أعلن “أبواب”، البرنامج السنوي المُحدّث والركيزة الأساسية في أسبوع دبي للتصميم، عن الفائز بتكليف نسخة 2025. وقد دُعي المشاركون هذا العام إلى استكشاف موضوع “في التفاصيل” من خلال مفهوم الزخرفة كلغة جمالية محمّلة بالمعنى والرمزية والمعرفة المتوارثة، والتي أثرت عبر العصور على العمارة والأشياء والمنسوجات في ثقافات متعددة. وجاء المشروع الفائز بعنوان “حكايات الحواف البحرية” من تقديم استوديو مَرج (البحرين)، حيث سيُعرض للمرة الأولى في حي دبي للتصميم من 4 إلى 9 نوفمبر 2025 ضمن النسخة الحادية عشرة من أسبوع دبي للتصميم، والذي يقام برعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي.
تأسس “مَرج” على يد المعماريتين لطيفة الخياط ومريم الجُميري في البحرين، وهو منصة متخصصة بالبحث والتعليم والممارسة في مجالي العمارة والتصميم. يستكشف عملهما الفائز “حكايات الحواف البحرية” الطبقات البيئية والثقافية لجزيرة النبيه صالح الواقعة بين محمية توبلي الرطبة والمنطقة الصناعية في سترة. ومن خلال الدمج بين الزخرفة والروايات الشفوية، يسلط المشروع الضوء على بيئة آخذة في الاندثار، ويرفع الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة والذاكرة الثقافية.
يوثّق العمل الحكاية المكانية لجزيرة النبيه صالح عبر تركيب نسيجي مطرّز يُصوّر نباتاتها وحيواناتها والمياه المحيطة بخليج توبلي، باستخدام مواد محلية من البحرين وبالتعاون مع حرفيين وخياطين ومطرزين محليين. وقد استُلهم التصميم من ثوب النشل التقليدي، ليعيد صياغة مفاهيم الإيقاع والتكوين والتناسب المعماري من خلال لغة زخرفية مستوحاة من الطبيعة البحرية والبرية.
وقالت لطيفة الخياط ومريم الجُميري، مؤسستا “مَرج“: “نمارس عملنا عبر مجالات متعددة، أحياناً نُشرف على معارض، وأحياناً أخرى نُصمّم مباني، بينما ينصب تركيزنا غالباً على البحث المادي والعلمي. ونستلهم أعمالنا من هذا التقاطع الذي يتيح لنا التعاون مع خبرات متنوعة. ومن خلال لقاءاتنا مع سكان الجزيرة ودراسة بيئتها الطبيعية وحياتها البرية، صغنا سرداً بصرياً نأمل أن يفتح أمام الزائر آفاق الفضول والتساؤل”.
تُمثل نسخة 2025 من معرض “أبواب” نقلة نوعية عن الأعوام السابقة، حيث يُقدّم مشروع “حكايات الحواف البحرية” كجناح مُكلّف به فقط، وهو تصميم يتيح تفاعلاً أعمق مع الموضوع وتجربةً غامرةً للزوار.
ومنذ انطلاقه في عام 2015، دعم برنامج “أبواب” أكثر من 180 مصمماً من غرب وجنوب وشرق آسيا، إضافة إلى القارة الإفريقية، من خلال تكليف أجنحة تركّز على قضايا إقليمية وعالمية معاصرة. أما في نسخة 2025، فيُعيد البرنامج تعريف مفهوم الزخرفة ليس باعتبارها مجرد تزيين، بل كمخزن للمعرفة المتوارثة، ليحوّل التفاصيل إلى تجربة مكانية كاملة.