37% فقط من الموظفين يعتقدون أن أصحاب العمل يقدمون لهم التدريبات اللازمة التي تمكنهم من مواكبة التغيرات
استعرضت شركة إس إيه بي كونكر اليوم، وعلى لسان جابرييل أندريري، نائب الرئيس والمدير العام للشركة لجنوب منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، مجموعة من الإجراءات التي تمكن أصحاب العمل والمؤسسات من تعزيز رضا الموظفين والاحتفاظ بهم خلال فترة العمل عن بعد التي تشهدها الكثير من المؤسسات.
وقد أحدث نظام العمل الهجين تحولات كبيرة في أساليب العمل الجديدة، وأفرز عدد من المفاهيم الإيجابية الرئيسية التي نجمت عن الجائحة مثل العمل المرن وتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية. وقد عززت هذه المفاهيم من أهمية العمل الهجين لدى أصحاب العمل وفوائده الكبيرة على الموظفين، والتي باتت تعتبر من المزايا الهامة للاحتفاظ بالكفاءات والمواهب.
ومع ذلك فإن العمل الهجين قد يكون مفيدًا للموظفين فقط حال تم إدارة عمليات السفر والنفقات بكفاءة وسلاسة. وخلال العمل عن بعد، باتت تجربة الموظف في عمليات إدارة السفر والنفقات صعبة نوعاً ما، الأمر الذي قلل من فوائد العمل الهجين للموظفين.
وقد بات نموذج العمل الهجين يؤدي إلى حدوث انفصال في كيفية فهم أصحاب العمل لسير الأعمال وكيفية مواجهة الموظفين لهذه الأعمال بشكل فعّال، الأمر الذي يضع العديد من الشركات على أعتاب هجرة جماعية للمواهب. لذا، تحتاج الشركات للتفكير في سبب عدم رضا الموظفين، وما يمكن فعله لتصحيح ذلك قبل فوات الأوان. فيما يلي الطريق الأنسب لتصحيح هذا الوضع:
- استخدام التكنولوجيا خارج نطاق الحوسبة السحابية
استغرق تطوير سياسات العمل المرنة والعمل عن بُعد وقتاً طويلاً وهاماً من وقت أرباب العمل، مما قد يؤدي إلى تجاهل العمليات الفعالة. وفي حين أن العديد من الشركات قد استثمرت في الأجهزة اللازمة للعمل عن بعد ومن أي مكان، إلا أنها لم تستثمر في التكنولوجيا التي من شأنها تبسيط العمليات.
تعد العمليات المرتبطة بالشؤون المالية والامتثال للقوانين وعمليات السفر من أكثر المجالات التي يتم إهمالها عندما يتعلق الأمر بالاستثمار في التكنولوجيا بغية تحسين مفهوم العمل الهجين. وقد أفاد أقل من ثلث المدراء التنفيذيين (31%) في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا إنهم قاموا بتحسين أدواتهم وعملياتهم بشكل كامل فيما يتعلق بفواتير البائعين والموردين، بينما أشار عدد مماثل (37%) أنه يمكن للموظفين إدارة سفرهم وإعداد تقارير النفقات من أي مكان وفي أي وقت – وذلك وفقاً لأبحاث إس إي بي كونكر. وفي الوقت نفسه، يشعر 31% أن تتبع نفقات الموظفين قد تم تحسينها بشكل كامل، مما يعني أن هناك مجالًا كبيرًا للتحسين والتطوير.
- مراقبة التوجهات الجديدة
عندما يتعلق الأمر بالعمل الهجين، يمكن أن يشعر الموظفون بالإحباط نظرًا لاختلاف التوقعات، وإن عدم تلبية توقعات الموظفين وإدارتها قد تقود الموظفين لاتخاذ قرار الانتقال بسرعة والانضمام إلى مجموعة المواهب لدى الشركات المنافسة.
الخطوة الأولى والبسيطة لتعديل هذا الوضع هي الاستماع إلى الموظفين، وعادة ما يتم ارتكاب العديد من الأخطاء هنا نتيجة النظر إلى الموظفين كمجموعة كبيرة من الأشخاص الذين يمتلكون وجهة النظر نفسها.
ومع ذلك، فإن لكل موظف توقعات فريدة خاصة به داخل مكان العمل، ما يعني أنه يجب أن يكون هناك وضوح لدى الشركات بشأن مشاعر الموظفين على أرض الواقع، قبل اتخاذ مزيد من الإجراءات لتحسين عمليات السفر والتكاليف.
- تقليل مستوى الاحتكاك
بمجرد الحصول على المعلومات والأفكار من الموظفين، هناك استراتيجيتان يمكن للشركات تطبيقهما للتأكد من إزالة الاحتكاك في مكان العمل لإفساح المجال نحو تحقيق المزيد من لتحسين والتطوير.
ويتعين على صاحب العمل البدء بمقارنة توقعات الموظف مع ما توفره عمليات إدارة السفر والنفقات الحالية. ويجب اعتماد ونشر التقنيات المتقدمة، لا سيما في المناطق التي تعاني من ضعف هذه العمليات. ويجب ضمان عمل هذه العمليات عن بعد بنفس مستوى الأداء والكفاءة المعهود عند القيام بها في المكتب.
ولا يجب أن تكون التكنولوجيا هي الشغل الشاغل لأصحاب العمل، بل يجب أن يسير الجانب الثقافي المرتبط بعمليات إدارة السفر والنفقات الخاصة بالعمل عن بُعد جنبًا إلى جنب. كما يجب معالجة أي فجوات معرفية واضحة بين الموظفين وإزالتها بشكل سريع من خلال التدريب.
ويشير حالياً 37% فقط من الموظفين إلى أن أصحاب العمل يقدمون لهم التدريبات اللازمة التي تمكنهم من مواكبة السياسات والتشريعات المتغيرة. وهذا رقم مقلق، ليس فقط لسعادة الموظف، بل للامتثال للتشريعات والقوانين أيضاً.