نجح مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي في إجراء عملية معقدة مزدوجة لزراعة الكبد والكلى للسيدة نشامي، وهي أم كويتية لثلاثة أبناء، كانت تعاني من مرض كبدي متقدم وفشل كلوي. وبسبب حاجتها الملحة لعملية زراعة مزدوجة، أوصى أطباؤها في الكويت والمملكة المتحدة بإجراء العملية في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، نظرًا لخبرته المتميزة في تقديم رعاية متقدمة لعمليات زراعة الأعضاء المتعددة.
في يونيو 2024، كانت نشامي تقضي إجازة مع أسرتها عندما بدأت تشعر بأعراض غير مألوفة، مثل التعب الشديد، وانتفاخ القدمين، بالإضافة إلى أعراض أكثر إثارة للقلق مثل اصفرار العينين. وفي البداية، اعتقدت نشامي أن هذه الأعراض ناجمة عن إجهاد السفر، ولكن، مع استمرار الأعراض، سرعان ما أدركت أن حالتها أكثر جدية وخطورة.
عند استشارة الأطباء في الكويت، أظهر التصوير بالموجات فوق الصوتية إصابة نشامي بتشمع كبدي حاد وفشل كلوي ناجمين عن تشمع القنوات الصفراوية الأولي، وهو مرض مناعي ذاتي يضر بالقنوات الصفراوية والكبد، وقد يؤثر أيضًا على وظائف الكلى. ونظرًا لحاجتها الماسة لزراعة مزدوجة للكبد والكلى، فقد اقترح أطباؤها إحالتها إلى مركز زراعة الأعضاء المتعددة في كليفلاند كلينك أبوظبي في دولة الإمارات.
وقالت نشامي: “منذ اللحظة الأولى لوصولي إلى المستشفى، شعرت بدفء وترحيب كبيرين من فريق الرعاية، وكذلك جودة المنشأة العالمية، واستقبلنا منسّقٌ خاص أرشدنا إلى إدارة خدمات المرضى الدوليين، حيث تم شرح جميع تفاصيل رحلتي العلاجية بوضوح. من التسجيل إلى الفحوصات التي تسبق الجراحة، وشعرت بالدعم الكامل في كل مرحلة من العلاج”.
وأوضح الدكتور لويس كامبوس، طبيب استشاري زراعة الأعضاء في معهد أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، الذي أشرف على العلاج: “كانت حالة نشامي معقدة بشكل خاص. فقد كانت تعاني من ضرر كبدي متقدم بسبب مرض مناعي ذاتي، إضافة إلى تدهور شديد في وظائف الكلى. وتعتبر هذه الحالات بالتحديد الهدف من تصميم برنامجنا متعدد التخصصات لزراعة الأعضاء. وتأتي قدرتنا على تقديم رعاية شاملة لهذه الحالات من تميزنا بالفرق الطبية المتكاملة والإجراءات الجراحية المتقدمة التي تضمن توفير نهج علاجي سلس ومنسّق ومتكامل”.
تُجسّد حالة نشامي نجاح اتفاقية تبادل الأعضاء بين الإمارات والكويت، وهي تعاونٌ عابرٌ للحدود أُبرم عام ٢٠٢١ بين وزارتي الصحة في البلدين ومراكز زراعة الأعضاء الوطنية. مكّنتها هذه الشراكة من إدراج اسمها على قائمة انتظار مشتركة، مما يضمن الوصول إلى متبرعين مناسبين من كلا البلدين في الوقت المناسب. منذ انطلاقه، أنقذ البرنامج حياة أكثر من ١٨٠ مريضًا في الإمارات، بفضل التنسيق السلس بين السفارات والمطارات والمستشفيات.
وبفضل التنسيق المحكم بين الفرق الطبية في الكويت وأبوظبي، تم وضع نشامي سريعًا على قائمة انتظار زراعة الأعضاء، وسرعان ما تلقت الاتصال المنتظر بعد العثور على متبرع متوافق.
في يوم الجراحة، أجرى خبراء زراعة الأعضاء في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي أولًا زراعة الكبد، تلتها زراعة الكلى. وأضاف الدكتور براء عبدالجواد، طبيب استشاري الرعاية الحرجة في معهد رعاية المشافي المتكاملة: “يعتبر التوقيت عنصرًا حاسمًا في عمليات زراعة الأعضاء. ولهذا قمنا بتصميم بيئة العمليات والمنشآت لدينا بطريقة تتيح لنا تخفيض الفترة الزمنية بين الحصول على الأعضاء وزراعتها إلى حدّ ملحوظ. وتساهم هذه الفترة القصيرة في الحفاظ على وظائف الأعضاء وتحسّن من نتائج المرضى بشكل كبير”.
تمّ إجراء عمليتي الزرع على التوالي بدقة فائقة مع الحرص على تقليل فقدان الدم إلى أدنى مستوى ممكن، وتكللت العمليتان بالنجاح. وتأكد فريق مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي متعدد التخصصات، بالإضافة إلى فريق خدمات المرضى الدوليين المخصص، من تعافي نشامي بصورة استثنائية، ما يؤكد على التزام المستشفى بتقديم رعاية متكاملة وشخصية لضمان أفضل النتائج الصحية.
تعيش نشامي اليوم حياة صحية مستقرة في الكويت، مع استمرار متابعتها الدورية في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي. وعبرت عن امتنانها لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي بالقول: ” أصبحت اليوم أعتبر أبوظبي وطني الثاني بكل فخر”.
إن التجارب المؤثرة في رحلة الحياة، مثل تجربة نشامي، لا يمكن أن تتحقّق إلا بفضل كرم المتبرعين بالأعضاء، الذين تقدم عطاءاتهم الفريدة فرصة ثانية لحياة المرضى. ومن خلال جهود “حياة”، البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، المبادرة الإنسانية التي تروّج لثقافة التبرع بالأعضاء والأنسجة، بدعم متواصل من دائرة الصحة – أبوظبي، تتحوّل كل عملية تبرع إلى طوق نجاة لمن هم في أمسّ الحاجة إليها.
وتعدّ رحلة نشامي شاهدًا على مكانة مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي كمركز عالمي رائد للإحالات الطبية. فمنذ إطلاقه أول برنامج لزراعة الأعضاء المتعددة في الإمارات عام 2017، أجرى المستشفى أكثر من 900 عملية زراعة أعضاء شملت الكبد والكلى والقلب والرئة. وفي عام 2024 وحده، قدّم مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي الرعاية الطبية لمرضى من أكثر من 100 دولة، احتاج الكثير منهم إلى جراحات معقدة ومنقذة للحياة.