كشفت “أنثولوجي هوني”، العلامة الفاخرة المتخصصة في إنتاج أندر وأنقى أنواع العسل اليوناني والتي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها، عن مؤشرات مهمة حول تفاقم مشكلة العسل منخفض الجودة في العالم، وأوصت المستهلكين بالبحث عن أفضل المصادر، ولا سيما في ظل الإقبال المتزايد على المنتجات الصحية والمصنوعة من مكونات طبيعية.
وأشار خبراء القطاع إلى أن العسل اليوم هو ثالث الأغذية الأكثر تعرضاً للغش على مستوى العالم. وقالت أليكساندرا تيموثيادي، المؤسس والرئيس التنفيذي لعلامة “أنثولوجي هوني”: “ازداد الطلب على العسل بقوة خلال فترة الأزمة الصحية العالمية، إلا أن العرض العالمي من العسل الصافي عالي الجودة لم يستطع مواكبة هذا الطلب. وفاقم ذلك من الغش واسع النطاق في سلاسل التوريد بالولايات المتحدة وأوروبا، وللأسف حتى في دول مجلس التعاون الخليجي”.
وكشفت تيموثيادي بأن الكثير من العسل في متاجر السوبر ماركت اليوم قد تم خلطه بمواد تحلية منخفضة الجودة، بما في ذلك شراب الذرة عالي الفركتوز وشراب الأرز وشراب الجلوكوز، أو خضع لمعالجة بدرجة عالية أفقدته معظم فوائده الطبيعية.
كما أن التحذير الأبرز في هذا السياق يتجلى في اعتماد أساليب يصعب كشفها، من خلال تغذية النحل بالشراب خلال موسم الأزهار لزيادة المحصول. وتتضمن معالجة العسل التجارية الترشيح الفائق التي تزيل جميع آثار حبوب اللقاح، لمنع كشفها. وتبرز مشكلة أخرى في مزج العسل الجيد مع أنواع أقل سعراً وجودة، والتي تحتوي آثار مبيدات حشرية أو صادات حيوية، وهي محظورة في دولة الإمارات وأوروبا بسبب ضررها على الإنسان.
وتترتب مخاطر صحية كبيرة على ذلك، حيث يفقد العسل غير النقي، أو المخلوط مع أنواع منخفضة الجودة، خواصه المضادة للأكسدة والالتهابات والبكتيريا، ليصبح مجرد مادة تحلية عديمة الفوائد. وأضافت تيموثيادي: “تؤكد الأبحاث بأن هذه الأصناف يمكن أن ترفع مستويات سكر الدم وتفاقم مخاطر السمنة، كما قد تسبب ضرراً في الكبد والبنكرياس على المدى الطويل، ما يؤدي إلى أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع الضغط”.
وأكدت تيموثيادي بأن هنالك مخاطر تتخطى صحة المستهلك، وقالت: “يضع إغراق الأسواق بالعسل الرخيص منخفض الجودة ضغوطاً كبيرة على النحالين، نتيجة عجزهم عن المنافسة اقتصادياً. ما يدفع الكثير منهم للتخلي عن هذه المهنة”.
وتوضح تيموثيادي: “تتفاقم المخاطر على النحل الذي يترك دون رعاية في ظروف جوية قاسية أو عرضة للمبيدات الحشرية، ما ينطوي على تبعات سيئة على التنوع البيولوجي والأمن الغذائي ومنظوماتنا البيئية”.
كما سلطت تيموثيادي الضوء على انتشار العسل النباتي، وأوضحت: “يصنع النحل العسل من خلال عملية كيميائية حيوية معقدة منذ ملايين السنين، غير أن ما تبيعه بعض الشركات الأمريكية والألمانية والإسرائيلية مجرد شراب سكر تم تصنيعه في المختبر، وتسويقه بدواعي المنافع الصحية وحماية النحل”.
وتشير تيموثيادي إلى أن هذه الادعاءات تضلل المستهلكين وتضعف العلاقة التكافلية بين النحل والنحالين الملتزمين، وتقول: “أعتقد بأن النحل كائنات ذكية، وبأن النحل يعرف بأنه يحتاج إلى النحالين للبقاء على قيد الحياة، ما يعكس علاقة متينة قائمة على الاحترام المتبادل، وقد رأيت ذلك بنفسي”.
تحرص أنثولوجي هوني على التعاون مع نحالين من أجيال متعددة، ممن يتمتعون بالوعي البيئي. كما تلتزم العلامة بمعايير أكثر صرامة من معظم هيئات سلامة الأغذية الوطنية، بما في ذلك الاختبارات المعملية المتقدمة، والتخزين في درجات حرارة منخفضة، وسياسة عدم ملامسة البلاستيك. وقالت تيموثيادي: “نضمن منتجات العسل النقي غير المعرض للحرارة والمعبأ في عبوات زجاجية. وهذه هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على أنزيماته الحية وقيمته الطبية وجوهره”.
وتواصل أنثولوجي هوني مسيرتها التي انطلقت من اليونان إلى الإمارات مدعومة بقاعدة عملاء مخلصين، وتختتم تيموثيادي: “نعمل على تعزيز الوعي من خلال منصتنا على إنستاجرام وجلسات التذوق والمشاركة الإعلامية والتحدث وعقد ورش عمل في مدارس وجامعات الإمارات. ولاحظنا اهتماماً كبيراً بالعسل الطبيعي في المنطقة، ونعتقد بأن المستهلكين يرغبون بمعرفة الحقيقة”.
