صندوق الاستثمارات العامة (PIF) لدى المملكة العربية السعودية يعد أحد الركائز الأساسية في استراتيجية التحول الاقتصادي لرؤية 2030، إذ يلعب دوراً محركاً للنمو عبر تنويع الاقتصاد وتنمية القطاعات الاستراتيجية.
ويهدف الصندوق إلى تسريع التنمية المحلية من خلال ضخ رؤوس الأموال في مشاريع ضخمة داخل المملكة، وفي الوقت نفسه يوسع تواجده عالمياً عبر شراكات استثمارية طويلة الأجل.
من حيث إمكانياته، يدير الصندوق أصولاً ضخمة تجاوزت 3.47 تريليون ريال وفق معلومات رسمية.
كما يساهم في خلق فرص عمل بشكل كبير، سواء محلياً أو على المستوى العالمي، ويملك محفظة تضم أكثر من 220 شركة في مختلف القطاعات، منها نحو 103 تأسَّست بالكامل بتمويل منه.
يركز PIF استثماره على 13 قطاعاً استراتيجياً مهمة، تشمل الترفيه والرياضة، والطاقة المتجددة والبنية التحتية، والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والرعاية الصحية، والنقل، والصناعات التحويلية، وغيرها.
من خلال هذه الاستثمارات، يطمح الصندوق إلى بناء اقتصاد مستدام ومتنافس، يخفف الاعتماد على النفط ويُعزّز الابتكار والتنمية المحلية.
أما في عام 2025، فقد برزت عدة استثمارات مهمة تبيّن طموح الصندوق في تحقيق هذا التحول. من بين أبرز هذه المبادرات، إطلاق شركة إدارة ضيافة «Adeera» لتطوير فنادق سعودية فاخرة تعكس الضيافة المحلية، مع رؤية لتعزيز قطاع السياحة والضيافة.
كما يقود الصندوق مشروعاً كبيراً مع شركة «ماعدن» في قطاع التعدين، بالتعاون مع Ivanhoe Electric، لاستكشاف المعادن الاستراتيجية مثل النيكيل والنحاس والذهب، وبناء سلسلة قيمة كاملة من الاستخراج إلى التصنيع المحلي.
على الجانب البيئي والتمويل المستدام، أعلن الصندوق في 2025 نيته لإصدار سندات خضراء مقوّمة باليورو، ستُستخدم عائداتها لتمويل مشاريع صديقة للبيئة مثل الطاقة المتجددة والنقل النظيف.
من جهة أخرى، يواصل PIF تعزيز قدراته الرقمية، حيث أطلق شراكة استراتيجية مع Google Cloud لإنشاء مركز ذكاء اصطناعي متقدم في المنطقة الشرقية من المملكة، ما يعكس تركيزه على بناء بنية تحتية رقمية عالية المستوى.
من الناحية الكبرى، للصندوق تأثير مهم في تنمية البنية التحتية للسياحة والسفر: من خلال طائرته الوطنية «Riyadh Air» التي بدأت عملياتها في 2025، يتوقع أن تخلق ملايين الوظائف وتضيف نحو 20 مليار دولار إلى الناتج المحلي، فضلاً عن تطوير مطار الملك سلمان الدولي ليصبح مركزاً عالمياً بحجم نقل ضخم.
كما أن صندوق الاستثمارات يحرص على إشراك القطاع الخاص، وقد نظم منتدى القطاع الخاص في فبراير 2025 لعرض فرص توريد واستثمار أمام الشركات المحلية باعتباره شريكاً تمكينياً لدعم توطين الإمدادات وتعزيز الشراكات.
ويعتبر صندوق الاستثمارات العامة السعودي أكثر من مجرد رأسمال: إنه محرك استراتيجي للتنمية المستدامة، يوجه الاستثمارات نحو قطاعات مستقبلية مثل الترفيه والإنتاج الرقمي والتكنولوجيا النظيفة، مع خطط طموحة لتشكيل المجتمع السعودي من خلال بناء وجهات ترفيهية واضحة وتنمية اقتصادية شاملة.
والاستثمار في عام 2025 يُظهر التزام PIF بتحويل طموحات المملكة إلى واقع ملموس، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو البيئي.







