تُعلن بارڤارا ، الملاذ الجبلي المنعزل بين قمم جَبَل الحَمْرِي في الفجيرة، عن افتتاحها الرسمي غدًا 25 نوفمبر 2025، كاشفةً عن تجربة تُعيد صياغة فنّ الابتعاد عن صخب العالم. ليست فندقاً ولا مخيماً، بل ملاذ تُستبدَل فيه الضوضاء بالصمت، والتشتت بالحضور والطقوس الهادئة ليتجلّى معنى الفخامة الحقيقية. يُستقبَل الضيوف في أجنحة خاصة فاخرة ، صُمّمت كملاذ شخصي للسكينة والراحة.
أنماط الإقامة
كل إقامة في بارڤارا تُصاغ كرحلة تقود الضيف إلى حالة مختلفة من حالات الوجود. فـ الإقامة الهادئة هي عودة إلى السكون، أيام قليلة تتكوّن من فسحات هادئة، وإيقاع متوازن، ولحظات تنساب برفق بين حركة وأخرى. أما إقامة النشاط والتجدّد فتوازن بين اليقظة والطمأنينة؛ تبدأ بيوغا ومشي بين الجبال عند الفجر، وتنتهي بأمسيات دافئة حول النار. وتمنح إقامة الرحلة العائلية الآباء والأطفال تجربة مشتركة تقوم على اللعب والفضول، تتخللها جلسات هادئة بين الجبال وتجارب متنوعة كمراقبة النجوم. في حين تقود إقامة الرحلة الفردية الضيف إلى التعمّق في داخله، بين تأمل وصمت وطبيعة تمنح الضيف مساحة كاملة للصفاء والوضوح.
وتأخذ بعض التجارب الضيوف إلى مستويات أعمق، فـ إقامة التحرر من التكنولوجيا هي انقطاع مقصود عن الشاشات، حيث يكون التواصل عبر الرسائل المكتوبة بخط اليد، ويُقاس الزمن بصوت التنفس وإيقاعه. أما إقامة أصداء الإمارات فتغوص بالضيوف في التراث الإماراتي عبر الطقوس والحرف والآثار المدرجة على قوائم اليونسكو، لتصلهم بهويةٍ تضرب جذورها عميقًا في الأرض والذاكرة.
يقوم جوهر فلسفة بارڤارا على تحرير الضيف من عبء الاختيار. فكل مسار مُهيأ مسبقًا بعناية ليُزيل الضغط ويُتيح للضيف الانسياب مع التجربة. وفي الوقت نفسه، يُخصَّص لكل جناح فريق كامل يقوده القيّم على الجناح، يقدمون خدمة غير مرئية ودقيقة التوقيت. فالضيوف يُوجَّهون ولا يُقاطَعون، ليقضوا لحظاتهم بصفاء وبلا مقاطعة أو لا إزعاج.
الطهو كطقسٍ من طقوس المكان
الطعام في بارڤارا ليس محطة بين التجارب، بل تجربة قائمة بذاتها. كل وجبة تُحضَّر بأسلوب بدائي وراقٍ يعتمد على النار والخشب والحجر، وبمكوّنات طازجة تُطهى بطرق مقصودة تُعطي للوقت قيمته. لتصبح التفاصيل كطقطقة الحطب، ورائحة الدخان، وهمس الريح بين الجبال جزءًا من النكهة.
وتتحوّل الأمسيات إلى طقوس عشاء. فعشاء شجرة الحياة يُقام في قلب الوادي على ضوء النار، حيث تتداخل الظلال والسكون مع المائدة. أما العشاء السماوي فيُقدَّم تحت سماء صافية تتلألأ فيها النجوم، فتتماهى الأطباق مع ضوء القمر وهدوء الليل الجبلي. تبدأ صباحات بارڤارا بالبخور والقهوة عند الفجر، وتنتهي الرحلات بـ شاي الوداع، كعربون شكر أخير للضيف قبل عودته إلى العالم.
كل طبق يُطهى بعناية بدون استعجال، ويتحرّك الخدم والطهاة والحرفيّون بهدوء ودقّة لإعداد كل مساحة يُقدَّم فيها الطعام، جناحًا كان أو موقدًا أو قمة، فتبدو المائدة وكأنها امتداد طبيعي للمشهد من حولها. وبين الرسائل المكتوبة بخط اليد، ودخان البخور الذي يعلو مع الغروب، وإيقاع الخدمة الهادئ، تعيد بارڤارا صياغة معنى الفخامة الصامتة.







