أصدر ساكسو بنك، الرائد في مجال التداول والاستثمار عبر الإنترنت، تقريره الفصلي لتوقعات الربع الرابع من عام 2025، في ظل مشهد اقتصادي عالمي سريع التحول. ينقسم التقرير إلى محورين رئيسيين: منظور المستثمرين ومنظور المتداولين، حيث سلط الضوء على أبرز الاتجاهات والمخاطر المحتملة في المرحلة المقبلة..
1. توجهات المستثمرين: نهج جديد في التنويع – بناء المرونة لكل الأوقات
بقلم جاكوب فالكنكرون، رئيس استراتيجيات الاستثمار العالمي
يرى تقرير توجهات المستثمرين للربع الرابع 2025 أن استراتيجيات التنويع التقليدية باتت أقل فاعلية، مما يفرض اعتماد نهج جديد أكثر شمولاً. وأبرز ما جاء فيه:
• ما بعد 60/40: لم يعد المزيج الكلاسيكي بين الأسهم والسندات مصدر حماية موثوق به. يجب على المستثمرين التنويع بطريقة “مختلفة” عبر المناطق الجغرافية والقطاعات ومحركات المخاطر.
• الأسهم: تظل المحرك الأساسي للمحافظ الاستثمارية، لكن الاختيار الدقيق أصبح حاسماً. تقلصت قيادة الأسهم التكنولوجية الأمريكية، بينما تقدم أوروبا وآسيا بدائل جذابة. الإصلاحات في اليابان وطفرة التحول الرقمي في الهند غير ممثلة بشكل كافٍ في المؤشرات العالمية.
• السندات والذهب: عادت السندات كمصدر دخل، خاصة في آجال 3–7 سنوات. أما الذهب فقد استعاد مكانته كعنصر استقرار رئيسي للمحفظة الاستثمارية، مسجلاً مستويات قياسية.
• الرهانات الخمسة الرئيسية: أوروبا، آسيا (الصين، اليابان، الهند)، الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة، السندات متوسطة العائد، والأصول الحقيقية (وخاصة الذهب) تمثل أبرز الفرص للربع الرابع.
• المرونة قبل التوقعات: التركيز على بناء محافظ قادرة على الصمود أمام المفاجآت، وليس مجرد ملاحقة الاتجاهات.
وهنا يؤكد جاكوب فالكنكرون أن “التنويع لا يعني امتلاك المزيد، بل امتلاك ما هو مختلف. وفي عام 2025، لم يعد الأمر خياراً رشيداً فحسب، بل مسألة بقاء”.
2. توجهات المتداولين: الاحتياطي الفيدرالي يعود إلى سياسة التيسير الكمي، هل سيكون الوضع مختلفاً؟
بقلم جون هاردي، رئيس استراتيجيات الاقتصاد الكلي العالمي، وأولي هانسن، رئيس استراتيجيات السلع
يتناول تقرير توجهات المتداولين للربع الرابع 2025 التباينات الحادة والديناميكيات المتغيرة في الأسواق العالمية. وأبرز ما جاء فيه:
• مخاطر الركود الأمريكي: تتزايد المخاطر، لكن من الممكن تفادي الركود إذا انتعش الطلب بقوة بعد انحسار حالة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية. من المتوقع أن تؤثر سياسة التيسير للاحتياطي الفيدرالي بفاصل زمني، مما يطيل أثرها إلى عام 2026.
• الصين وأوروبا: تسعى الصين إلى تعزيز الصادرات ودعم النمو رغم الرسوم الأميركية، لكنها مضطرة لإعادة توازن اقتصادها. أما أوروبا فتواجه حاجة ملحة لوضع سياساتها وسط تهديدات جيوسياسية وضغوط مالية، مع تركيز خاص على حالة عدم الاستقرار السياسي في فرنسا.
• العملات والفائدة: تشير التوقعات إلى ضعف مرتقب للدولار الأميركي، مقابل قوة متصاعدة للين الياباني مع رفع بنك اليابان للفائدة. كما يواجه اليورو رياحاً معاكسة بسبب حالة عدم اليقين السياسي والمالي.
• الأسهم: النظرة حذرة، إذ تبدو التقييمات الأميركية مرتفعة، فيما قد تقترب دورة استثمارات الذكاء الاصطناعي من نقطة تحول. بالمقابل، قد تمثل أوروبا والأسواق الناشئة فرصاً أكثر استدامة.
• السلع: ارتفع الذهب بنسبة تقارب 40% هذا العام، مما يعكس قلق المستثمرين من الديون العالمية والتضخم. يحتفظ ساكسو بتوقعات إيجابية طويلة الأجل، مع استمرار احتمال صعود الأسعار في ظل التحديات التي تواجه استقلالية البنوك المركزية. كما شهدت الفضة ارتفاعاً قوياً قد يستمر إذا حافظ الذهب على مساره التصاعدي.
ويرى هاردي أن “التناقضات صارخة، والمشهد أكثر ضبابية من أي وقت مضى. هل ستواصل الأسواق العالمية صعودها مدعومةً بدورة التيسير الجديدة للفيدرالي التي انطلقت في سبتمبر وما صاحبها من ضعف في الدولار الأمريكي، أم أننا مقبلون على تباطؤ بفعل الرسوم الجمركية وعبء أسعار الفائدة المرتفعة واستنزاف دورة استثمارات الذكاء الاصطناعي؟”
يؤكد تقرير ساكسو للربع الرابع 2025 على أهمية التنويع الاستراتيجي والمتابعة الدقيقة للتطورات الاقتصادية والجيوسياسية. ويُشجع المستثمرين والمتداولين على توسيع آفاقهم وتهيئة محافظهم الاستثمارية للاستفادة من التدفقات العالمية المتغيرة والفرص الهيكلية المتاحة.