في خطوة ترسخ مكانتها كمركز إقليمي رائد في مجال الذكاء الاصطناعي، تستضيف جمهورية مصر العربية النسخة الافتتاحية من معرض وقمة الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وإفريقيا خلال الفترة من 10 إلى 12 فبراير 2026. وتؤكد مصر على حضورها في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى القارة الأفريقية وخارجها، مع الاعتماد على خارطة طريق وطنية للتحول القائم على تقنيات الذكاء الاصطناعي. وقد صُنِّفت مصر ضمن قائمة أفضل 10 دول في العالم في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وهي البلد الأفريقي الوحيد ضمن هذه الفئة – وفقاً لمؤشر التنافسية العالمي لعام 2024، الذي أصدرته GBS، في حين تعمل الدولة على دمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي عبر قطاعات حيوية ضمن إطار الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي (2025 – 2030).
تنعقد فعاليات معرض وقمة عالم الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وإفريقيا برعاية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية، ومن خلال شراكة استراتيجية مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، جامعاً تحت مظلته كبرى شركات الذكاء الاصطناعي والشركات الناشئة وقادة الفكر وصنّاع القرار من أكثر من 60 دولة. وتتولى جيتكس جلوبال، تنظيم الحدث المرتقب، باعتبارها أكبر شبكة عالمية للفعاليات المتخصصة بالتقنيات والذكاء الاصطناعي والشركات الناشئة، ليكون الحدث الأبرز على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي.
يسلط الحدث الضوء على حالات استخدام الذكاء الاصطناعي وأحدث التقنيات ضمن أبرز القطاعات، بما يتماشى مع أجندة مصر الوطنية للذكاء الاصطناعي وريادتها، وتشمل ذلك خدمات التعهيد والخدمات المشتركة، وتصميم أشباه الموصلات، والأمن السيبراني، والبنية التحتية السحابية، والتصنيع، والصحة الرقمية، والتكنولوجيا المالية، والطاقة، والتعليم، والخدمات العامة الرقمية.
ومن خلال استضافة معرض وقمة عالم الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وإفريقيا، تؤكد مصر على دورها البارز باعتبارها مركزاً إقليمياً للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، عبر ربط الخبرات العالمية بالأولويات الوطنية لتسريع وتيرة التطبيق العملي. وبفضل الاستثمارات الاستراتيجية في القدرات الرقمية، تواصل الدولة تعزيز مسيرتها نحو بناء اقتصاد رقمي متكامل وجاذب للاستثمارات العالمية في التقنيات المتقدمة.
وفي تصريح له، قال الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: “يشهد العالم تحولاً متسارعاً في موازين التنافسية العالمية بفعل الذكاء الاصطناعي، ولا تقتصر تطلعاتنا في مصر على التكيف مع هذا التحول فقط، وإنما نسعى إلى صياغته والمساهمة في قيادته. وتعكس الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي رؤيتنا الطموحة في ترسيخ مكانة مصر باعتبارها قوة رائدة في تبنّي الذكاء الاصطناعي المسؤول، وابتكار السياسات، وتعزيز التنمية الرقمية الشاملة”.
“تمتلك مصر القدرة على المساهمة بدور بالغ الأهمية في دفع الذكاء الاصطناعي نحو تحقيق المصلحة العامة في منطقتنا. ويمثل الحدث منصة محورية ومواتية لربط الخبرات العالمية بالأولويات الوطنية، وتسريع نشر وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات الأكثر تأثيراً على حياة مواطنينا.”
بدوره، تحدث المهندس أحمد الزاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، قائلاً: “يمثل إطلاق معرض وقمة عالم الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وإفريقيا محطة استراتيجية مهمة في رحلتنا نحو ترسيخ مكانة مصر باعتبارها قوة إقليمية رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، ومركزاً للابتكار والتعاون المشترك”.
“يجسّد الحدث التزامنا بجعل مصر في قلب الحوار العالمي حول التكنولوجيا، من خلال جذب الاستثمارات في التقنيات المتقدمة، وتمكين الشركات الناشئة المحلية، ورعاية منظومة متكاملة تتحول فيها الأفكار الطموحة إلى حلول واقعية. ولا شك في أن استضافة هذا القمة العالمية في القاهرة يعكس طموح مصر في أن تكون مساهماً رئيسياً في صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي، وإبرام شراكات مؤثرة تُسهم في نقل التكنولوجيا من منطقتنا إلى العالم.”
وأضافت تريكسي لوه ميرماند، نائب الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي، الجهة المنظمة لمعرض جيتكس جلوبال: “أتاح الذكاء الاصطناعي فرصاً متكافئة في المجال الرقمي للجميع، وفتح آفاقاً جديدة أمامها. ومصر عازمة على توظيف هذا التحول التكنولوجي لإعادة تشكيل نسيجها الاجتماعي ومشهدها الاقتصادي، وبناء مستقبل يرتكز على الابتكار كقيمة مضافة لحياة مواطنيها ويرسخ حضورها على الساحة العالمية. وسيكون الحدث بمثابة قوة مضاعفة تعزز مهمة مصر الاستراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي، لتحقيق نتائج مؤثرة وقابلة للتوسع على نطاق واسع.”
تحوّل الذكاء الاصطناعي في مصر: من مهمة استراتيجية إلى سوق عالمية
يفتتح الحدث بقمة رفيعة المستوى ومعرض شامل على مدار يومين، يهدف إلى تسريع الجهود المشتركة في البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، وتطبيقاته الصناعية، وتوسيع نطاق الشركات الناشئة، وجذب الاستثمارات العالمية، وبناء القدرات الرقمية. وسيشارك في هذا الحدث الأبرز في مصر كبرى الشركات العالمية في التكنولوجيا، والتي تقود مسيرة الذكاء الاصطناعي إقليمياً وعالمياً، مثل “أتوس”، و”سايشيلد”، و”إتش بي إي”، و”آي بي إم”.
ومن المتوقع أن يشارك أكثر من 200 مستثمر من أصحاب رؤوس الأموال المغامرة، يديرون أصولاً تتجاوز قيمتها تريليون دولار أمريكي، لاستكشاف فرص الاستثمار في الشركات الناشئة المصرية والإقليمية. كما يشهد الحدث إطلاق واحدة من أكبر أكاديميات الشباب التكنولوجية في المنطقة، لتوظيف الطاقات الهندسية الشابة في مشروعات تجريبية وبرامج إرشاد، بما يساهم في تمكين مصر من استثمار طاقات أكثر من 750 ألف خريج جامعي سنوياً.
يمثل معرض وقمة عالم الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وإفريقيا محطة محورية لتسريع تطوير الذكاء الاصطناعي المسؤول، وتعزيز الابتكار القابل للتوسع، وتحقيق التقدم الرقمي الشامل في الشرق الأوسط وأفريقيا.