نظّم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية ملتقى المجامع والمؤسسات اللغوية، في مدينة الرياض، بالتزامن مع المؤتمر السنوي الدولي الرابع للمجمع، بمشاركة عدد من المجامع والمؤسسات اللغوية من دول متعددة في أنحاء لعالم، وبحضور نخبة من المتخصصين والخبراء في مجالات الصناعة المعجمية والتخطيط اللغوي.
وأوضح الأمين العام للمجمع، الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي، في كلمته الافتتاحية، أن الملتقى يجسد أحد المسارات التي ينتهجها المجمع في دعم الصناعة المعجمية وتعزيزها، مشيرًا إلى أن العمل المعجمي يُعدُّ أحد المرتكزات الرئيسة في استراتيجية المجمع، التي ترتكز على مبادرات ومشروعات متكاملة لتطوير المحتوى اللغوي، وتعزيز حضوره في مختلف الحقول المعرفية والتقنية.
واستعرض في هذا السياق عددًا من المبادرات التي أطلقها المجمع، من أبرزها: منصة (سِوَار) للمعاجم اللغوية، التي تضم أكثر من (20) معجمًا متخصصًا في مجالات حيوية، تلبي احتياجات معرفية ومهنية متنوعة، إلى جانب دعم البحث والنشر العلمي، وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في بناء مدونات ومعاجم رقمية تعزز مرجعية اللغة العربية عالميًّا.
وأكد أن الملتقى يُعدُّ خطوةً فاعلةً نحو تعزيز العمل المشترك مع المجامع والمؤسسات المعنية باللغة العربية، من خلال فتح آفاق جديدة للتعاون في المجالات العلمية والبحثية واللغوية، ودعم المبادرات المعجمية ضمن إطار مؤسسي متكامل.
ويهدف الملتقى إلى استعراض التجارب الدولية في الصناعة المعجمية، ومناقشة فرص التعاون والتكامل بين المجامع، وتبادل الخبرات في بناء المعاجم والمشروعات اللغوية الكبرى، إضافةً إلى تعزيز حضور اللغة العربية عالميًّا، وتفعيل الأدوار المؤسسية المشتركة في خدمتها ونشرها.
وشارك في الملتقى علماء وخبراء وممثلون لعدد من المؤسسات اللغوية، ومنهم: رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ورئيس المجمع العلمي العراقي، ورئيس المجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر، ورئيس مجمع اللغة العربية الشارقة، ورئيس مكتب تنسيق التعريب، ورئيس مجمع اللغة العربية في لبنان، ورئيس رابطة أساتذة اللغة العربية في باكستان، ورئيس الرابطة الأمريكية لأساتذة اللغة العربية، والمديرة العامة للجمعية الكورية للغة العربية، ورئيس اتحاد أساتذة وعلماء اللغة العربية لعموم الهند.
وتضمن الملتقى جلساتٍ علميةً حواريةً، تناولت آفاق التعاون في الصناعة المعجمية، والتكامل المؤسسي بين المجامع والمؤسسات اللغوية، وشمل البرنامج زياراتٍ ميدانيةً للوفود المشاركة؛ للاطلاع على مشروعات المجمع ومبادراته، والتفاعل مع منجزاته التقنية والبحثية.
ويعكس الملتقى التزام المجمع بدعم حضور اللغة العربية على الساحة الدولية، من خلال تعزيز الشراكات العلمية، وتبادل الخبرات مع المجامع والمؤسسات اللغوية في أنحاء العالم، ويبرز أهمية التكامل والتنسيق المؤسسي؛ بما يسهم في خدمة العربية في مختلف المجالات العلمية والثقافية والتعليمية، وذلك انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وبرنامج تنمية القدرات البشرية.