عزّزت دولة الإمارات العربية المتحدة مكانتها الرائدة في مجال الرعاية الصحية، وذلك عبر تسليط الضوء على جهودها المتقدمة في التعامل مع مرض الزهايمر الذي تم التركيز عليه خلال المؤتمر الخامس لأمراض الدماغ الذي اختتم أعماله في العاصمة أبوظبي في 14 سبتمبر الجاري في “فندق إنتركونتيننتال” بمشاركة أكثر من 450 خبيراً ومتخصصاً في طب وجراحة الأعصاب من مختلف أنحاء العالم.
وشهد المؤتمر إطلاق تقرير جديد أعدته إيكونوميست إمباكت بدعم من شركة “ليلي” العالمية المتخصصة في أبحاث وابتكارات مرض الزهايمر، وحمل عنوان “نظرة جديدة على مرض الزهايمر في الإمارات”. واستعرض التقرير المبادرات الرائدة التي تبنّتها الإمارات لمواجهة هذا التحدي الصحي العالمي، مؤكداً على التزام الدولة بوضع استراتيجيات فعّالة تواكب النمو السكاني وارتفاع معدلات الشيخوخة.
وأبرز التقرير سلسلة من التدابير الاستباقية التي اتخذتها الإمارات للتصدي لأعباء مرض الزهايمر، وخصوصاً مبادرات التوعية التي تقودها وزارة الصحة ووقاية المجتمع، إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني مثل مبادرة 4-get-me-not، بالإضافة إلى الاعتراف الدولي بمدينة الشارقة من قبل منظمة الصحة العالمية في عام 2015 كأول مدينة عربية مراعية للسن، وهو ما جعلها نموذجاً يُحتذى به إقليمياً في دعم الشيخوخة الصحية.
وفي هذا الإطار، أكدت روبرتا مارينيلي الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا والمدير العام للإمارات العربية المتحدة في شركة “ليلي”، على أهمية الشراكة مع المجتمع الصحي الإماراتي، مشيرة إلى أن الدولة تمضي بخطى ثابتة نحو تأسيس نموذج مبتكر لرعاية مرضى الزهايمر، قائم على التكامل والتعاون متعدد الأطراف.
من جهة أخرى، حدد التقرير ثلاث أولويات محورية لتعزيز استجابة الإمارات لمرض الزهايمر، وهي:
- تعزيز استجابة منسّقة مستندة إلى الأدلة العلمية، من خلال وضع سياسات أو خطط وطنية لمواجهة مرض الزهايمر، بمشاركة متعددة الأطراف تشمل الحكومة، والقطاع الصحي، والمؤسسات الأكاديمية، إضافة إلى المرضى ومقدمي الرعاية.
- توضيح مسارات تمكّن المرضى من الحصول على تشخيص مبكّر وتلقّي التدخلات المناسبة، عبر تدريب الكوادر الصحية، خصوصاً مقدمي الرعاية الأولية الذين يمثّلون عادة أول نقطة اتصال مع متلقي الخدمات الصحية..
- التركيز على رفع وعي المجتمع بالمؤشرات المبكرة للمرض، وتعزيز فهمه لقنوات الخدمات المتخصصة والوصول إليها، من خلال الاستثمار في برامج التوعية، ومعالجة الوصم والمفاهيم الخاطئة المرتبطة بهذه الحالة الصحية.
ويمثل التقرير منصة استراتيجية لدولة الإمارات لتأكيد ريادتها الإقليمية والدولية في مجال الرعاية الصحية، وخصوصاً في التعامل مع التحديات المعرفية والتنكسية مثل الزهايمر. كما يعكس التوجه الإماراتي المستقبلي القائم على الابتكار وتطوير نماذج رعاية متكاملة تستند إلى البيانات والبحوث، ما يجعل من الدولة نموذجاً يُحتذى به في الاستجابة الصحية الشاملة لهذا المرض. ومن خلال هذا التقرير والمؤتمر المصاحب له، تؤكد الإمارات مجدداً التزامها بالارتقاء بجودة حياة مواطنيها والمقيمين فيها، وتطوير أنظمة صحية مستدامة تواكب تحديات المستقبل.