في خطوة تستهدف تنظيم سوق الإيجارات وتعزيز الشفافية بين الملاك والمستأجرين، برزت خدمة تسجيل واقعة إيجارية كإحدى أهم الأدوات الرقمية التي تعتمدها الحكومات العربية في السنوات الأخيرة لتوثيق العقود الورقية ومنحها صفة قانونية ملزمة.
تأتي هذه الخدمة لتُسدّ فجوة كبيرة كانت قائمة نتيجة الاعتماد على العقود التقليدية غير الموثقة، وما يترتب على ذلك من نزاعات وصعوبة إثبات الحقوق أمام الجهات الرسمية.
في السعودية، تبرز منصة إيجار التابعة لوزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان بوصفها المنصة الرسمية لإبرام وتوثيق عقود الإيجار بأنواعها. وتشترط المنصة تسجيل الدخول عبر نظام أبشر، لضمان هوية الأطراف وتوثيق بياناتهم إلكترونيا.
وتتيح إيجار خدمة إبرام عقد إيجار إلكتروني جديد بالكامل، إضافة إلى تسجيل واقعة إيجارية للعقود الورقية التي يرغب أحد الأطراف في توثيقها رغم عدم رغبة الطرف الآخر.
وتتم العملية عبر إدخال بيانات العقار والمستأجر والمؤجر وتحديد مدة العقد وقيمته الدورية، ثم تُرسل المعاملة إلى الطرف الآخر للموافقة، قبل أن يتم اعتمادها بشكل رسمي.
وتُعد هذه الخطوة نقلة نوعية في سوق الإيجارات السعودية، إذ تمنح العقود الإلكترونية حجية قانونية موحدة وتحد من التلاعب أو الامتناع عن السداد، كما تضمن توثيق العلاقة الإيجارية ضمن شبكة حكومية آمنة ومتاحة للرجوع إليها في أي وقت.
أما في مصر، فتظهر بوابة مصر الرقمية كمنصة مركزية تقدم خدمات متعددة، منها خدمات التسجيل للمقيمين في مشروعات الإسكان الاجتماعي والسكن البديل.
ويستخدم مواطنون هذه الخدمات لإثبات العلاقة الإيجارية الخاصة بوحداتهم، إذ تعتمد البوابة على إدخال بيانات شخصية ووظيفية، بالإضافة إلى بيانات السكن عبر رقم العداد الكهربائي.
كما تشترط رفع مستندات داعمة، مثل إثبات الدخل، وصور من العقود أو المستندات التي تؤكد العلاقة الإيجارية.
وتوفر هذه الآلية وسيلة رسمية لإدارة ملف السكن للمواطنين والوصول لمعلومات دقيقة، بما يساعد الجهات المختصة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالدعم والعدالة في توزيع الوحدات.
وتبرز أهمية خدمة تسجيل واقعة إيجارية في كونها آلية للتوثيق الإلزامي للعقود الورقية القائمة، بحيث تتحول هذه العقود إلى وثائق إلكترونية معتمدة يمكن الاستناد إليها أمام القضاء والجهات الحكومية.
وتعد هذه الخدمة خطوة أساسية لضبط السوق العقارية، إذ تتيح للدولة امتلاك قاعدة بيانات دقيقة حول الوحدات السكنية وحركة الإيجارات والقيم الإيجارية الحقيقية، مما يساهم في تطوير السياسات الإسكانية.
كما أن الفرق بين تسجيل واقعة إيجارية وإنشاء عقد إلكتروني جديد يظل نقطة جوهرية يجب توضيحها للمواطنين.
فالأول يتعلق بتوثيق عقد قديم مكتوب ورقيا بين أطراف العلاقة، بينما الثاني ينشئ اتفاقا إيجاريا جديدا بالكامل ضمن المنصة الإلكترونية.
ومع توسع الحكومات في التحول الرقمي، يتوقع أن تصبح هذه الخدمات إلزامية للجميع خلال الأعوام المقبلة، بهدف الحد من العشوائية وتحقيق حماية قانونية كاملة للطرفين.
تواصل المنصات الرسمية مثل إيجار ومصر الرقمية لعب دور محوري في تطوير القطاع السكني، وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، وتحقيق التوازن بين حقوق المالك والمستأجر، مع ضمان سهولة الوصول للخدمة دون الحاجة إلى مراجعة الجهات الحكومية.







