ارتفعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الأربعاء، مدعومة بزيادة الطلب الاستثماري وسط تصاعد حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي عالميًا، وتزايد رهانات الأسواق على خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الأشهر المقبلة، في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون صدور محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في وقت لاحق اليوم، بحسب تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.

وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، إن أسعار الذهب بالسوق المحلية قفزت بنحو 95 جنيهًا خلال تعاملات اليوم مقارنة بنهاية تعاملات أمس، ليسجل جرام الذهب عيار 21 نحو 5420 جنيهًا، بينما صعدت الأوقية العالمية بنحو 65 دولارًا لتصل إلى 4045 دولارًا، بعد أن لامست مستوى 4050 دولارًا كأعلى سعر في تاريخها.

وأشار إمبابي إلى أن عيار 24 سجل نحو 6194 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 4646 جنيهًا، وعيار 14 وصل إلى 3614 جنيهًا، بينما استقر سعر الجنيه الذهب عند 43360 جنيه.

وأضاف أن أسعار الذهب كانت قد ارتفعت أمس الثلاثاء بنحو 25 جنيهًا، حيث افتتح عيار 21 التعاملات عند 5300 جنيه وأغلق عند 5325 جنيهًا، بينما صعدت الأوقية من 3960 إلى 3980 دولارًا.

الذهب العالمي يلامس أعلى مستوى تاريخي

واصلت أسعار الذهب العالمية تسجيل مكاسب قوية، مدفوعة بزيادة الطلب على الملاذات الآمنة، مع استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، بالتزامن مع استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي للأسبوع الثاني.

ويرى المحللون أن الذهب يتحرك في اتجاه صاعد مدعوم بعوامل أساسية قوية، إذ يتوقع المتداولون قيام الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة مرتين إضافيتين بواقع 25 نقطة أساس في كل من أكتوبر وديسمبر، بعد بدء دورة التيسير النقدي في سبتمبر.

كما يعزز استمرار الإغلاق الحكومي القلق بشأن الأداء الاقتصادي الأمريكي، ما يدفع المستثمرين للتحوط عبر الذهب، ورغم ارتفاع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى له منذ أواخر أغسطس، فإن هذا الصعود لم ينجح في كبح الزخم الإيجابي للمعدن النفيس، وسط تجاهل المستثمرين لحالة التشبع الشرائي الفني.

تدفقات قياسية واستثمارات مؤسسية قوية

وفقًا لتقرير مجلس الذهب العالمي، بلغ إجمالي الاستثمارات في صناديق الذهب المتداولة 64 مليار دولار منذ بداية العام، وسجّل شهر سبتمبر أكبر تدفق شهري منذ أكثر من ثلاث سنوات، في إشارة إلى تسارع وتيرة التحوط من صدمات السوق المحتملة.

كما أظهرت البيانات أن البنوك المركزية أضافت نحو 15 طنًا إلى احتياطياتها خلال أغسطس، بقيادة البنك الوطني الكازاخي، في إطار مساعيها لتنويع الأصول بعيدًا عن الدولار الأمريكي وأدوات الدين.

وفي السياق ذاته، كشف بنك الشعب الصيني عن مواصلة إضافة الذهب إلى احتياطياته للشهر الحادي عشر على التوالي في سبتمبر، لترتفع إلى 74.06 مليون أوقية، ما يعكس استمرار توجه البنوك المركزية الكبرى نحو المعدن الأصفر.

توقعات مستقبلية متفائلة

أشار تقرير «آي صاغة» إلى أن الذهب ارتفع منذ بداية العام بنحو 54%، مدعومًا بعمليات شراء واسعة من البنوك المركزية، وتزايد الطلب من صناديق المؤشرات، وضعف الدولار الأمريكي، وإقبال المستثمرين الأفراد للتحوّط ضد التضخم والتوترات العالمية.

فيما رفع بنك جولدمان ساكس توقعاته لسعر الذهب في ديسمبر 2026 من 4300 دولار إلى 4900 دولار للأوقية، مستندًا إلى استمرار تدفقات الاستثمار المؤسسي وعمليات الشراء من البنوك المركزية.

ويرى محللون أن اجتماع هذه العوامل – من الإغلاق الحكومي الأمريكي، وتراجع الثقة في السندات الحكومية، والضبابية السياسية العالمية – يمثل بيئة مثالية لدفع الذهب نحو قمم جديدة، مع توقعات باختراق مستوى 5000 دولار للأوقية خلال الأشهر المقبلة إذا استمرت هذه الظروف.