أطلقت لُجين عطايا الطالبة المقيمة في دبي والبالغة من العمر 17 عامًا مبادرة “مشروع الأمل”، وهي مبادرة شبابية تستخدم الرقص كلغة إنسانية عالمية لتعزيز التعافي العاطفي والمرونة وإيصال أصوات الفئات الأقل تمثيلًا في المجتمع. وترتكز المبادرة على أنماط متعددة من الرقص لتوفير مساحة آمنة تُمكّن الأطفال واليافعين من معالجة الصدمات، والتعبير عن مشاعرهم، وصناعة التغيير الإيجابي.
استلهمت عطايا فكرة “مشروع الأمل” من شغفها بالرقص وارتباطها العميق بقصة هجرة جديها من فلسطين. ومن خلال إدراك أثر الصدمة ومواجهة المخاوف عبر الحركة الإبداعية، عملت على إنشاء بيئة راعية تُتيح للأطفال واليافعين مساحة آمنة للتعبير الحر واستعادة التوازن الداخلي.
يُنظِّم “مشروع الأمل” ورش عمل تغطي طيفًا واسعًا من أساليب الرقص، تشمل المعاصر والهيب هوب والباليه عبر حركات مُصمَّمة، إلى جانب تشجيع المشاركين على تقديم تفسيرات شخصية وثقافية للحركة. لمس المشروع منذ انطلاقه حياة مئات الأفراد في الإمارات ولبنان، مساهِمًا في تحسين المزاج، وتعزيز الثقة بالنفس، وتقوية الصحة النفسية عمومًا. ومن خلال قوة الرقص الجماعي، يجد المشاركون بهجة في الحركة وشعورًا عميقًا بالانتماء، ما يُسهم في تقليل العزلة ودعم العافية الذهنية.
وأبرم “مشروع الأمل” شراكات مع مؤسسات غير ربحية مرموقة، من بينها ANERA “المساعدات الأمريكية للاجئين في الشرق الأدنى” و UNHCR “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” الأمر الذي عزّز الاعتراف بالمبادرة ووسّع حضورها داخل مجتمعات مختلفة في الدولة.
وبالشراكة مع المدرسة الأمريكية في دبي، طوّر الفريق برنامج “محاكاة للاجئين” لتعريف الطلبة عن النزوح. وتقول عطايا: “بمساندة نحو 60 طالبًا، جمعنا أكثر من 50 ألف درهم إماراتي لدعم تعليم اللاجئين. إن رؤية الأطفال خلال الورش يتفاعلون ويبتسمون ويشعرون بالفخر بأنفسهم أمرٌ مُلهِم. ومشاهدة قدرتهم على معالجة التجارب الصعبة والتوتر ومغادرة الجلسات وهم أكثر قوة ذهنيًا تذكّرني بأن الجهود الصغيرة قد تُحدِث فرقًا كبيرًا”.
وتوسِّع عطايا جهودها لدعم الفئات الأكثر احتياجًا عبر إطلاق “بودكاست الأمل” وهو منصة تتيح لهم مشاركة قصصهم المؤثرة بصدق مع العالم، والتأمل في تجاربهم وتحدياتهم، وتقديم رؤى مُلهِمة للمستمعين عن رحلاتهم الإنسانية.
وخلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، تطمح عطايا إلى توسيع “مشروع الأمل” في أنحاء الشرق الأوسط عبر شراكات متعددة، وفعاليات مدرسية ومجتمعية، إلى جانب إدخال ورش عمل إبداعية ومناصرة فنية في مدارس الإمارات. ومن خلال التركيز على الوسائط غير اللفظية للتعبير كالحركة والفن والسَّرد يسعى المشروع إلى تعزيز الوصول إلى مساحات يشعر فيها الأفراد بالقوة والإنصات واستعادة التوازن الداخلي، بما ينسجم مع رسالته الجوهرية.
وتدعو عطايا طلبة المدارس والجامعات في مختلف أنحاء الإمارات إلى الانضمام لهذه المبادرة، سواء عبر استضافة الورش، أو المشاركة في الأنشطة التطوعية، أو جمع التبرعات، أو ببساطة من خلال نشر رسالة «مشروع الأمل» وأهدافه.