في حادث مأساوي هزّ أجواء معرض دبي للطيران اليوم، لقي طيار في القوات الجوية الهندية مصرعه بعد تحطم طائرته المقاتلة من طراز “تيجاس” متعددة المهام أثناء مشاركتها في العرض الجوي المصاحب للمعرض. ووقع الحادث في وقت شهد فيه الحدث حضوراً واسعاً من ممثلي الصناعات الدفاعية والعسكرية والإعلاميين والزوار من مختلف أنحاء العالم، ما أضفى على الحادث وقعاً صادماً داخل أروقة الفعالية الدولية.
وبحسب المعلومات الأولية، كانت الطائرة تشارك في استعراض جوي روتيني ضمن فقرات المعرض، قبل أن تفقد توازنها بشكل مفاجئ أثناء تنفيذ إحدى المناورات الجوية. وقد شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من موقع السقوط، في حين هرعت فرق الطوارئ والإنقاذ إلى المكان فوراً للتعامل مع الموقف ومحاولة إنقاذ الطيار، إلا أن الجهود لم تكلل بالنجاح وأُعلن عن وفاته في موقع الحادث.
وأكدت الجهات المنظمة لمعرض دبي للطيران أن التعامل مع الحادث تم بسرعة واحترافية، حيث طُوقت المنطقة لضمان سلامة الحضور، وجرى تعليق العروض الجوية مؤقتاً لحين تقييم الوضع. وأضافت أن التحقيقات جارية بالتعاون مع السلطات المختصة لتحديد ملابسات الحادث وأسبابه، سواء أكانت مرتبطة بعطل فني أو خطأ أثناء المناورة أو أي عوامل أخرى محتملة.
من جانبها، نعت القوات الجوية الهندية الطيار الراحل، مشيدة بخبرته وكفاءته، ومؤكدة أنها ستتعاون بشكل كامل في التحقيقات الجارية. كما قدمت تعازيها لأسرته وزملائه، مشيرة إلى أن طائرات “تيجاس” تُعد من أحدث المقاتلات في الأسطول الهندي، وتستخدم في مهام متعددة تشمل الدفاع الجوي والهجمات الخفيفة والاستطلاع.
وأثار الحادث موجة من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من المتابعين والمشاركين في المعرض عن حزنهم وصدمتهم، مؤكدين على أهمية مراجعة إجراءات السلامة خلال العروض الجوية التي تتضمن مناورات عالية الخطورة. كما طالب بعض الخبراء بضرورة زيادة التدقيق الفني قبل كل طلعة استعراضية للتقليل من احتمالية وقوع مثل هذه الحوادث في المستقبل.
ويُعد معرض دبي للطيران أحد أبرز الفعاليات العالمية في قطاع الطيران والدفاع، حيث يستقطب عشرات الدول وآلاف الخبراء والمتخصصين، ويشهد عروضاً جوية متقدمة تستعرض أحدث التقنيات العسكرية والمدنية. إلا أن هذا الحادث المؤلم ألقى بظلاله على فعاليات اليوم، في انتظار استكمال التحقيقات وعودة العروض الجوية وفق أعلى معايير السلامة.
ويؤكد هذا الحادث، بكل ما فيه من خسارة وألم، أهمية تعزيز إجراءات الأمان خلال الفعاليات الجوية الكبرى، وضرورة مواصلة تطوير القدرات التقنية والبشرية لضمان تنفيذ العروض الجوية دون تعريض حياة الطيارين أو الجمهور لأي مخاطر محتملة.







