الرئيس التنفيذي
أشرف الحادي

رئيس التحرير
فاطمة مهران

الإمام الأكبر : المرأة كان لها نصيب الأسد في قضايا الاجتهاد الفقهي بالأزهر

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر،إن المرأةِ كان لها نصيبُ الأسد من مَكاسبة القَضايا التي خضَعَتْ للتوصيفِ الشرعيِّ، والاجتهادِ الفقهيِّ في أروقةِ الأزهرِ الشريف، مضيفا حيث دُرِست مُعظمُ قضاياها إمَّا بحُسبانِها فردًا مُستَقِلًّا، أو عُضوًا في الأسرة والمجتمع .
وأضاف فضيلة الإمام الأكبر خلال الحلقة الخامسة والعشرين من برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب» أن من أوَّلِ هذه المكاسبِ موضوعُ” سفرِ المرأة”، ومعلومٌ أنَّ سفَرَها في تُراثِنا الفقهيِّ مشروطٌ -عندَ أغلبِ الفقهاءِ- بمُرافقةِ الزوجِ، أو أي مَحرَمٍ من مَحارِمها؛ لأنَّ سَفَرَ المرأةِ بمُفردِها في تلك العُصورِ-بدون مَحرَمٍ- كان أمرًا صادمًا للمُروءةِ والشرفِ، بل كان طعنًا في رُجولةِ أفرادِ الأسرةِ؛ نظرًا لما تتعرَّضُ له المرأةُ -آنذاك- من سَبْيٍ واختطافٍ واغتصابٍ، في الصحاري والفَيافي المُظلِمةِ ليلًا، وقد كان من عادةِ العربِ السَّفَرُ ليلًا، والكُمُونُ نهارًا، وحين قال النبيُّ ﷺ: “لاَ يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ لَيْسَ مَعَهَا حُرْمَةٌ -أي مَحرَمٍ- فإنَّه، وهو النبيُّ العربيُّ الذي بُعِثَ ليُتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ، كان يَحمي حَقًّا أصيلًا للمرأةِ على أُسرتِها .
وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أنه في ظل تغيُّر نظامُ الأسفارِ في عصرِنا الحديثِ، وتبدّل المخاطرُ التي كانت تُصاحبُه إلى ما يُشبِهُ الأمانَ، وتوفُّر الرفقةِ المأمونةِ من الرجالِ والنساءِ، ولم يَعُد السفر يَستَغرِقُ لياليَ وأيامًا، فإنَّ الاجتهادَ الشرعيَّ في هذه المسألة لا مَفَرَّ له من تطويرِ الحكمِ من منعِ السَّفرِ إلى الجوازِ، بشرطِ الرفقةِ المأمونةِ كما هو الحالُ في الحج والعمرة والرحلات وغيرِها. وإنْ كان المذهبُ المالكيُّ، ومنذُ العصر الأوَّلِ للإسلامِ أباحَ للمرأة الخروجَ إلى الحج -بدون مَحرَمٍ- إذا كان معها رفقةٌ مأمونة، وقد انتهى رأيُ العلماء في هذه القضيَّةِ إلى تَبنِّي فقهِ الإمام مالكٍ -رضي الله عنه- في جوازِ سفرِ المرأةِ -اليوم- بدون محرمٍ متى كان سفَرُها آمِنًا، بصُحبةٍ تُرافِقُها، أو وسيلةٍ من وسائلِ السفر تمنعُ تَعرُّضَها لما تكرَهُ .
وبيَّن فضيلة الإمام الأكبر أن من مَكاسِبِ المرأةِ أيضًا اتِّفاقُ علماءِ مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي على أنَّه يجوزُ لها شرعًا أن تتقلَّدَ الوظائفِ التي تُناسبها كافَّةَ بما فيها وظائفُ الدولةِ العليا ووظائفُ القضاءِ والإفتاءِ، وأنَّه لا يجوزُ الالتفافُ حولَ حقِّها هذا لمصادرتِه أو وضع العقبات أو التعقيدات الإداريَّةِ ممَّن يستكبرون أن تجلسَ المرأةُ إلى جوارهم، ويَحولُون بينَها وبينَ حقِّها المقرَّرِ لها شرعًا ودستورًا وقانونًا، وكلُّ محاولةٍ من هذا القَبِيلِ هي إثمٌ كبيرٌ، يَتَحمَّلُ صاحبُه عواقبَه يومَ القيامة .
وأشار فضيلة الإمام الأكبر إلى أنه فيما يَتعلَّقُ بأمر فَوْضَى الطلاقِ قرَّر العلماء،وربما لأول مَرَّةٍ،أنَّ الطلاق التعسفي، بغير سببٍ مُعتَبرٍ شرعًا، حرام وجريمة أخلاقية يُؤاخَذ عليها مُرتكبُها يومَ القيامة، سواء كان ذلك برغبةٍ من الزوجِ أو الزوجةِ،وذلك للضررِ الذي يَلحَقُ أُسرةَ كلٍّ منهما، وبخاصَّةٍ الأطفال وقد تَعجَبُون لو قلتُ لحضراتكم: إنَّني ، وأثناءَ بحثي في فقهنا القديم،عن حكم الطلاق، وكيف يكونُ مباحًا مع الأضرارِ المترتبةِ عليه، وجدتُ من كبار الفقهاءِ الأجلاءِ مَن يقولُ: إنَّ الأصلَ في الطلاقِ الحرمةُ، وإنَّه لا يَصِيرُ مباحًا إلا للضرورة، وكادوا يحصرون الضرورةَ في نُشُوزِ الزوجة على زوجِها، والنشوزُ هو التعالي والتكبر على الزوج واحتقاره وإشعاره بأنَّه في منزلةٍ أدنى من منزلةِ الزوجة.. فهاهنا يكونُ الطلاقُ «مباحًا»، وأُكرِّر: «مباحًا» وليس واجبًا ولا سنةً ولا مستحبًّا، ثم يقولُ هذا الفريقُ من العلماءِ: وهذا هو الطلاقُ المباحُ الذي وُصِفَ في الحديثِ الشريفِ بأنَّه أبغض الحلال إلى الله، وليس كما تَفهَمُ غالبيَّةُ الأمَّةِ بأنَّ الطلاق حلالٌ مطلقًا وإنْ أبغَضَه الله تعالى .
وتابع فضيلة الإمام الأكبر أن مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي عالَجَ كذلك مسألةً هامَّةً كثيرًا ما يَضطِربُ فيها أمرُ الأُسَرِ، وهي: ما يَتعلَّقُ بالشبكةِ التي يُقدِّمُها الخاطبُ لمخطوبتِه؛ هل هي جزءٌ من المهر فيجبُ رَدُّها معه إذا لم يَتِمَّ الزواج، أو ليس جُزءًا فلا يجبُ ردُّه؟ وقد انتهى رأيُ العلماء إلى أنَّه إذا كان فسخُ الخطوبةِ بسببِ المخطوبةِ فللخاطبِ حَقُّ استردادِها، وإذا كان هو السببَ فلها الاحتفاظُ بكلِّ ما قدمه لها كشبكةٍ، وفي كلِّ الأحوال لا تُعَدُّ من المهر، إلا إذا اتُّفِقَ على ذلك، أو جَرَى العُرْفُ به. وكذلك لا يُعَدُّ مجرَّدُ العدولِ عن الخطوبة ضررًا يُوجِبُ تعويضًا، لكنْ إذا ترتَّب عليه -فعلًا- ضررٌ أدبيٌّ أو ماديٌّ أو كلاهما، وبخاصَّةٍ للمخطوبةِ، فللمُتضرِّر حقُّ طلبِ التعويض.
وأكد فضيلة الإمام الأكبر أن مؤتمر الأزهر راعَى النظر في بعض العادات المؤسفة التي تَلجَأُ إليها بعض الأسر، مثل: تعنُّت ولي أمر البنت وحرمانها من رغبتها في الزواج بشابٍّ مُناسب؛ انتظارًا لشابٍّ ثريٍّ أو من أسرةٍ ثريَّةٍ، أو من نفس عائلةِ البنت، كما يحدثُ في بلادِنا في الصعيد وفي دول أخرى، وقد انتهى الرأيُ في هذا الموضوعِ إلى أنَّه: «لا يحقُّ للوليِّ منعُ تزويجِ المرأة برجلٍ كفءٍ ترضاه، إذا لم يكن للمنعِ سببٌ مقبولٌ، وللقاضي إذا رُفع إليه أمرُها أن يُزوِّجَها» .
واختمم فضيلة الإمام الأكبر حديثه قائلا : إن من أهمِّ ما أكَّدَه العلماءُ في فقهِ المرأةِ إلغاءُ ما يُعرَفُ ببيتِ الطاعةِ إلغاءً قانونيًّا قاطعًا لا لبسَ فيه ولا غُموض؛ لما فيه من إهانةٍ للزوجةِ، وإيذاءٍ نفسي لا يُحتَمل، ومعاملةٍ غيرِ آدميَّةٍ لها كإنسانٍ تُحتَرم مشاعرُه وأحاسيسُه.. ولم ينسَ السادةُ العلماءُ أنَّ يُنبِّهوا إلى أنَّ ما يُسمَّى ببيتِ الطاعةِ لا وُجودَ له في الشريعةِ الإسلاميَّةِ التي كرَّمت النساءَ، وجعَلَتْهُنَّ شقائقَ الرجالِ، وهل ننتظرُ من مَقهورةٍ مسحوبةٍ على وجهِها أن تملأ بيتَ زوجها -بعد ذلك- ودًّا ورحمة.

أخبار ذات صلة

الصحة تعلن ضح 123 ألف جرعة من لقاح الأنفلونزا بالوحدات والمراكز الصحية

«القاهرة الإخبارية»: الاحتلال يسعى لتحويل حياة الأسرى إلى جحيم

وزير الخارجية والهجرة يلتقى مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبوندستاج الألمانى

تركى آل الشيخ يكشف عن قائمة الأعمال المنافسة على جائزة القلم الذهبى للأدب

منتخب مصر يتقدم على الرأس الأخضر بهدف طاهر محمد فى الشوط الأول

وزير الصحة يدعو للعمل الجماعي لتوريث الأجيال القادمة عالمًا أكثر صحة وأمان

غدا.. تحديد مصير أحمد فتوح لاعب الزمالك فى اتهامه بالقتل الخطأ وحيازة مخدرات

جوجل ستتوقف عن عرض الإعلانات السياسية فى الاتحاد الأوروبى العام المقبل

آخر الأخبار
الصحة تعلن ضح 123 ألف جرعة من لقاح الأنفلونزا بالوحدات والمراكز الصحية «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال يسعى لتحويل حياة الأسرى إلى جحيم مهرجان القاهرة يفتتح أيام صناعة السينما وسوق الأفلام ومعرض دولبي وزير الخارجية والهجرة يلتقى مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبوندستاج الألمانى منتخب مصر يتعادل مع الرأس الأخضر 1-1 فى تصفيات أمم أفريقيا تركى آل الشيخ يكشف عن قائمة الأعمال المنافسة على جائزة القلم الذهبى للأدب منتخب مصر يتقدم على الرأس الأخضر بهدف طاهر محمد فى الشوط الأول وزير الصحة يدعو للعمل الجماعي لتوريث الأجيال القادمة عالمًا أكثر صحة وأمان الأكاديمية المصرية للفنون بروما تستضيف محمود التهامى حسين فهمي يفتتح سوق الصناعة اليوم ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي القناة الناقلة لمباراة مصر والرأس الأخضر فى تصفيات أمم أفريقيا الليلة الأهلي يفحص خلفية إمام عاشور اليوم بعد انتهاء البرنامج التأهيلي غدا.. تحديد مصير أحمد فتوح لاعب الزمالك فى اتهامه بالقتل الخطأ وحيازة مخدرات جوجل ستتوقف عن عرض الإعلانات السياسية فى الاتحاد الأوروبى العام المقبل إنستجرام قد يتيح قريبًا صور بروفايل بالذكاء الاصطناعي.. إليك كيفية عملها وزيرة التخطيط تشارك فى إطلاق تقرير «تسريع التقدم نحو التمويل المناخي» وزير السياحة والآثار يواصل لقاءاته الرسمية ويلتقي بمفوض وكالة السياحة اليابانية نائب رئيس مجلس الوزراء يبحث مع وفد شركة جلاسكو (GSK) سبل التعاون في القطاع الصحي نقابتا «المهندسين الفرعية» و«الأطباء الفرعية» بأسيوط تطرحان مشروع « ELITE RESIDENCE» للأعضاء وزير المالية: التحرك الجماعي الدولي يدفع جهود بناء «هيكل طموح للتمويل المناخي»