أكد محافظ البنك المركزي السعودي أن المصرفية الإسلامية حققت نموا سنويا يزيد عن 10% لتبلغ 2.7 تريليون دولار في 2020.
وقال فهد المبارك خلال كلمته في قمة مجلس الخدمات المالية الإسلامية في الرياض أن صناعة المالية الإسلامية في السعودية شهدت خلال العقود الماضية تطورات أوصلتها إلى الصدارة العالمية من حيث الأصول المالية المتوافقة مع الشريعة.
وأوضح أن الصناعة المالية الإسلامية تحقق عددا من مستهدفات رؤية 2030 . مبينا أن الحلول التقنية مهمة وأن علينا الاستفادة منها في قطاع التقنية المالية.
وكانت جدة اليوم شهدت انطلاق أعمال القمة 15 لمجلس الخدمات المالية الإسلامية، التي ينظمها البنك المركزي السعودي تحت شعار “المالية الإسلامية والتحول الرقمي : تحقيق التوازن بين الابتكار والمتانة” من 9 إلى 11 نوفمبر بحضور الدكتور فهد المبارك محافظ البنك المركزي السعودي والدكتور بيلو لوال دانباتا الأمين العام لمجلس الخدمات المالية الإسلامية .
وبدأت الجلسة الافتتاحية بعرض فيلم وثائقي عن المالية الإسلامية بالمملكة ثم ألقى الأمين العام لمجلس الخدمات المالية الإسلامية، كلمة رحب فيها بالحضور مقدما الشكر للبنك المركزي السعودي على استضافة فعاليات القمة. مؤكدا أن كل القطاعات استفادت من الخدمات المالية الإسلامية.
وقال “نحاول في هذه القمة تبادل الخبرات من أجل العمل على زيادة النمو في هذا القطاع وقد ساعدتنا الجائحة على التسريع في التحول الرقمي في كل ما يتعلق بالخدمات المالية الإسلامية، ونحاول التسويق لخدمات المالية الإسلامية ونحاول الاستفادة القصوى من التحول الرقمي لتحقيق الشمول المالي”.
بدوره، ألقى محافظ البنك المركزي السعودي الكلمة الافتتاحية للقمة مرحبا بالحضور معربا عن تشرف البنك المركزي السعودي باستضافة القمة هذا العام.
وقال “تسعى القمة للتركيز على تطور صناعة المالية الإسلامية والتحول الرقمي من منظور التوازن بين القدرة على الاستفادة من الابتكار وفي نفس الوقت تعزيز متانة القطاع المالي واستقرار وأن صناعة المالية الإسلامية استطاعت في مدة وجيزة المحافظة على نمو مطرد كما تمكنت من الانتشار جغرافيا حتى أصبحت اليوم متواجدة في جميع قارات العالم”.
وأضاف “وفي هذا السياق فقد وفرت التقنيات الحديثة مجالاً واسعاً للمؤسسات المالية الإسلامية لتقديم منتجات وحلول وتبني التحول الرقمي بما يعزز تجربة ورضا عملائها ومع أهمية هذه المزايا المتعددة إلا أننا يجب أن ندرك أنها تمثل تحدياً للجهات الرقابية التي يجب أن تتعامل مع أي مخاطر قد تنشأ جراء استخدم هذه التقنيات، بما في ذلك مخاطر الأمن السيبراني، ومخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب وخصوصية المعلومات”.
وأشار إلى أن صناعة المالية الإسلامية شهدت تطورات لافتة على المستوى العالمي حيث حققت نموا سنويا بما يزيد على 10% بحسب تقرير مجلس الخدمات المالية الإسلامية لعام 2021 لتبلغ المالية الإسلامية 2.7 تريليون دولار خلال 2020 من 2.44 تريليون دولار في 2019.
وفي خضم ما شهده العالم من تبعات صحية للجائحة فقد تمكنت الصناعة من التعامل معها بفاعلية وتقليل آثارها السلبية بفضل السياسات النقدية والمالية نتيجة الإصلاحات المالية والتشريعات المصرفية الاحترازية أعقاب الأزمة العالمية 2008 التي عززت من حماية العملاء والمحافظة على الاستقرار المالي بشكل متواز ماليا وأوجدت نظاماً للتصدي للأزمات العالمية قادراً قويا.
وتطرق إلى أهم التحديات التي تواجه الصناعة المالية الإسلامية في المدى القصير. مبينا أن منها التفاوت بين الدول في التعافي من تبعات الجائحة مما يؤكد على ضرورة استمرار التعاون بين جميع الأطراف الفاعلة من جهات رقابية وتشريعية ومؤسسات مالية إسلامية وتنسيق وتكامل بين السياسات المالية والنقدية”.
وحول صناعة المالية الإسلامية في المملكة أوضح أنها شهدت تطورات خلال العام المنصرم أوصلت المملكة إلى الصدارة العالمية من حيث حجم الأصول المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية في مختلف القطاعات المالية والتجارية حيث بلغ مجموع أصول الخدمات المالية الإسلامية في القطاع المصرفي وقطاع الصكوك وقطاع التأمين وقطاع صناديق الاستثمار بالمملكة ما يقارب 800 مليار دولار وهو ما يمثل ما نسبته 28% تقريبا من إجمالي الأصول المالية الإسلامية عالميا وفق تقرير مجلس الخدمات المالية الإسلامية الصادر هذا العام.
وأضاف “كما شهدت المؤشرات الرئيسة لقطاع المصرفية الإسلامية في المملكة نموا متسارعا حيث بلغ إجمالي التمويل المتوافق مع الشريعة ما يفوق 430 مليار دولار بينما بلغ إجمالي حجم الودائع المتوافقة مع الشريعة 433 مليار دولار بنهاية الربع الثاني من هذا العام ويأتي هذا النمو وهذه المرتبة المتقدمة في صناعة المالية الإسلامية بالمملكة تحقيقا لمستهدفات رؤية 2030 بتوجيهات ومتابعة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده.
وعلى سبيل المثال وليس الحصر تسهم صناعة المالية الإسلامية في تحقيق عدد من مستهدفات الرؤية كتوفير حياة مزدهرة في بيئة صحية من خلال تمويل الاقتصاد الأخضر والمستدام وتمكين المسؤولية المجتمعية من خلال القطاع الوقفي، وتنمية وتنويع الاقتصاد من خلال تطوير سوق الأسهم وسوق الدين وزيادة معدلات التوظيف من خلال الحلول التمويلية التشاركية ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة”.
وأعرب عن فخره بكون صناعة المالية الإسلامية جزءا من النظام المالي العالمي نظرا لانتشارها الجغرافي الواسع وتطورها الكمي والنوعي الملموس عبر الأسواق المالية العالمية. داعيا إلى الاستفادة قدر المستطاع من الحلول التقنية التي يقدمها بشكل غير مسبوق قطاع التقنية المالية بحيث تستفيد منها المالية الإسلامية لزيادة الشمول المالي وتقديم خدمات مالية بتكلفة أقل وتنفيذ أسرع.
وفيما يتعلق بجدول أعمال القمة قال “ستتناول أعمال هذه القمة الحديث عن التقنية المالية ودورها في المالية الإسلامية وسيتم بحث الفرص والتحديات والسياسات التنظيمية المصاحبة كما سيتم مناقشة الأطر الرقابية والإشرافية الفعالة ذات العلاقة وذلك عبر 7 جلسات متخصصة تستمر على مدى يومين”.
وفي ختام كلمته دعا الحضور للاطلاع على التقرير المشترك مع مجلس الخدمات المالية الإسلامية، الذي صدر متزامناً مع هذه المناسبة العالمية.
يذكر أن الدورة الـ 15 للقمة السنوية لمجلس الخدمات المالية الإسلامية, انطلقت أمس بـ 5 فعاليات تمهيدية وتتواصل فعالياتها اليوم وغدا بهدف تهيئة الفرصة للجمع بين قادة الصناعة والباحثين والأوساط المهنية من جميع أنحاء العالم لإجراء النقاشات وتبادل الرؤى.
وتستهدف بحث سبل تعزيز الابتكار في النظام المالي الإسلامي والاستفادة من خدماته واعتماد التقنية وضمان الاستدامة من أجل دفع عجلة النمو، وتحقيق فرص التنمية ضمن هذا القطاع.