبنة القديس أوغسطين ويُرسم كاهنًا عام 1982.

بدأ خدمته في بيرو، حيث أسس معهدًا لتكوين الكهنة ثم تولى قيادة الرهبنة الأوغسطينية بين عامي 2001 و2013. في عام 2014، عين أسقفًا لمدينة تشيكلايو في شمال بيرو، حيث استمر في منصبه حتى عام 2023، وكان عضوًا في مؤتمر الأساقفة في بيرو.

في بداية عام 2023، استدعاه البابا فرنسيس إلى روما لتولي رئاسة دائرة الأساقفة، وهي من أهم المؤسسات في الكوريا الرومانية، المسؤولة عن اقتراح تعيينات الأساقفة حول العالم.

في نفس العام، تم تعيينه كاردينالًا، ما منحه مكانة مرموقة في المجمع الانتخابي. ورغم حداثته في المجمع، إلا أن موقعه البارز في الفاتيكان يعزز من فرصه في عملية انتخاب البابا الجديد.

يتميز بريفوست بأسلوبه المتواضع وقدرته على الاستماع وبناء التوافق بين الكرادلة من مختلف الثقافات والاتجاهات داخل الكنيسة.

هو شخص متحدث بعدة لغات، منها الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والإيطالية والبرتغالية، ما يمنحه قدرة على التواصل مع مختلف الجماعات الكنسية حول العالم.

يُنظر إليه على أنه من أتباع نهج البابا فرنسيس، خصوصًا في قضايا إصلاح الكوريا، وضرورة تبني كنيسة أكثر بساطة، بعيدًا عن التمركز على السلطة.