اختتم صندوق العيش والمعيشة بنجاحٍ منتداه الرائد “تحويل العيش والمعيشة: حشد الجهود من أجل التأثير” اليوم، الموافق 22 مايو 2025، ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية للبنك الإسلامي للتنمية. شهد المنتدى، الذي جمع نخبةً من وزراء الحكومات، وخبراء التنمية، وقادة بارزين في عالم المال، حواراتٍ استراتيجيةً عميقةً ركزت على تعزيز العدالة الاجتماعية، ومكافحة الفقر، فضلاً عن مواجهة تحديات المناخ عبر مناطق إفريقيا جنوب الصحراء، وآسيا، والشرق الأوسط.

أدار جلسات المنتدى كلٌ من جيمس كارتي، رئيس قسم الشرق الأوسط وشرق آسيا في مؤسسة جيتس، والسيد حسين قادري، مدير إدارة الصمود والعمل المناخي في البنك الإسلامي للتنمية، حيث قدّمت الجلستان النقاشية رؤى استراتيجية متقدمة عبر حوارات ثرية وعميقة.
افتتحت الجلسة الحوارية الأولى تحت عنوان “ربط الأهداف الوطنية بأهداف التنمية العالمية” بحضور عدد من الوزراء، منهم معالي أحمد شيّام، وزير الثروة السمكية وموارد المحيطات في جزر المالديف، ومعالي هنري موسى كباكا، وزير الزراعة والأمن الغذائي في سيراليون، ومعالي جمال الدين عبدالله زاده، وزير الصحة والحماية الاجتماعية في طاجيكستان. وسلطت الجلسة الضوء على الدور المحوري لصندوق العيش والمعيشة في تمكين الحكومات المحلية من الوفاء بالتزاماتها العالمية، خاصة أهداف التنمية المستدامة، من خلال توفير حلول تمويلية مبتكرة ودعم فني متخصص.
حظي دعم صندوق العيش والمعيشة بثناء الحاضرين لمساهمته الفاعلة في تمكين جزر المالديف من تعزيز الإدارة المستدامة لمصايد الأسماك، ودفع عجلة الإنتاجية الزراعية في سيراليون، وتدعيم النظم الصحية في طاجيكستان، بما يتوافق مع الأولويات الوطنية والأطر الدولية. واختُتِمَت النقاشات بتعهد ثلاث دولٍ بتبني نماذج الصندوق المُرتكزة على المجتمع المحلي، لضمان اتساق السياسات وترسيخ التملُّك المحلي، مما يُعزز تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية.
وعُقدت الجلسة الحوارية الثانية تحت عنوان “تمكين الأثر: توحيد رؤوس الأموال والتعاون من أجل النمو الشامل”، بمشاركة نخبة من عدد من الخبراء وهم: جريتا بول من مؤسسة بيل جيتس، وغوربوز جونول من الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وجوليا نيلسون من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وسفيان مازاري من بنك القرض الشعبي الجزائري.
وركزت الجلسة على محوري الحصول على التمويل واستدامة الديون، مع تسليط الضوء على النموذج التمويلي المبتكر لصندوق العيش والمعيشة الذي يجمع بين المنح وموارد البنك الإسلامي للتنمية، ليقدم قروضاً ميسرة تتيح للدول المستفيدة تمويل مشاريع حيوية في الصحة والزراعة والبنية التحتية دون زيادة في أعباء الديون. وأثنى المشاركون على هذا النهج الرائد لدوره الفاعل في تخفيف الأعباء المالية عن الدول منخفضة الدخل، وفي الوقت ذاته تمكينها من تنفيذ استثمارات مستدامة وقابلة للتوسع.
وخلال الجلسة، طرح المحاورون حلولاً مبتكرة لتعزيز التنمية، حيث دعا وسفيان مازاري إلى تبني الصكوك السيادية لجذب الاستثمارات الخاصة وتمويل المشاريع التنموية، فيما شدد غوربوز جونول على ضرورة تمويل مشاريع الطاقة المتجددة لخفض التكاليف وضمان وصول أوسع إلى الطاقة. وأبرزت جريتا بول دور التعاونيات الاقتصادية النسائية في تعزيز الشمول المالي، بينما قدمت جوليا نيلسون رؤى سياسية لإصلاح أطر التجارة والاستثمار وضمان عدالة الوصول إلى التمويل. ومن المتوقع أن تُثمر هذه الأفكار، التي نضجت عبر نقاشات معمقة، عن التزامات برنامجية طموحة تُعزز إطار عمل صندوق العيش والمعيشة.
وأطلق المنتدى مبادرات تعاونية مبتكرة تجمع الحكومات والجهات المانحة وقادة القطاع الخاص، لتعزيز دور صندوق العيش والمعيشة كقوة دافعة للتنمية المستدامة في دول الجنوب العالمي. وكشفت نتائج الجلسة النقاشية والتوصيات الرئيسية عن الأثر البارز للصندوق في تحسين جودة الحياة لملايين الأفراد، من خلال تنويع مصادر الدخل، وتطوير بنية تحتية قادرة على مواجهة التحديات، وبناء أنظمة صحية متينة، مما يُرسي معايير رفيعة للتعاون الدولي