قبل أن تطلق شركة تسلا سيارتها السيدان أو الصالون المحورية (Model S) التي جعلت من إيلون ماسك مليارديرًا منذ عقدٍ مضى، كان مصمم السيارات الشهير هنريك فيسكر يستعد لدخول سوق السيارات الكهربائية الناشئ.
وكان لدى فيسكر علاقات وطيدة داخل المجال، وتمكن من الحصول على تمويل رأس مالٍ مخاطر وقرضٍ فدرالي منخفض التكلفة بـ528 مليون دولار لتنفيذ فكرةٍ مذهلةٍ لسيارةٍ كهربائيةٍ هجينة. ولكنه لم يتمكن من تنفيذها بعد مرور شركته (Fisker Automotive) بمجموعةٍ من الانتكاسات أشهرها: حزم البطاريات الفاسدة والمشكلات التقنية والإعصار الذي ضرب شحنة السيارات الفارهة (Karma) التي تبلغ قيمة الواحدة منها 103 آلاف دولار، وهو ما أدى إلى انهيار شركته وتعرضها إلى الإفلاس في 2013.
يصر فيسكر على العود في العقد الجديد، وستبدأ شركته الجديدة الواقعة في لوس أنجلوس (Fisker Inc) في إنتاج سيارةٍ رياضيةٍ متعددة الأغراض ذات مظهرٍ عصري وبطاريةٍ منخفضة التكلفة بدايةً من نهاية العام المقبل، وستعتمد خطة مبيعاتها القوية على نموذج عملٍ مبني على الإيجار. ومثل تسلا، لن تستعين الشركة بالتجار في عمليات التوزيع، بل ستحاول توصيلها إلى العميل مباشرةً بهدف خفض التكلفة.
عُرضت سيارة فيسكر الكهربائية (Ocean) في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في لوس أنجلوس خلال الأسبوع الماضي بسعرٍ يبدأ من 37499 دولار، ومزودة بلمساتٍ للمحافظة على البيئة مثل الألواح الشمسية على سقف السيارة والصالون المصنوع من مواد معاد تدويرها. سيكلفك حجز السيارة 250 دولارًا فقط، وسيتاح الموديل الرئيسي للإيجار بعقودٍ مفتوحةٍ ومرنةٍ مقابل 379 شهريًا، تشمل مصاريف الصيانة والخدمة. وستباع أغلى النسخ بأغلى من 60 ألف دولار، ويتضمن الصالون الداخلي المتطور شاشةً كبيرةً تعمل باللمس وشاشة عرضٍ رأسيةٍ في الواجهة وخاصيةً لعرض كلمات الأغاني للسائقين الذين يحبون الغناء داخل سياراتهم.
يقول فيسكر لفوربس خلال معرض سيارات جينيف في مارس/آذار الماضي: “وضعنا خطة إنتاجٍ بالفعل ونظَّمنا سلسلة إمدادٍ عالمية وطورنا من قدرتنا الصناعية لإنتاج أكثر من مليون سيارة بين عامي 2022 و2027″، ولم يذكر موقع مصنعه وكم سيجمع حتى يتمكن من إنتاجها، لكنه وعد بمشاركة المزيد من التفاصيل والإعلان عن شركائه الكبار في المستقبل القريب. وستتضمن مجموعة شركائه موردين وشركات سيارات ترغب في دخول مجال السيارات الكهربائية.
واستعانت تسلا بمصمم بي أم دبليو وأستون مارتن السابق لوضع المفاهيم الأولية لتصميم سيارة (Model S). وتأتي عودة فيسكر في الوقت الذي تتحول فيه تسلا من مجرد شركةٍ صغيرةٍ لصناعة السيارات إلى شركةٍ ضخمة ذات إنتاجية عالية. أسهم شركة تسلا الواقعة في سيليكون فالي في ارتفاعٍ ملحوظٍ منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي بفضل نجاح سياراتها الكهربائية وانتشار توقعاتٍ بأن المصنع الجديد في شنغهاي الذي بدأ توصيل سيارات السيدان أو الصالون (Model 3) إلى العملاء الصينيين هذا الشهر سيشهد نموًا كبيرًا في 2020. ووصل رأس مال تسلا السوقي إلى 85.8 مليار دولار في 10 يناير/كانون الثاني الجاري، لتصبح أغلى شركة سيارات في التاريخ الأمريكي دون حساب فرق التضخم وفقًا لبيانات مؤشر داو جونز الصناعي، وهذا أقرب إلى رأس المال السوقي للشركتين جنرال موتورز وفورد مجتمعتين وهو 87 مليار دولار.