ودعت الأوساط الفنية وجمهور المطرب الشعبي إسماعيل الليثي جثمانه في مشهد مؤثر بعد وفاته عن عمر ناهز 36 عامًا، متأثرًا بإصاباته البالغة في حادث سير مروع وقع الخميس الماضي.
وشيع الجثمان ظهر الثلاثاء من مسجد ناصر بمنطقة إمبابة، وسط حضور شعبي كبير ومشاركة عدد من نجوم الفن، الذين حرصوا على وداعه الأخير وتقديم واجب العزاء لأسرته.
خيم الحزن على منطقة إمبابة التي نشأ فيها الفنان الراحل، حيث توافد المئات من أهالي المنطقة وأصدقائه وجمهوره للمشاركة في الجنازة.
وبعد صلاة الجنازة انطلقت الجموع خلف النعش إلى مثواه الأخير وسط حالة من الانهيار والبكاء، خاصة من زوجته خبيرة التجميل شيماء سعيد، التي لم تتمالك دموعها أثناء وداع زوجها أمام المقابر.
وقد بدت مشاعر الحزن جلية على وجوه الحضور الذين تأثروا بفقدان أحد أبرز نجوم الغناء الشعبي في جيله.
وحددت أسرة الراحل موعد العزاء مساء اليوم الأربعاء الموافق 12 نوفمبر، عقب صلاة المغرب، في مسقط رأسه بمنطقة أرض عزيز عزت بالقرب من مدرسة إمبابة الثانوية ومقهى الأسطورة.
ومن المتوقع حضور عدد كبير من الفنانين والمطربين الشعبيين، إلى جانب أصدقائه المقربين ومحبيه الذين تأثروا بخبر وفاته المفاجئة.
بدأت قصة الحادث المأساوي الخميس الماضي، عندما تعرض إسماعيل الليثي لحادث سير خطير أثناء عودته من أحد الأفراح، ما أسفر عن إصابته بنزيف حاد في المخ وعدة كسور متفرقة في جسده.
وتم نقله على الفور إلى مستشفى ملوي التخصصي بمحافظة المنيا، حيث مكث في العناية المركزة في غيبوبة تامة لعدة أيام، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة مساء الاثنين، وسط حزن عميق من أسرته وزملائه في الوسط الفني.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الحزن والدعاء للراحل، حيث نعاه عدد كبير من الفنانين والمطربين الشعبيين الذين أكدوا أنه كان يتمتع بأخلاق طيبة وصوت مميز، وأن رحيله يمثل خسارة كبيرة للفن الشعبي في مصر.
كما تداول الجمهور مقاطع من أشهر أغانيه التي حققت انتشارًا واسعًا، في محاولة لاستحضار ذكراه وتكريمه بطريقتهم الخاصة.
والمؤلم في وفاة إسماعيل الليثي أنها جاءت بعد نحو عام واحد فقط من فقدانه نجله ضاضا، الذي توفي في سبتمبر من العام الماضي إثر سقوطه من الطابق العاشر من منزل العائلة بمنطقة المنيرة الغربية في الجيزة.
هذا الحدث ترك جرحًا عميقًا في قلب الفنان الراحل الذي لم يتجاوز حزنه على ابنه حتى لحق به بعد عام واحد في ظروف مأساوية.
وعرف إسماعيل الليثي بصوته الشعبي المميز وأسلوبه القريب من الناس، حيث استطاع خلال سنوات قليلة أن يحجز لنفسه مكانًا بارزًا بين نجوم الغناء الشعبي في مصر.
وقدم العديد من الأغاني التي لاقت رواجًا كبيرًا في الأفراح والحفلات الشعبية، وكان محبوبًا من جمهوره بسبب تواضعه وبساطته.
ومع رحيله المفاجئ، خسر الوسط الفني صوتًا مميزًا وشابًا طموحًا رحل في ريعان شبابه تاركًا خلفه إرثًا فنيًا وإنسانيًا سيبقى في ذاكرة محبيه.







