أطلقت منصة “شباب من أجل الاستدامة”، التابعة لـشركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” والتي تهدف إلى تمكين الجيل القادم من قادة الاستدامة، برنامج “ما وراء الحدود” كمنصة دولية تركز على نقل اكتساب المعرفة في مجال الاستدامة من الفصل الدراسي إلى التطبيق العملي بهدف إحداث تأثير ملموس على أرض الواقع. وشهدت الدورة الأولى من البرنامج تنظيم زيارة إلى ماليزيا ضمت 10 من الشباب الطموحين والمهتمين بإحداث تغيير إيجابي، حيث شاركوا على مدى خمسة أيام في ورش عمل وأنشطة ميدانية وخاضوا تجارب عملية لتعزيز مهارات التواصل والسرد الرقمي.
وأتاحت الفعالية للمشاركين، وجميعهم أعضاء في برنامج “قادة مستقبل الاستدامة” التابع لمنصة “شباب من أجل الاستدامة”، فرصة اكتساب خبرة عملية تُضاف إلى معارفهم النظرية، وتعزيز التواصل بين الثقافات وتنمية مهارات القيادة. وقد عمل المشاركون على معالجة تحديات واقعية في قطاع الطاقة، وإعداد دراسات حالة وفق أسلوب سردي قصصي تُبرز الترابط بين الإنسان والسياسات والتكنولوجيا.
وقالت زينب آل علي، مدير إدارة التوعية وعلاقات الشركاء الاستراتيجيين في شركة “مصدر”: “لقد أضاف برنامج ‘ما وراء الحدود – ماليزيا’ أفقاً جديداً من شأنه الإسهام في توسيع نطاق جهود مبادرة ‘شباب من أجل الاستدامة’ والأثر الذي تحدثه. وتعكس هذه الخطوة المهمة دور البرنامج كمنصة تمكن الشباب من المشاركة في صياغة السياسات، وتحفيز الابتكار، وقيادة الجهود العالمية لإحداث نقلة نوعية في نظم الطاقة.”
وتضمنت المجموعة شباب من الإمارات وماليزيا وألمانيا ومصر والجزائر واليمن والهند، وقد قاموا بزيارة أبرز الجهات في قطاع الطاقة بماليزيا بهدف تكوين صورة شاملة عن عملية تحول نظم الطاقة في البلاد. كما زاروا شركة “تناغا ناسيونال برهاد”، أكبر شركة مرافق في ماليزيا، للاطلاع على البنية التحتية الوطنية للطاقة والاستراتيجيات التي تدفع عجلة التحول نحو الطاقة المتجددة.
كما شارك أعضاء البرنامج في ورش عمل تفاعلية حول نظم الطاقة الشاملة في جامعة “تناغا ناسيونال”، الجامعة الرائدة في مجال الطاقة بماليزيا. وخلال هذه الورش، شارك الشباب في تحديات خاصة بالتصميم، ودراسات حالة، ومختبرات الابتكار، حيث عملوا على استكشاف حلول تربط بين الاحتياجات المحلية وأهداف الاستدامة العالمية.
واختُتم البرنامج بعرض قدمه الشباب المشاركون، حيث سلطوا الضوء على ما حققوه من نتائج، فضلاً عن اقتراح حلول تناسب متطلبات قطاع الطاقة المحلي. وهو ما أتاح لأعضاء برنامج “قادة مستقبل الاستدامة” الفرصة لتقديم أفكار عملية، والتأكيد في الوقت نفسه على أهمية دور الشباب في قيادة التغيير الإيجابي المستدام في قطاع الطاقة.
وقال نيرمين المرزوقي، إحدى أعضاء برنامج قادة مستقبل الاستدامة والمشاركة في برنامج “ما وراء الحدود”: “لقد أتاح لي برنامج ‘ما وراء الحدود – ماليزيا’ فرصة التعرف عن كثب على مشهد الطاقة في ماليزيا، وذلك من خلال القيام بزيارات ميدانية والتفاعل مع المجتمع والاستفادة من مهارة السرد القصصي، ما أسهم في تعزيز شغفي واهتمامي بمجال الاستدامة. ويجسّد هذا البرنامج أهمية التعلّم التجريبي وتعزيز التعاون بين الثقافات، بما يتيح للشباب أن يقوموا بدور مهم في إحداث نقلة نوعية في نظم الطاقة العالمية”.
وسوف يمتد تأثير برنامج “ما وراء الحدود – ماليزيا” إلى ما هو أبعد من الأيام الخمسة، حيث سيعمل المشاركون على تطبيق معارفهم في مشاريع ضمن بلدانهم، والاستفادة من شبكات التواصل التي بنوها، والعمل على تقديم حلول مبتكرة. في حين تعمل منصة “شباب من أجل الاستدامة” من خلال هذا البرنامج على تعزيز الشراكات مع الجهات الأكاديمية والقطاعات في منطقة جنوب شرق آسيا، وتوفير نموذج قابل للتوسع والتطبيق في بلدان أخرى مستقبلاً.
وشملت مجموعة المشاركين في البرنامج كلاً من مطر السويدي، وشقرا التميمي، ونرمين المرزوقي، وأحمد المهيري، وصالح الشامسي، ودعاء العليمي، وأرفيد ليونارد إهلرت، وحبيب الرحمن حسن، وماريا بن خليفة، ونافيا غارغ. وقد جمعت هذه المجموعة بين الخبرة التقنية، والإلمام بالسياسات، ومهارات التواصل، بهدف الإسهام في إحداث نقلة نوعية منصفة وملائمة في قطاع الطاقة.