في خضم جهود وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية لتعزيز دورها في خدمة بيوت الله، أعلنت الوزارة مطلع عام 2025 عن إطلاق برنامج توظيفي كبير يعتمد على “نظام المكافآت” لاستقطاب منسوبي المساجد، وتحديدًا الأئمة والمؤذنين.
ويأتي هذا الإعلان بعد إنهاء الوزارة خلال الأربع سنوات الماضية إجراءات توظيف نحو 60 ألف مواطن ومواطنة في وظائف مرتبطة بالوزارة، ضمن مبادرة وطنية ضخمة.
أهم ما يميز هذا النظام هو مرونته من جهة التفرّغ، إذ لا يشترط أن يكون المتقدم متفرغًا بالكامل، بل يمنح القدرة على الجمع بين وظيفتين في آن واحد، وهو ما يفتح المجال أمام كثير من المواطنين للعمل في المسجد دون التخلي عن التزاماتهم الأخرى.
وأعلنت وزارة الشؤون الإسلامية، توفير 31 ألف وظيفة جديدة على هذا النمط للمساجد في جميع مناطق المملكة، ما يرفع إجمالي عدد الوظائف التي وفّرتها الوزارة إلى نحو 91 ألفًا، بعد إضافة الوظائف الجديدة إلى تلك التي تم شغلها سابقًا.
وأكد الوزير الشيخ عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، أن هذا التوظيف الضخم يعكس الدعم الكبير من القيادة السعودية للوزارة، والرغبة في تعزيز الموارد البشرية فيها لضمان خدمة المساجد والدعوة بشكل فعّال.
من الناحية العملية، يعدّ هذا النظام تحفيزيًا، لأنه يمنح الأئمة والمؤذنين مكافآت مرتبطة بدورهم في المساجد بدلاً من صرف راتب ثابت تقليدي، ما قد يشجّع الكفاءات المغلّبة للعمل في هذا القطاع الديني.
كما أن النظام يوفّر فرصة للنمو الوظيفي دون الحاجة إلى التخلي عن وظائف أخرى أو الالتزام بدوام كامل.
إلى جانب ذلك، يمكن تفسير هذا التوجه على أنه جزء من استراتيجية أكبر للوزارة لتوسيع نطاق نشاطها الدعوي والإداري، خصوصًا أنها تسعى لتعزيز الحضور البشري داخل المساجد ونشطتها الدينية، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تضع أهمية كبيرة على التوطين والاستثمار في العنصر البشري.
وفتح هذه الأعداد الكبيرة من الوظائف يعزّز من فرص الشباب السعودي لتولي مناصب دينية في مساجد وطنهم، ما قد يساعد على تنمية العمل الدعوي المحلي وتقوية البنية التحتية للمساجد.
كما يُعدّ نظام المكافآت في وزارة الشؤون الإسلامية لعام 2025 خطوة استراتيجية مهمة، تجمع بين التوظيف الواسع وتحفيز الأئمة والمؤذنين، مع الحفاظ على مرونة العمل وفتح آفاق جديدة للعمل في المساجد دون التضحية بالحياة الشخصية أو المهنية الأخرى.







