أعلن الديوان الملكي السعودي في بيان رسمي، يوم الجمعة الماضي 24 أكتوبر 2025، وفاة صاحبة السمو الأميرة هيفاء بنت تركي بن محمد بن سعود الكبير آل سعود، بعد حياة حافلة بالعطاء والانتماء العميق لجذور الأسرة المالكة.
تنتمي الأميرة الراحلة إلى فرع آل سعود الكبير، وهو أحد أبرز فروع العائلة المالكة في المملكة، ويمتد نسبه إلى الأمير سعود الكبير بن عبد العزيز بن سعود آل سعود، ابن عم الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود.
وقد لُقّب الأمير سعود بالكبير من قبل الملك المؤسس تقديراً لدوره ومكانته في مرحلة توحيد المملكة. كما ارتبط اسمه بالأسرة الحاكمة حين تزوج من الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، شقيقة الملك عبد العزيز، ما عزز الروابط التاريخية بين الفرعين في مسيرة الدولة السعودية الحديثة.
والد الأميرة الراحلة هو الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير آل سعود، الذي توفي في يوليو 2023، وكان من الشخصيات البارزة في العمل الدبلوماسي بالمملكة.
وشغل منصب مستشار لخادم الحرمين الشريفين بمرتبة وزير، وتميز بثقافته الواسعة ودراساته في العلوم السياسية والاقتصاد من جامعات عالمية مرموقة، إضافة إلى إسهاماته المؤثرة في وزارة الخارجية على مدار سنوات طويلة.
أما والدتها فهي الأميرة الجوهرة بنت فهد بن عبد العزيز آل سعود، ما يجعل الراحلة تنحدر من أصلين كريمين داخل العائلة المالكة.
وقد تزوجت الأميرة هيفاء من الأمير ضاري بن مشعل بن عبد العزيز آل سعود، نجل الأمير مشعل بن عبد العزيز آل سعود (1926 – 2017)، رئيس هيئة البيعة الأسبق وأحد أبناء الملك المؤسس.
ويُعد هذا الزواج امتداداً لتقاليد المصاهرة التي تجمع بين فروع العائلة المالكة وتؤكد على وحدة النسب والتلاحم بين أجنحتها المختلفة.
وتفاعل الكثير في المملكة العربية السعودية مع نبأ وفاة الأميرة هيفاء بنت تركي آل سعود، داعين لها بالرحمة، والمغفرة، وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان، مستذكرين مواقفها الإنسانية ومبادراتها الخيرية التي جعلتها تُعرف بلقب “أميرة الإنسانية”.
سبب وفاة الأميرة هيفاء بنت تركي آل سعود
وبخصوص سبب وفاة الأميرة هيفاء بنت تركي آل سعود، فإن بيان الديوان الملكي تفاصيل لم يذكر سبب الوفاة، بينما اكتفى بطلب الدعاء للفقيدة، راجياً من الله أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته.
وحصلت الأميرة هيفاء بنت تركي آل سعود في عام 2008 على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة نيو هافن الأمريكية، ثم واصلت دراستها لتحصل في عام 2017 على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية لندن للأعمال، وهي المرحلة التي أكسبتها مهارات ومعارف مهمة أسهمت في نجاحها المهني.
وبدأت الأميرة الراحلة مسيرتها العملية كمحللة في أحد البنوك الشهيرة، قبل أن تتدرج لتصبح زميلة أولى في مبيعات الأسهم. وفي عام 2012، تركت العمل في القطاع المصرفي لتلتحق بوزارة التعليم العالي كمستشارة أولى، حيث ساهمت في تطوير المبادرات التعليمية.
وفي عام 2020، تم تعيينها عضوا في مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني ممثلة للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. كما شغلت منصب المدير العام للهيئة العامة للرياضة بين عامي 2017 و2019، حيث ركزت على تطوير الاقتصاد الرياضي وتعزيز مشاركة المرأة في المجال الرياضي.
وفي يوليو عام 2018، أصبحت الأمين العام لشركة “فورمولا إي” القابضة، وهو المنصب الذي أتاح لها الإشراف على عدد من الفعاليات الرياضية الدولية التي استضافتها المملكة.
كما شاركت الأميرة هيفاء في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في دافوس في مايو 2022، حيث مثلت المملكة في حوار دولي مع عدد من الشركاء لبحث حلول مبتكرة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية العالمية.







