تشهد منظومة السكك الحديدية في مصر خلال عام 2025 نقلة نوعية غير مسبوقة في تاريخها، ضمن خطة تطوير شاملة تتبناها الدولة لتحديث هذا المرفق الحيوي الذي يخدم ملايين المواطنين يوميا.
ويأتي هذا التطوير في إطار رؤية مصر 2030 التي تستهدف تحقيق تنمية شاملة ومستدامة، وتحسين جودة الخدمات العامة، وتعزيز الاعتماد على وسائل النقل الجماعي الحديثة والصديقة للبيئة.
تعمل الهيئة القومية لسكك حديد مصر على تنفيذ مجموعة من المشروعات الكبرى التي تستهدف رفع كفاءة التشغيل وتحسين مستوى الأمان والراحة، بالتعاون مع شركات عالمية متخصصة في مجال النقل والقطارات.
وتشمل الخطة استبدال العربات والجرارات القديمة بأسطول جديد مزود بأحدث التقنيات، من أنظمة التكييف الذكية إلى شاشات عرض المعلومات ونظم المراقبة، بما يضمن راحة الركاب ورفع مستوى الخدمة المقدمة لهم.
وفي إطار تعزيز معايير الأمان، يجري تطوير منظومة الإشارات والتحكم الإلكتروني على معظم خطوط الشبكة، وذلك باستخدام أنظمة حديثة تتيح المراقبة الآلية لحركة القطارات وتقليل احتمالات الخطأ البشري.
كما تشمل الخطة تجديد القضبان والمزلقانات وتطوير البنية التحتية بشكل كامل، بما في ذلك الأرصفة وأنظمة الإنارة والاتصالات، لضمان سلامة الركاب واستمرارية التشغيل بكفاءة عالية.
ومن أبرز ملامح التطوير أيضا، إدخال القطارات الكهربائية والقطارات السريعة ضمن الشبكة القومية للنقل، لربط المدن الكبرى ببعضها عبر خطوط حديثة تقلل زمن الرحلات بشكل ملحوظ وتخفف الضغط عن شبكة الطرق السريعة.
وقد بدأت الدولة بالفعل في تنفيذ عدد من هذه المشروعات بالتعاون مع شركات دولية من فرنسا وألمانيا والصين، إلى جانب الاستعانة بخبرات محلية لدعم الصناعة الوطنية في هذا المجال الحيوي.
ولا يقتصر التطوير على الجانب الفني فقط، بل يشمل أيضا تدريب وتأهيل الكوادر البشرية العاملة في الهيئة من مهندسين وفنيين وسائقي قطارات، لضمان مواكبة التطورات التكنولوجية الجديدة في مجالات التشغيل والصيانة والإدارة.
كما يجري العمل على تحسين تجربة الركاب عبر تطوير المحطات الرئيسية مثل القاهرة والإسكندرية وطنطا وأسيوط، لتصبح واجهات حضارية تليق بالمستوى الذي تطمح إليه الدولة في خدمات النقل.
ويأتي هذا الجهد المتكامل في إطار حرص الحكومة المصرية على جعل السكك الحديدية وسيلة نقل آمنة وسريعة وعصرية تسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وتقليل الانبعاثات الكربونية، بما يتماشى مع التوجه العالمي نحو النقل الأخضر المستدام.
كما يمثل التطوير نقلة في الفكر الإداري من خلال تطبيق منظومات رقمية حديثة لتيسير الحجز والدفع ومتابعة الرحلات إلكترونيا، مما يعزز الشفافية والكفاءة التشغيلية.
ومع استمرار تنفيذ هذه المشروعات خلال عام 2025، يتوقع أن تشهد شبكة السكك الحديدية المصرية تحولا جذريا يجعلها أكثر قدرة على تلبية احتياجات المواطنين ودعم خطط الدولة لتطوير البنية التحتية الشاملة، بما يعيد لهذا المرفق العريق مكانته كأحد أهم شرايين التنمية في مصر الحديثة.







