في مدينة بُنيت على الطموح والجمال، قد ننسى أحياناً جوهر السكون، فنمضي أيامنا بوتيرة متسارعة، نسلك الطرق ذاتها ونعبر أمام المباني نفسها، من دون أن ندرك أنّ الروائع من حولنا لا تزال تنتظر لحظة تأمّل ونظرة أعمق.

لكن في أحيان كثيرة، لا تكمن هذه الروائع في السفر البعيد، بل في إعادة اكتشاف ما ألفناه بعيون مختلفة.

لطالما ارتبط اسما ديرة والحي الذهبي في دبي بالتجارة والتقاليد وإيقاع الحياة اليومية، وربما لا يتبادران مباشرة إلى الذهن عند التخطيط لقضاء عطلة، لكن هذا تحديداً ما يجعلهما وجهة مثالية لعطلة محلية؛ فهما لا توفّران مجرد فرصة للابتعاد عن إيقاع حياتك المعتاد، بل تمنحانك لحظة هدوء ومساحة لتعيد اكتشاف المدينة بعين المستكشف، لا بعين المقيم الذي يمرّ بها على عجلة من أمره.

اليوم، تفتح فنادق أكور في الحي الذهبي بدبي أبوابها أمام الضيوف الساعين إلى تعزيز ارتباطهم بالمدينة بأسلوب مختلف وتجربة متجددة. وتدعوهم إلى التمهّل والاسترخاء واستكشاف وجه آخر لدبي، مع عروض خاصة تبدأ من 130 درهماً إماراتياً للإقامة في الغرف، و100 درهم إماراتي لتجارب الطعام، إلى جانب أمسيات مميّزة في فندق نوفوتيل دبي الحي الذهبي ابتداءً من 79 درهماً إماراتياً.

تبدأ القصة ببساطة… بوصول لا برحيل، وبحقيبة خفيفة أو من دون أي حقائب… بقرار يمنحك فرصة التوقّف من دون الابتعاد، ورؤية المألوف بعدسة جديدة تكشف تفاصيله كما لو كانت للمرة الأولى.

بمجرّد دخول أحد فنادق أكور في الحي الذهبي بدبي، سواء كان نوفوتيل أو ميركيور أو إيبيس ستايلز، يتغيّر الإيقاع على الفور. فما إن تخطو داخل الغرفة حتى يتلاشى صخب المدينة، لتستقبلك كأنها نفس عميق، بمساحاتها الرحبة وأجوائها الهادئة، لتأخذك بعيداً عن كل شيء وأنت لا تزال في قلب المدينة.

ولكلّ فندق طابعه الخاص.

في فندق نوفوتيل دبي الحي الذهبي مثلاً، توفّر النوافذ إطلالات شاملة على أفق المدينة، ويسود الهدوء على السطح حيث تتحوّل استراحة مسبح أكوا إلى فُسحةٍ ترفعك فوق المدينة وتبعدك عن صخبها.

في المقابل، يقدّم فندق ميركيور دبي الحي الذهبي تجربة تجمع بين الأناقة والبساطة، من تصاميمه الداخلية المبتكرة إلى أجواء مترو كافيه الدافئة، حيث تتحوّل قهوة الصباح إلى محطة صفاء تمنحك طاقة متجددة. ومع حلول المساء، يدعوك مطعم واستراحة إسبيريا المُقام على سطح الفندق للاستمتاع بإطلالات خلابة، خصوصاً عند الغروب، مع تشكيلة شهية من الأطباق المتوسطية.

أمّا فندق إيبيس ستايلز فيضفي لمسة من المرح على تجربة الإقامة، ويشكّل خياراً مثالياً للمسافرين الذين يبحثون عن إقامة تجمع بين الراحة والطابع العملي، مع لمسة لونية وهوية متفرّدة. يقدّم مطعم تيبل 3 قائمة متنوّعة تجمع نكهات العالم في وجهة واحدة، بحيث تشمل أطباقاً آسيوية مبتكرة، ومأكولات هندية كلاسيكية، وإبداعات عربية شهية.

هنا، لا جداول ولا التزامات، فاليوم يسير بوتيرتك الخاصة. قد يبدأ بفنجان قهوة مميّزة وجلسة هادئة مع دفتر ملاحظاتك في ويند كافيه، أو بفطور في السرير مع ستائر منسدلة تتسلل من خلفها أشعة الشمس برفق إلى الغرفة.

وفي النهاية، تدعوك المدينة لاكتشاف أسواقها، من سوق الذهب إلى سوق التوابل، أو الاستمتاع برحلة على متن العبّارة التي تجتاز الخور وكأنها آتية من زمن مختلف. هنا، تتهادى القوارب بهدوء فوق مياه حملت في أعماقها قروناً من التاريخ، وتعبق الأجواء برائحة التوابل التي تقودك عبر أزقتها الضيقة، حيث يلتقي الماضي بالحاضر في مشهد هادئ وساحر

ومهما امتد بك التجوال، يبقى جميلاً أن تدرك ما ينتظرك عند عودتك.

في مطعم ذا سبايسري بفندق نوفوتيل، يمضي العشاء بهدوء، حيث تتلاقى الإطلالات الخلابة مع النكهات المُبهرة. وتجتمع الأطباق المشوية مع الأطباق الرئيسية المطهوة على نار هادئة والنكهات العالمية، كاشفةً عن مأكولات تشعرك بالألفة حتى وإن جربتها لأوّل مرة. وعلى طاولة تتوهّج بإضاءة مثالية، تنساب الأحاديث بلطف على أنغام الموسيقى، ليتحوّل العشاء من مجرد وجبة عادية إلى ذكرى تدوم إلى الأبد.

يبدأ اليوم التالي بهدوء، وكأنه يدعوك إلى التمهّل ومنح نفسك لحظة مُستحقّة من الاسترخاء. يمكنك أن تستهلّ يومك بجلسة اليوغا الجديدة على سطح فندق نوفوتيل دبي الحي الذهبي في استراحة مسبح أكوا كلّ يوم أحد عند شروق الشمس، حيث تتلوّن السماء بلوحة من الألوان الناعمة. كما يمكنك تأمّل المدينة والاستمتاع بدفء أشعّة الشمس التي تنعش روحك وتنير يومك. بعدها، اتجه إلى مطعم فارمستيد في فندق ميركيور دبي ديرة لتستمتع بوجبة فطور مُعدّة بمكونات عضوية طازجة ومُستقدمة من خيرات حديقة الفندق.

ابدأ جولتك في استكشاف المدينة بفنجان قهوة عطِر محضّر من حبوب بنّ محمّصة محلياً من سوق الفندق، ثم انطلق إمّا إلى ديرة سيتي سنتر أو إلى شوارع الكرامة النابضة بالحياة. في كل محطة، تنكشف لك المدينة من زاوية مختلفة، ومع كل عودة إلى الفندق، يُخيّل إليك أنك تعود إلى واحتك الهادئة.

مع اقتراب المساء، تعود إلى المسبح لتشهد الأفق وهو يتلوّن تدريجياً بظلال الغروب الهادئة. المدينة تتحرك من حولك، وأنت باقٍ في سكونك. فمن هذا السطح المرتفع، يتباطأ الإيقاع من حولك… حتى أنفاسك.

وإذا امتدت عطلة نهاية الأسبوع، فستجد بانتظارك المزيد من التجارب، مثل الواجهة البحرية التراثية في السيف، وروعة التصميم المعماري لمكتبة محمد بن راشد، والأجواء الهادئة الممزوجة بلمسات فنية في مرسى جداف ووترفرونت. … إنها أماكن توحي بالبُعد، لكنها أقرب مما تتصور.

يكمن سر هذه الإقامة ليس في الوجهات التي تزورها أو الأنشطة التي تمارسها، بل في المشاعر التي تختبرها، من هدوء وفضول وتعزيز الروابط، ليس مع المدينة فحسب، بل مع نفسك أيضاً.

تبدأ أسعار الغرف من 130 درهماً إماراتياً، غير أنّ القيمة الحقيقية تُقاس باللحظات التي تعيشها لا بالتكاليف التي تتكبّدها… في أنفاسك التي تخرج بلا تفكير، وفي نظرتك المتجددة للمدينة، وفي إحساسك بأنك تستعيد ذاتك.