سجلت شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات، قفزة في مبيعاتها ربع السنوية إلى معدلات غير مسبوقة، لتسلط الضوء على مدى الاستفادة، التي حققتها أكبر شركة رقائق في البلاد، جراء أزمة نقص أشباه الموصلات التي تعتمد عليها صناعات السيارات والأجهزة الإلكترونية بشكل أساسي، التي عرقلت نمو مبيعات شركة تسلا الأمريكية رغم تحقيقها معدلات قياسية.
وأفادت وكالة “بلومبيرج” للأنباء، بأن عائدات شركة تايوان خلال الربع الثالث ارتفعت إلى 414.7 مليار دولار تايواني (14.8 مليار دولار) لتقترب بذلك من متوسط تقديرات خبراء الاقتصاد لعائدات الشركة، التي بلغت 413 مليار دولار تايواني.
وعادة ما تحصل الشركة على دفعة في حجم الطلب خلال الربع الثالث بسبب زيادة الطلبيات في فترة ما قبل موسم العطلات من شركات مثل أبل للتكنولوجيا، وخاصة في ظل زيادة الطلب على النسخة الجديدة من هاتف آيفون منذ إطلاقها أواخر الشهر الماضي.
وذكرت “بلومبيرج” أن القيود الناجمة عن القدرات الإنتاجية للشركة حالت دون استفادة شركة صناعة الرقائق التايوانية بشكل كامل من الازدهار في حجم الطلب، كما اضطرت الشركة إلى تحويل بعض مواردها إلى إنتاج بعض أنواع الرقائق الأرخص سعرا لتغذية قطاعات مثل صناعة السيارات، حيث يعاني هذا القطاع تراجعا حادا في الإمدادات.
من جانبه، صرح إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا الأمريكية لصناعة السيارات الكهربائية، أن أزمتي نقص الرقائق الإلكترونية والشحن البحري تقفان حائلا أمام حفاظ الشركة على معدل نمو في المبيعات يتجاوز 50 في المائة.
ونقلت وكالة “بلومبيرج” للأنباء عن ماسك قوله خلال الاجتماع السنوي لحملة الأسهم في مدينة أوستن في ولاية تكساس الأمريكية: “لقد خضنا عاما رائعا، وحققنا معدلات قياسية في تسليم السيارات، ويبدو أن لدينا فرصة جيدة للحفاظ على هذا المستوى، إذا ما حصلنا على الرقائق اللازمة لهذا الغرض”.
وأضاف: “نتمنى أن تتبدد أزمة نقص الرقائق الإلكترونية قريبا، وأشعر بالثقة في أن نتمكن من الحفاظ على معدل نمو يتجاوز 50 في المائة لبعض الوقت”.
وفي الوقت الذي ألقت فيه أزمة نقص الرقائق الإلكترونية بظلالها على صناعة السيارات هذا العام، قال ماسك: إن شركته الرائدة في مجال صناعة السيارات الكهربائية كابدت “كثيرا” من تحديات سلاسل الإمداد.
وأوضح قائلا: “من أكبر التحديات التي واجهناها في الربع الثالث هو العثور على سفن كافية، فهناك نقص هائل في السفن”. وأعلنت الشركة في وقت سابق هذا الأسبوع تسجيل مبيعات قياسية على مستوى العالم خلال الربع الثالث بلغت 241.3 ألف سيارة.
وأظهر تقرير اقتصادي، أن الولايات المتحدة اقتربت من الصين، التي تحتل المركز الأول في مجال صناعة بطاريات الليثيوم المؤين المستخدمة في صناعة السيارات الكهربائية، التي تصل قيمتها إلى 46 مليار دولار.
وأشارت وكالة “بلومبيرج” للأنباء، إلى أن استثمارات شركة صناعة السيارات الكهربائية الأمريكية العملاقة “تسلا” ساعدت الولايات المتحدة على تقليص سيطرة الصين على هذه الصناعة.
وبحسب تقرير خدمة “بلومبيرج” لأخبار تمويل الطاقة الجديدة الصادر البارحة الأولى، أصبحت الولايات المتحدة ثاني أكبر دولة منتجة لبطاريات الليثيوم المؤين في العالم بعد الصين، متقدمة أربعة مراكز، مقارنة بالعام الماضي، حيث كانت تحتل المركز السادس.
وكانت “تسلا” وشركات صناعة خلايا البطاريات الآسيوية قد ضخوا استثمارات كبيرة في مجال صناعة بطاريات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة خلال الفترة الأخيرة بفضل السياسات الحكومية المشجعة لهذه الاستثمارات، وتعد الولايات المتحدة ثاني أكبر سوق للسيارات الكهربائية بعد الصين أيضا.
في الوقت نفسه، استمرت الصين في المركز الأول كأكبر دولة منتجة لبطاريات الليثيوم المؤين بفضل الاستثمارات المستمرة في هذا المجال والطلب المحلي القوي على هذه البطاريات.
وتمتلك الصين حاليا نحو 80 في المائة، من إجمالي الطاقات الإنتاجية لبطاريات الليثيوم المؤين على مستوى العالم، مع توقع زيادة هذه الطاقة بمقدار الضعف لتنتج بطاريات تكفي أكثر من 20 مليون سيارة كهربائية سنويا خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
وعلى ذات الصعيد، فإن إدراك الحكومات حول العالم للأهمية الاستراتيجية لصناعة البطاريات، أصبحت شبكات الإمداد المحلية في عديد من دول العالم تمثل تهديدا لسيطرة الصين على هذه الصناعة.
