قدم علاء الزهيري، رئيس اتحاد شركات التأمين المصري كشف حساب شامل لما تحقق من إنجازات خلال قيادته للاتحاد، وتحدث بصراحة عن أبرز التحديات، والملفات العالقة، ورؤيته لمستقبل القطاع.
وأكد الزهيرى خلال لقائه ببرنامج الصنايعية الذي يقدمه الإعلامي محمد ناقد علي قناة الشمس ، في البداية على أن ما تحقق خلال السنوات الماضية لم يكن جهدًا فرديًا يُنسب لشخصه، بل هو ثمرة تعاون كامل بين مجلس الإدارة، والإدارة التنفيذية، وهيئة الرقابة المالية، وجميع شركات التأمين العاملة في السوق المصري.
وعبّر عن فخره بقيادة هذا الكيان في فترة وصفها بأنها كانت مليئة بالتحديات، من بينها جائحة كورونا، والتغيرات الاقتصادية العالمية، والضغوط التشريعية والتنظيمية، إلى جانب الطموحات العالية التي حملها الاتحاد منذ اللحظة الأولى لتطوير القطاع.
أحد أبرز الملفات التي تطرق إليها الزهيري كان التحول الرقمي، مؤكدًا أن الاتحاد ساهم بشكل كبير في دفع شركات التأمين نحو تحديث بنيتها التكنولوجية، وقامت الهيئة العامة للرقابة المالية بحث الشركات علي اتمام ملف التحول الرقمي وهو ما تُوّج بالربط الإلكتروني الكامل مع هيئة الرقابة المالية اعتبارًا من يوليو 2025.
واعتبر أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في مستوى الشفافية، وسرعة التعامل مع شكاوى العملاء، مشيرًا إلى أن هذا التطور فرض على الشركات الاستثمار الجاد في البنية التحتية، وحماية البيانات، والتوسع في تقديم الخدمات إلكترونيًا، من المعاينات إلى إصدار الوثائق.
كما تحدث الزهيري عن القفزة التي شهدها التأمين متناهي الصغر في مصر، حيث ارتفع عدد الوثائق من لا شيء تقريبًا في 2017 إلى أكثر من سبعة ملايين وثيقة حاليًا.
ولفت إلى أن قرار الهيئة بالسماح ببيع وثائق التأمين عبر شركات الاتصالات يمثل فرصة غير مسبوقة للوصول إلى مئات الملايين من العملاء، موضحًا أن كل هاتف محمول في مصر يمكن أن يكون بوابة لتأمين المواطن نفسه أو ممتلكاته، دون حاجة لزيارة فرع أو دفع نقدي مباشر، وهو ما يسهل عملية التحصيل وتقديم التعويضات.
وفيما يخص ملف التأمين الزراعي، أقر الزهيري بأن التقدم في هذا المجال لم يكن بالمستوى المأمول، إلا أنه شدد على أن التأخير لم يكن نتيجة تقصير، بل بسبب التحديات الخاصة بطبيعة هذا النوع من التأمين، وعدم توافق متطلبات السوق مع النماذج التأمينية التقليدية.
وأوضح أن الاتحاد نظم العديد من الورش بمشاركة وزارات وشركات وخبراء دوليين بهدف الوصول إلى تصور واقعي قابل للتطبيق في السوق المحلي.
وحول الجدل الذي يثار أحيانًا بشأن عدالة توزيع القرارات داخل الاتحاد، أكد الزهيري أن الاتحاد لم يستبعد أي شركة، ولم يميّز بين كبير وصغير، وأن جميع الأطراف شاركت في صناعة السياسات العامة.
ورفض بشدة فكرة وجود تدخلات غير مهنية أو ضغوط من بعض الكيانات الكبرى، قائلاً إن بيئة العمل داخل الاتحاد كانت تقوم على الشفافية واحترام المؤسسات، وأن أي نجاح تحقق كان نتاج التزام كامل من الأطراف كافة.
الملف الدولي كان حاضرًا بقوة في حديث الزهيري، حيث كشف عن انضمام مصر رسميًا إلى الاتحاد العالمي لاتحادات التأمين (GFIA)، لتصبح ثالث دولة عربية تنضم إليه بعد المغرب وتونس.
وأكد أن الانضمام لم يكن سهلًا، بل تم بعد تقديم عرض رسمي وموافقة الجمعية العمومية، ما منح مصر مكانة مؤثرة في مناقشات صناعة التأمين العالمية، وفتح لها أبواب المشاركة في لجان حيوية كالمخاطر الطبيعية والاستدامة.
وفي ختام اللقاء، عبّر الزهيري عن رضاه بنسبة كبيرة عما تحقق خلال فترة ولايته، مؤكدًا أن التقييم الحقيقي ليس في عدد المؤتمرات أو التقارير، بل في جاهزية المؤسسات للاستمرار والتطور بعد انتهاء فترة الإدارة
وأوضح أن الاتحاد أعد تقريرًا مفصلًا من 93 صفحة يوثق كل ما أُنجز خلال السنوات الماضية، وأن النجاح الحقيقي يتمثل في أن يجد من يخلفه منظومة قوية لا تبدأ من الصفر، بل تبني على ما تحقق.
وأكد الزهيرى أن قطاع التأمين في مصر لا يزال يملك فرصًا هائلة للنمو، بشرط أن تستمر السياسات الداعمة، ويتم الاستثمار في التكنولوجيا، وتُمنح الفرصة لجيل جديد من القيادات لمواصلة المسيرة، مضيفًا: “لم أعد رئيسًا للاتحاد، لكنني سأظل دائمًا جنديًا في صف هذا القطاع الذي يستحق أن يتصدر خريطة الاقتصاد المصري”.