تحدث باباك أماميان عضو حزب المحافظين البريطاني، عن دور أوروبا في الملف الإيراني بعد الضربات والدور الأمريكي المتصاعد في المنطقة، موضحًا، أن تأثير أوروبا على الشؤون الدولية انخفض بشكل كبير، وأن أوروبا تحاول اليوم استعادة دورها عبر عقد المؤتمرات والقمم، إلا أنها لا تزال غير مستعدة لدفع التكلفة السياسية أو العسكرية أو الدبلوماسية اللازمة للمشاركة الفعالة، ولافتًا، إلى أن محدودية استعداد أوروبا لدفع هذه التكاليف تجعل تأثيرها في الملف الإيراني محدودًا للغاية.
وحول الموقف الأوروبي من المفاوضات مع إيران، أكد أماميان، في تصريحات مع الإعلامي أحمد بصيلة، عبر قناة “القاهرة الإخبارية”، أنّ إعلان فرض المزيد من العقوبات هو خطوة جديدة تأتي كرد فعل على الهجمات الإسرائيلية والأمريكية ضد إيران، مشيرًا إلى أن أوروبا لم تكن من قبل ترغب في مواجهة النظام الإيراني بشكل مباشر بل كانت تفضل حل المشكلة عبر الحوار. وأضاف أن أوروبا تعهدت في الوقت نفسه بهذا الملف إلى إسرائيل، مما يحد من قدرتها على لعب دور مؤثر مستقلاً.
فيما يتعلق بتأثير الصراع في أوكرانيا على اهتمام أوروبا بالشرق الأوسط، قال أميان إن أوروبا تعاملت مع الحرب الأوكرانية بشكل غير مدروس، حيث حوّلت صراعًا إقليميًا إلى نزاع أيديولوجي مكلف على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
وأوضح أن هذا الصراع دفع أوروبا إلى الدخول في حرب غير ضرورية كلفتها الكثير، ما أدى إلى تراجع اهتمامها بمناطق أخرى مثل الشرق الأوسط.
وعن العلاقة بين أوروبا والولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس ترامب، ذكر أن أوروبا تتجه سياسيًا نحو اليسار وتركيزها ينصب على القضايا الاجتماعية، وهو ما يتعارض مع توجه الولايات المتحدة التي تعطي الأولوية للأعمال والاقتصاد.
وأردف، أن الأوروبيين، رغم توقيعهم لبعض الاتفاقيات الثنائية، واقعون في ديون للبنوك الأمريكية مما يحد من قدرتهم على اتخاذ قرارات مستقلة. واعتبر أن أوروبا تعتمد غالبًا على البيانات السياسية دون تنفيذ أي إجراءات فعالة، وهو ما يعكس ضعف خططها في ملفات مثل الحرب الأوكرانية.