أعلنت وزارة النقل عن خطوة جديدة تهدف إلى تعزيز التجربة السياحية في القاهرة وإضافة نوع مبتكر من وسائل النقل الترفيهية، من خلال إطلاق أول أتوبيس برمائي في مصر.
ويأتي هذا المشروع ضمن جهود الدولة لدعم السياحة وتنويع الخدمات المقدمة للزوار، بالإضافة إلى الاستفادة من نهر النيل كأحد أهم المقومات الطبيعية في البلاد.
ومن المقرر أن يبدأ تشغيل الأتوبيس البرمائي تجريبيًا في الأسبوع الأول من ديسمبر 2025، حيث ينطلق في رحلات تجمع بين الطريق البري ومجرى النيل في آن واحد، في تجربة وصفت بأنها فريدة وغير مسبوقة في المنطقة.
تتضمن الرحلة الواحدة للأتوبيس مسارًا مزدوجًا يبدأ من المتحف المصري الكبير عبر الطرق البرية، ثم ينحدر إلى مياه نهر النيل ليواصل طريقه نحو المتحف القومي للحضارة المصرية.
وقد تم اختيار هذا المسار بعناية ليمنح الركاب فرصة للاستمتاع بمزيج من المعالم التاريخية والمناظر الطبيعية النيلية، ما يجعله وسيلة نقل ترفيهية تجمع بين المتعة والمعرفة.
وسيتم تشغيل ثماني رحلات يوميًا ذهابًا وإيابًا، تبدأ من التاسعة صباحًا وحتى السادسة مساءً، وذلك لتوفير خيارات زمنية تناسب السياح والمواطنين على حد سواء.
وتعد هذه المواعيد من أكثر الفترات الملائمة لزيارة مناطق الجذب السياحي في القاهرة، كما تمنح الركاب فرصة الاستمتاع بإيقاع المدينة نهارًا ومشاهدة النيل خلال ساعات الإضاءة الطبيعية.
أما فيما يتعلق بأسعار التذاكر، فقد أعلنت الوزارة أن أسعار الرحلات للمصريين ستتراوح بين 100 و250 جنيهًا، بينما تتراوح أسعار التذاكر للأجانب بين 15 و25 دولارًا.
وسيُعفى الأطفال المصريون دون الثانية عشرة من الرسوم، في خطوة تهدف إلى تشجيع الأسر المصرية على الاستفادة من التجربة الجديدة.
وفي المرحلة الأولى لإطلاق المشروع، ستُقدم رحلات مجانية للتعريف بالخدمة، بما يسمح للجمهور بالتعرف على ميزات الأتوبيس البرمائي وتقييم التجربة قبل بدء التشغيل الرسمي الكامل.
ويتمتع الأتوبيس البرمائي بقدرات فنية متقدمة تضمن سلامة الركاب وكفاءة التشغيل. إذ يبلغ طوله 12 مترًا وعرضه 2.5 متر، بينما يصل ارتفاعه إلى 3.80 متر، ما يجعله مناسبًا للمسارات البرية والمائية دون أي تعارض.
كما تبلغ سرعته على الطرق البرية نحو 100 كيلومتر في الساعة، بينما تتراوح سرعته في مياه النيل بين 8 و10 عقدات بحرية، بما يعادل من 15 إلى 20 كيلومترًا في الساعة.
وتصل سعة الأتوبيس إلى 43 راكبًا في الرحلة الواحدة، وهو مزود بمحرك ديزل موفر للطاقة، ما يضمن كفاءة اقتصادية وبيئية خلال التشغيل.
ويُتوقع أن يحقق الأتوبيس البرمائي نجاحًا كبيرًا، خاصة مع اهتمام السياح بالأنشطة الجديدة التي تجمع بين الترفيه والثقافة.
كما سيشكل إضافة نوعية لأساليب النقل السياحية في مصر، إلى جانب دوره في تنويع المنتجات السياحية وتقديم تجربة حديثة تليق بالمعالم التاريخية التي يمر بها.
ومن شأن هذا المشروع أن يعزز مكانة القاهرة كوجهة سياحية عالمية تجمع بين الأصالة والتطوير، وأن يشكل نموذجًا يمكن تعميمه في مدن أخرى تمتلك مقومات طبيعية مماثلة.







