أضاءت الشارقة مساء أمس فعاليات النسخة الثانية عشرة من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، الذي تنظمه مؤسسة «فن» في مسرح الجامعة القاسمية، ليكون منصة تجمع صُنّاع الأفلام والمبدعين من مختلف أنحاء العالم، وتفتح أبوابها للشباب والجيل الناشئ للتعبير عن رؤاهم الفنية.
وشهد حفل الافتتاح حضور عدد من كبار المسؤولين، من بينهم الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي، مدير عام مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، مدير المهرجان، بالإضافة إلى نخبة من الفنانين والمخرجين والعاملين في القطاع السينمائي، وضيوف الشرف.
وجاء الحدث حافلًا باللحظات المميزة، أبرزها تكريم الفنان الإماراتي عبدالله صالح الرميثي، حيث تم منحه جائزة الإنجاز مدى الحياة على مستوى الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط، تقديرًا لمسيرته الفنية الطويلة، وإسهاماته في إثراء المشهدين المسرحي والدرامي الإماراتي والعربي.
كما شهد الحفل تكريم عدد من الفنانين المميزين، من بينهم الفنان السعودي عبدالمحسن النمر، تقديرًا لإنجازاته وإسهاماته في إثراء الفن من خلال الأعمال الدرامية والمسرحية والسينمائية.
وفي فئة الشباب، حصل الفنان الإماراتي مروان عبدالله صالح على جائزة الشباب على مستوى الإمارات، بينما تُوجت الفنانة حلا الترك بجائزة الشباب على مستوى الشرق الأوسط. كما مُنح الفنان باسل خياط جائزة خاصة تقديرًا لجهوده في إثراء المشهد الفني العربي بأعمال مميزة. ويشكل هذا التكريم لوحة فنية تعكس التنوع والإبداع في المنطقة.
ويُعد الفنان عبدالله صالح أحد روّاد الحركة الفنية في الدولة، إذ بدأ مسيرته في عالم الموسيقى، قبل أن ينتقل إلى المسرح عام 1993 عبر مسرح دبي الشعبي، الذي كان أحد مؤسسيه. كما ساهم في تأسيس جمعية المسرحيين ومسرح الشباب للفنون، وشارك في أكثر من 70 عملًا فنيًا خلال ثلاثة عقود، ما جعله أحد الأسماء المؤثرة في الساحة الفنية المحلية والعربية.
ويشغل الفنان حاليًا منصب نائب رئيس مسرح دبي الوطني، حيث يواصل الإشراف على تطوير الأعمال الفنية والإدارية، وتنظيم ورش ودورات تدريبية للمواهب الشابة، إيمانًا منه بأهمية نقل الخبرات، ودعم تطور المشهد الثقافي في الدولة.
وعبّر الفنان عبدالله صالح عقب التكريم عن شكره العميق للوالد صاحب السمو الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على دعمه المستمر للفنانين، كما وجّه شكره للشيخة جواهر بنت محمد القاسمي على دعمها الدائم للمبدعين، وإلى إدارة المهرجان على هذه اللفتة الكريمة التي تكرم مسيرة الفنانين وتقدّر عطائهم.
ويضم المهرجان هذا العام عروضًا لأفلام روائية قصيرة، ووثائقية، ورسوم متحركة من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب ورش عمل وجلسات نقاشية تهدف إلى صقل الحس السينمائي لدى الأجيال الناشئة، وتوفير منصة تعبيرية للتواصل مع قصصهم وأحلامهم بلغة الصورة.