في ظل الارتفاع المتواصل في أسعار السيارات وتراجع قدرة المستهلك على تمويل شراء سيارة جديدة أو مستعملة، برزت برامج القروض المضمونة بالأوعية الادخارية كأحد أكثر الحلول المصرفية جاذبية داخل السوق المصري خلال العامين الأخيرين.
وتعتمد هذه البرامج على منح العميل قرضاً لشراء سيارة مقابل رهن شهادة ادخارية أو وديعة لديه في البنك، دون الحاجة لتقديم ضمانات إضافية أو إثبات دخل في كثير من الحالات، وهو ما جعلها خياراً مفضلاً لشريحة واسعة من العملاء الباحثين عن تمويل سريع وميسر.
تشير البيانات المصرفية إلى أن بنوكاً كبرى مثل البنك الأهلي المصري وبنك مصر وبنك القاهرة ومصرف أبوظبي الإسلامي تتصدر هذا النوع من القروض، مع تقديم مزايا تنافسية سواء في نسب التمويل أو فترة السداد أو المرونة في الإجراءات.
ويعتبر البنك الأهلي المصري من أبرز هذه المؤسسات، إذ يوفر قرض السيارة بضمان الشهادات بنسبة تمويل تصل إلى ثمانين في المئة من قيمة الشهادة، مع فترة سداد تمتد لعشر سنوات، وهي أطول مدة سداد تقدمها البنوك في هذا النوع من التمويل.
ويشترط البنك تجديد الشهادة الادخارية تلقائياً طوال فترة القرض لضمان استمرار تغطية الوعاء الادخاري للقرض.
أما مصرف أبوظبي الإسلامي فيعتمد صيغة المرابحة وفق أحكام التمويل الإسلامي، ويوفر نسبة تمويل تصل إلى خمس وتسعين في المئة من قيمة الوعاء الادخاري، وبحد أقصى مليون ونصف المليون جنيه، مع فترة سداد تصل إلى خمس سنوات.
ويتميز المصرف بتقديم أسعار فائدة ثابتة تعد من بين الأكثر تنافسية في السوق ضمن هذا النوع من التمويل، مما يجذب العملاء الباحثين عن استقرار في التكلفة الشهرية.
ويقدم بنك القاهرة بدوره برامج مرنة لقروض السيارات بضمان الودائع والشهادات المحلية، بنسب تمويل تصل إلى تسعين في المئة من قيمة الوعاء الادخاري، مع فترة سداد يمكن أن تصل إلى سبع سنوات.
ويعتمد البنك على سياسة تسعير تربط الفائدة بسعر العائد على الشهادة بالإضافة إلى نسبة إضافية تتراوح بين اثنين وأربعة في المئة، بما يتيح للعملاء فهم التكلفة الفعلية للقرض بدقة أكبر.
ويستمر بنك مصر في تقديم برامج تمويلية شبيهة لعملاء الشهادات والودائع، مع إجراءات مخففة وسرعة في الحصول على القرض، بالإضافة إلى نسب تمويل مرتفعة يحددها البنك بحسب نوع الشهادة وقيمتها.
وتتيح هذه البرامج فرصة للعملاء للاستفادة من مدخراتهم دون كسر الشهادة أو فقدان العائد المرتبط بها، وهو ما يمثل ميزة جوهرية مقارنة بالتمويل التقليدي.
وتضع البنوك مجموعة من الشروط العامة للحصول على القروض المضمونة بالأوعية الادخارية، أبرزها تحديد سن العميل بين واحد وعشرين وخمسة وستين عاماً عند انتهاء القرض، واشتراط التجديد التلقائي للشهادة حتى الانتهاء من السداد، فضلاً عن تقديم المستندات الأساسية مثل بطاقة الرقم القومي وعرض سعر السيارة، بينما قد يتم الاستغناء عن إثبات الدخل في بعض البرامج.
ويظل هذا النوع من التمويل أحد أكثر الخيارات أمناً للعملاء، نظراً إلى انخفاض مخاطره على البنوك، مما ينعكس في صورة فائدة أقل وإجراءات أكثر مرونة.
ومع استمرار التغيرات في أسعار الفائدة بالسوق المصرية، ينصح الخبراء بإجراء مقارنة دقيقة بين البنوك قبل اتخاذ قرار التمويل، للحصول على أفضل شروط ممكنة وأقل تكلفة إجمالية للقرض.









