كشف تقرير إنجل آند فولكرز الشرق الأوسط، الشركة الرائدة في تقديم خدمات الوساطة في مجال العقارات السكنية والتجارية الفاخرة، عن تحقيق سوق العقارات في دبي مجدداً أداء فاق التوقعات، حتى خلال موسم الصيف الأقل نشاطاً، حيث ارتفعت مبيعات العقارات السكنية بنسبة 22.7% على أساس سنوي، وازدادت قيمة المبيعات التجارية بنسبة 31% في الربع الثالث من عام 2025. وتعكس هذه النتائج مكانة دبي الرائدة عالمياً في مجال العقارات، مدعومةً بثقة المستثمرين والإقبال من المستخدمين النهائيين، وعدد سكانها الذي يتجاوز أربعة ملايين نسمة.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال دانييل هادي، الرئيس التنفيذي لشركة إنجل آند فولكرز الشرق الأوسط: “بلغت سوق دبي العقارية مستوى غير مسبوق من النمو، والذي لم يعد يقتصر على نشاط المستثمرين، بل نشهد اليوم التزاماً طويل الأمد من الأشخاص الذين يعتبرون دبي موطناً لهم، ووجهة لبناء حياتهم ومسيرتهم المهنية وإرثهم المستقبلي”.
وعلى صعيد سوق العقارات السكنية، واصلت العقارات قيد الإنشاء ازدهارها لتشكل نحو 70% من إجمالي المبيعات، بينما استمر النشاط القوي في سوق إعادة البيع في الأحياء الشهيرة، التي تتميز بقلة العروض ونمط الحياة الجذاب. وشكلت الشقق 87% من إجمالي المعاملات، مع بيع 47,705 وحدات بقيمة 91.4 مليار درهم إماراتي، بزيادة نسبتها 26.4% عن العام الماضي. واستمر الأداء القوي في قطاع العقارات الفاخرة، حيث سجل 1,388 معاملة تتجاوز قيمة كل منها 10 ملايين درهم إماراتي، ما يمثل ثاني أقوى ربع سنوي على الإطلاق. وشملت المعاملات البارزة فيلا قيد الإنشاء بقيمة 350 مليون درهم إماراتي في جميرا أسورا باي، وشقة بقيمة 173.6 مليون درهم إماراتي في أمان ريزيدنسز بجميرا.
واستقطبت المجمعات السكنية قيد الإنشاء الجديدة، مثل مجمع دبي للعلوم وداماك ريفرسايد ومجمع دبي لاند ريزيدنس، إقبالاً كبيراً من المستثمرين بفضل إمكاناتها طويلة الأجل، بينما تصدرت المناطق الشهيرة، بما في ذلك مرسى دبي (دبي مارينا) ووسط مدينة دبي أنشطة السوق الثانوية. كما دفع ارتفاع الإيجارات وتزايد الشعور بالاستقرار لدى السكان نحو التحول من الإيجار إلى التملك، ولا سيما بين العائلات والمهنيين الذين يسعون إلى الاستقرار طويل الأمد.
وانعكس هذا الزخم في سوق العقارات التجارية، حيث سجلت 3,418 معاملة بقيمة 30.4 مليار درهم إماراتي، بزيادة نسبتها 31% على أساس سنوي. وسجلت جميع الفئات نمواً من خانتين؛ المكاتب (+45%)، ومتاجر التجزئة (+37%)، والأراضي (+36.8%)، والمباني (+50%)، بما يشير إلى إقبال قوي من الشركات على الأصول المدرة للدخل. وتصدرت منطقة الخليج التجاري هذا النمو، حيث سجلت معاملات بقيمة 3.4 مليار درهم إماراتي، تلتها رأس الخور بمعاملات بيع أراضي واسعة النطاق بقيمة 2.9 مليار درهم إماراتي.
وحققت العقارات المكتبية أداء لافتاً، مع 1,151 معاملة بقيمة 3.1 مليار درهم إماراتي، حوالي ضعف إجمالي العام الماضي، في ظل استمرار ارتفاع الطلب على مساحات العمل المتميزة في المواقع الاستراتيجية. كما برز في السوق ارتفاع ملموس في مبيعات المكاتب قيد الإنشاء، والتي قفزت من 69 مكتباً في الربع الثالث من عام 2024 إلى 389 مكتباً هذا العام، بما يعكس توجهاً متزايداً نحو بيئات العمل المستدامة التي تواكب متطلبات المستقبل. وأضاف هادي: “يؤكد الارتفاع الكبير في الطلب على المكاتب قيد الإنشاء تكيف المستثمرين مع المرحلة التالية من نمو الأعمال في دبي”.
تواصل المؤشرات الاقتصادية في دبي استقرارها، حيث يتوقع صندوق النقد الدولي نمو الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات بنسبة 4.8% في عام 2025 و5% في عام 2026، مدعوماً بسياسات التنويع الاقتصادي والاستقرار المالي وتدفقات الاستثمارات الأجنبية. وما تزال معدلات التضخم منخفضة، مع توقعات بأن تساهم التخفيضات المتوقعة في أسعار الفائدة بزيادة الطلب على العقارات.
وتتوقع إنجل آند فولكرز استمرار المسار التصاعدي في العقارات السكنية والتجارية في الربع الأخير من العام وما بعده. واختتم هادي: “أصبح النمو المستدام جزءاً لا يتجزأ من هوية دبي، إذ لم تعد وجهة للاستثمار فحسب؛ وإنما باتت تجمع بين الانتماء والطموح والقيمة المستمرة”