الرئيس التنفيذي
أشرف الحادي

رئيس التحرير
فاطمة مهران

الإمارات الأولى إقليمياً وعربياً وضمن أفضل 20 دولة عالمياً للصحة العقلية للبالغين الأكبر سناً

كشف “تقرير الحالة العقلية في العالم لعام 2024” عن تمتّع البالغين الأكبر سناً (55 عامًا فما فوق) في الإمارات العربية المتحدة بصحة ذهنية ممتازة حيث سجّل “حاصل صحة العقل” (MHQ)* لديهم 112.5 وهي الدرجة الأفضل إقليمياً ومن الأفضل عالمياً. وتعتبر الإمارات الدولة العربية الوحيدة التي سجلت أعلى من 110 درجات لتنضم إلى أفضل 20 دولة عالمياً إلى جانب سنغافورة وماليزيا وفنلندا (الدولة الأوروبية الوحيدة في هذه القائمة) ولتحتلّ المركز الأول على مستوى كل من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والدول العربية*.

 

هذا وتُصدر مختبرات سابين (Sapien Labs)، المنظمة الرائدة عالمياً في مجال أبحاث الصحة العقلية، هذا التقرير السنوي الذي ينتج عن تجميع وتحليل بيانات لاستبيان شامل للوظائف العقلية يتم إجراؤه مع سكان بالغين عبر الإنترنت*. وتساهم الإمارات في التقرير منذ عام 2021، وقد ازداد عدد السكان المشاركين في الاستبيان الحالي بنسبة 57% عن الإصدار السابق. وتشكل بيانات المشاركين من 10 دول عربية 10% من المجموع الكلي الذي بلغ أكثر من مليون استجابة من 82 دولة بين عامي 2023 و2024.

 

وتُقاس حالة الصحة العقلية باستخدام “حاصل صحة العقل” الذي يتعلق بالقدرة على التغلّب على تحديات الحياة والعمل بشكل منتِج. وقد تم تركيز نتائج هذا التقرير على فئتين عمريتين – فئة الشباب أو البالغين الأصغر سناً (18-34 عاماً) وفئة البالغين الأكبر سناً (55 عامًا فما فوق / +55) – نظرًا لتباين نتائجها الكبير . وكشفت النتائج عن مرونة ذهنية قوية لدى البالغين الأكبر سناً في جميع الدول المشاركة، بينما أشارت إلى معاناة الأجيال الشابة من انخفاض حاد في صحة العقل ورفاهه مما يؤكد التأثير المستمر لجائحة كوفيد-19، مع عدم وجود علامات على التعافي.

 

وفي الإمارات، بلغ حاصل صحة العقل لدى الشباب 44.4 درجة، متفوقاً بنسبة 16.8% على المتوسط العالمي. ورغم ذلك، تعتبر هذه النتيجة متدنية مما يشير إلى الحاجة الملحّة للعمل المشترك بين الدول العربية وجميع أنحاء العالم لمعالجة الأزمة. أما بالنسبة لإجمالي عدد السكان المشاركين، فقد تفوقت الدولة بنسبة 4.6% على المتوسط العالمي، كما احتلت المرتبة الرابعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع حاصل صحة عقل 65.7. وقد دعمت هذا الحاصل نتائج البالغين (+55 عاماً) الممتازة، بالإضافة إلى نتائج البالغين في الفئتين العمريتين (35-44 عاماً) و(45-54 عاماً) الذين سجلوا حاصل صحة عقل 70 و90.9، أعلى من المعدلين العالميين بنسبة 21% و23% على التوالي.

 

وبلغ متوسط حاصل صحة العقل العالمي لدى الشباب 38 درجة فقط حيث سجل 18% فقط من الدول الـ82 المشاركة حاصلا أعلى من 50 درجة. وقد أظهر الشباب في كل منطقة بالعالم تراجعاً حاداً في صحتهم العقلية حيث صنّف 41% أنفسهم على أنهم يعانون من الاضطراب أو المعاناة في صحتهم العقلية. ويتصّف هذا الانخفاض الشديد في الصحة الذهنية بتدهور القدرة على التحكم في الأفكار والعواطف وتنظيمها وتكوين علاقات إيجابية مع الناس والحفاظ عليها.

 

وقالت الدكتورة تارا ثياجاراجان، المؤسِّسة وكبيرة العلماء في مختبرات سابين: “سجّلت الإمارات العربية المتحدة إحدى أفضل النتائج عالمياً بالنسبة للصحة العقلية للبالغين الأكبر سناً لتنضم بذلك إلى بضع دول في أفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية وأوروبا وجنوب شرق آسيا. كما أنها الدولة العربية الوحيدة التي سجلت حاصل صحة عقل أعلى من 110 لهذه الفئة العمرية والأولى ترتيباً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبينما حقق البالغون الأكبر سناً حاصلاً ممتازاً لصحة العقل بلغ 112.5 ومستوى منخفض من الاضطراب بلغ 9% فقط، سجّل الأصغر سناً حاصل صحة عقل بلغ 44.4 ووصل مستوى الاضطراب لديهم إلى 36.9%، مما يعكس تفاوتاً كبيراً للصحة الذهنية بين الجيلين وصل إلى 2.5 ضعفا في حاصل صحة العقل و4 أضعاف في مستوى الاضطراب. بالمقابل، وصل متوسط الاضطراب بين المشاركين الأصغر سناً من الدول العربية إلى 36.3% مسجلا بذلك تفاوتاً كبيراً بين الجيلين وصل إلى 3.8 ضعفاً.”

 

وكشف التقرير أن غالبية الأجيال الشابة في 82 دولة من العالم تعاني من حالات الاضطراب أو المعاناة من ضغوطات وظيفية مُُنهكة، حيث تراوح حاصل صحة العقل لديهم بين 5 و71 درجة – أي أقل بأكثر من 60 نقطة مقارنةً بالصحة العقلية للبالغين الأكبر سناً. ويقيس التقرير جميع جوانب الوظائف العقلية: العاطفية والاجتماعية والإدراكية، وهو بالتالي يتجاوز مؤشرات السعادة والقلق والاكتئاب ليشمل الوظائف الذهنية الأساسية الضرورية للتغلّب على تحديات الحياة وللعمل بشكل منتج.

 

وعلّقت تارا: “تنطبق نتائج الإمارات والعالم العربي على مستوى العالم حيث أشار تقريرنا إلى أن الشباب غالباً غير قادرين على تحمّل مشاق الحياة بدلاً من الازدهار فيها. وقد يتسبب اجتماع هذه الضغوطات عليهم مع الفجوة المتزايدة بين الجيلين إلى عدم جهوزية القوى الشابة الوافدة على سوق العمل للتعاطي مع متطلبات الحياة العادية مما يؤدي إلى عواقب وخيمة تتمثل في انخفاض الإنتاجية، وزيادة حالات التغيّب عن العمل، وتزايد مستويات القلق، وحتى ازدياد الصراعات في الحياة اليومية. في الإمارات، حقق المشاركون من الفئة العمرية (35-44 عاماً)، والتي تمثل محرّك الإنتاجية، نتيجة بارزة حيث سجّل حاصل صحة العقل لديهم 70 درجة، ليتفوق بنسبة 21% على المتوسط العالمي ويحتل المركز الثالث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومع تزايد تدفق الشباب الذين يمثلون ركيزة المواهب المستقبلية، يُعدّ الحفاظ على صحتهم الذهنية أمراً بالغ الأهمية لضمان استقرار القوى العاملة على المدى الطويل، والابتكار، والقدرة على التكيف الاقتصادي. وحيث يشكل الوافدون حوالي 88% من سكان الدولة، يعتبر تحقيق التوازن بين رعاية المواهب الناشئة ودعم المهنيين المحترفين أساسياً لاستدامة المرونة في القوى العاملة وتعزيز الصحة الاقتصادية.”

 

وأرجع التقرير تراجع الصحة العقلية لدى الشباب إلى عوامل متعددة مترابطة مثل قلة الروابط الاجتماعية، واستخدام الهواتف الذكية في عمر مبكر، وزيادة استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، وزيادة التعرّض للسموم البيئية. وأشارت البيانات إلى أن تقوية الروابط المجتمعية والأُسرية، وتحديد السن اللازم ومستوى استخدام الهواتف الذكية، واتباع أنظمة غذائية صحية، وزيادة التفاعلات الاجتماعية المباشرة، قادرة على تحسين النتائج من خلال تعزيز المرونة العاطفية، لا سيما في ظل تزايد الاتصال الرقمي وتراجع أساليب الحياة التقليدية.

 

وفي العالم العربي، أكّد 74% من البالغين الأكبر سناً المشاركين من العالم العربي على علاقاتهم الوطيدة بعائلاتهم، في نسبة متفوقة جداً على الدول الغربية، بينما أكّد 45% فقط من الشباب على وجود مثل هذه الروابط، مما يشير إلى تدهور متزايد للروابط الأسرية القوية التقليدية في المنطقة. ويؤثر هذا التغيير الثقافي، الذي لطالما ساهم في حماية الأجيال السابقة، بشكل كبير على الصحة العقلية حيث يتسبب في تدهور القدرة على تكوين علاقات مع الآخرين والحفاظ عليها وفي تزايد مشاعر الحزن واليأس والخوف والقلق.

 

وتابعت تارا: “تركز رؤية دولة الإمارات لكل من جودة الحياة والاستدامة على تعزيز الصحة العقلية والرفاهية وتأكيد المسؤولية البيئية وكفاءة الموارد. ويضمن هذا تمتّع السكان بمستويات عالية وصحية من المعيشة مما انعكس بوضوح في الصحة العقلية العالية التي تميز بها البالغون الأكبر سناً، بالإضافة إلى حماية الشباب من السموم البيئية. أما بالنسبة للشباب، قد يُسهم التركيب الديموغرافي وتنوعه في الدولة في تغيير ديناميكيات الأسرة التي تؤثر على الصحة الذهنية. وقد تنطبق على الإمارات عوامل عالمية أخرى مُسبّبة لتراجع الصحة العقلية بين الأجيال مثل استهلاك الأغذية فائقة المعالجة، الذي لا يزال أقل من المستويات العالمية في الدولة ولكنه يرتفع بسرعة، بالإضافة إلى استخدام الهواتف الذكية في عمر مبكر، وهو أمر يحتاج للمعالجة لا سيما في مرحلة الطفولة.”

 

كما كشف تحليل العلماء أن الأجيال الشابة حول العالم تكوّن عدداً أقل من الصداقات الوثيقة، وتقضي وقتاً أطول على الإنترنت، وتتناول أنظمة غذائية أقل صحة، وهي سلوكيات مرتبطة عموماً بتدهور الصحة الذهنية. ومن الجدير بالذكر أن هذه البيانات تؤكد على أن هذه الاتجاهات سائدة في جميع الدول بغض النظر عن مستويات إنفاقها على خدمات الرعاية أو الأبحاث العلمية الخاصة بالصحة العقلية. ومما لا شك فيه أن هذه النتائج تستدعي التحوّل في استراتيجية البحث وإعادة توجيه النهج لفهم الأسباب الجذرية لتدهور الصحة العقلية ومعالجتها بشكل أفضل.

 

واختتمت تارا قائلةً: “إن الحالة العقلية للعالم واضحة – ومثيرة للقلق، حيث نرى كيف يتمتع البالغون الأكبر سناً في جميع المناطق بصحة ذهنية جيدة نسبياً، في حين تعاني الأجيال الشابة. لقد أدّت الاتجاهات السائدة بين الأجيال إلى أزمة عالمية تتفاقم باستمرار، وقد تتسبب قريباً في استحالة الحفاظ على مجتمع مستقر إذا تُركت دون معالجة. لقد أصبح من الضروري جداً اتخاذ إجراءات وقائية جريئة تستند إلى فهم عميق للأسباب الحقيقية لتدهور الصحة العقلية، بدءاً من تأثير التكنولوجيا والثقافة ووصولاً إلى تزايد التعرّض للمواد الكيميائية في كل من الغذاء والبيئة.”

 

* تُجمع البيانات باستخدام تقييم “حاصل صحة العقل (MHQ)”، وهو استطلاع شامل عبر الإنترنت للوظائف الذهنية يوفر مقياساً عاماً (درجة “حاصل صحة العقل”) حيال القدرة على التعامل مع ضغوطات الحياة العادية والعمل بشكل منتج.

 

* تمت معايرة مقياس حاصل صحة العقل بحيث يكون المتوسط ​​المتوقع لسكان يتمتعون بأداء طبيعي هو 100 بناءً على بيانات عام 2019 (ما قبل الجائحة). تتراوح درجة حاصل صحة العقل بين -100 و+200، حيث تشير الدرجات السلبية إلى ضيق ذهني وضعف وظيفي شديدَين، في حين تمثل الدرجات الإيجابية توزيعاً طبيعياً للأداء.

 

أخبار ذات صلة

مهرجان الذيد للمرطب

غرفة الشارقة تستكمل استعداداتها لإطلاق الدورة التاسعة من “مهرجان الذيد للرطب”

مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ينظمان “ملتقى شباب المعرفة” في مصر

“ايدج” تعرض محفظتها المتميزة من الحلول المتطورة لأول مرة في المعرض الدولي للصناعات الدفاعية “آيدف 2025”

انطلاق فعاليات النسخة الرابعة من منتدى مصر للتعدين بحضور سفير السعودية بالقاهرة

الإمارات تؤكد على أهمية منظومة الرعاية الصحية المتقدمة لتحقيق التنمية المستدامة عالمياً

المملكة تؤكد أهمية تعزيز العمل الدولي المشترك للتصدي للتهديدات السيبرانية

المملكة العربية السعودية

المملكة تتصدر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث حجم الاستثمار الجريء في النصف الأول لعام 2025

غرفة الشارقة تحتفل بتخريج 26 مشاركاً في الدورة الثانية من برنامج القيادة الاستراتيجية للأعمال 2025

آخر الأخبار
أمازون مصر تعلن عن موعد موسم تخفيضات "يوم برايم 2025" محمد عبد الله ضمن قائمة "فوربس الشرق الأوسط" لأقوى الرؤساء التنفيذيين الإقليميين لأكبر الشركات العال... Nothing تكشف عن هاتفهاالرائد" 3 " Nothing Phone في متحف المستقبل بدبي المالية: النظرة المستقبلية للاقتصاد المصري تتحسن بنتائج اقتصادية ومالية إيجابية ومطمئنة وزير البترول يلتقي مدير الاستكشاف بشركة باريك جولد العالمية في مصر والسعودية والشرق الأوسط وأفريقيا GAMES OF THE FUTURE تستضيف 1,500 رياضي، يتنافسون في 13 تخصصًا رقميًا التعليم العالي: ٣٤ ألف طالب يسجلون لأداء اختبارات القدرات بنك QNB مصر يفتتح مقر فرع البنك بمدينة العلمين الجديدة تجمع قمة INMerge للابتكار 2025 القادة العالميين والمستثمرين في مجال التكنولوجيا في باكو الطقس غدا.. ارتفاع بدرجات الحرارة والرطوبة والعظمى فى القاهرة 38 درجة AMWAJ DEVELOPMENT CELEBRATES 50% CONSTRUCTION MILESTONE AT STARLIGHT PARK, SETTING NEW STANDARDS IN ... رئيس هيئة الرقابة المالية وزير المالية يشاركان في جلسة نقاشية عن الإصلاح الاقتصادي في مصر البورصة تختتم تعاملات الأسبوع بصعود جماعى للمؤشرات بتداولات 4.5 مليار جنيه CFI الشريك الرسمي للتداول الإلكتروني للاتحاد المصري لكرة السلة "زادة للتطوير" تجهز لإطلاق كومباوند فيلات متكامل في "زايد الجديدة" رئيس هيئة الرعاية الصحية يلتقي النائب الأول لرئيس شركة هواوي العالمية والرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال... الذهب يتراجع محليًا وعالميًا تحت ضغط الدولار القوي وتشدد الفيدرالي محمد عبد الحكيم يقود قوافل للتطوير العقاري نحو آفاق استثمارية غير مسبوقة بتعيينه رئيسًا للقطاع التجا... الخميس 24 يوليو 2025 إجازة مدفوعة الأجر للعاملين بالقطاع الخاص بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو رئيس اتحاد شركات التامين : نؤمن بتطوير الكوادر ورفع كفاءة السوق لنمو صناعة التأمين