الابتكار التكنولوجي يلعب دوراً ملحوظاً في تعزيز تجربة المشاهدة المنزلية، بينما تحتاج “تجربة المتابعة من مكان الحدث” إلى المزيد من التطوير
ساهمت التطورات التكنولوجية على مدار السنوات الثلاث الماضية بشكل كبير في توفير تجربة مشاهدة منزلية أفضل لعشاق الرياضة، على الرغم من كونها أقل تأثيرًا بالنسبة لزوار الملاعب، وذلك وفقاً لأحدث التقارير الصادرة عن معهد كابجيميني للأبحاث بعنوان “تجربة متميزة وجديدة تمامًا: لماذا تعد التكنولوجيا الرياضية أداة لتغيير قواعد اللعبة.”
وفي الوقت الذي تشير فيه الأرقام إلى أن 50٪ من عشاق الرياضة في مصر يستمتعون بالمشاهدة عبر التلفزيون وخدمات البث عبر الإنترنت وأن حوالي 40٪ يفضلون التواجد في مكان الفعاليات الرياضية، جاءت دراسة معهد كابجيميناي لتعرض إحصائيات وأرقام عالمية، حيث أوضحت أن 82٪ من المشجعين عبروا عن رضاهم عن تجربة المشاهدة التي أتاحتها التكنولوجيا خارج الملعب، مقارنة بـ 70٪ لتجارب المتابعة من داخل مكان الحدث، وهو ما يمثل اختلافاً كبيرًا عن النتائج الواردة في بحث كابجيميني لعام 2019، عندما جاءت نسبة الرضا عن تجربة المشاهدة بالملعب في مرتبة أعلى (79٪) مقارنة بتجربة المشاهدة من خارج الملعب (76٪).
الاتجاه المتزايد لمشاهدة الألعاب الرياضية خارج الملاعب، خاصةً بين المشجعين الأصغر سنًا
بينما تظل الإثارة الأكبر عند حضور العروض المباشرة لمتابعة الفعاليات العالمية الكبرى مثل الألعاب الأولمبية أو البطولات العالمية، قد لا يكون هذا هو الحال ذاته بالنسبة لمباريات الدوري المحلية والعادية، فمع استمرار التكنولوجيا في تحسين تجربة المشاهدة وجعلها أكثر جاذبية، فإن نسبة 77٪ من “الجيل زد” و75٪ من جيل الألفية مازالوا يفضلون مشاهدة الألعاب الرياضية من الخارج. ويقل هذا الرقم كثيراً بالنسبة لجيل طفرة المواليد ليصل إلى (53٪) ولأولئك الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا تقل النسبة لتصل إلى (32٪). أما المشجعون ممن يعانون من إعاقات جسدية، على وجه الخصوص، فهم يمثلون النسبة الأقل رضاءً خاصة عن التجهيزات التي تم ترتيبها لتسهيل تحركاتهم خلال متابعة الفعاليات من داخل الأماكن المخصصة لهم بنسبة (48٪ فقط).
وينتج عن التفضيلات المتغيرة للمشجعين انخفاضاً في عدد الزيارات لمشاهدة الفعاليات الرياضية، حيث زار 47٪ من المشجعين على مستوى العالم الملاعب الرياضية في عام 2019، أما اليوم، انخفضت النسبة لتصل إلى 34٪ – مع وجود فجوة كبيرة بين الأجيال مرة أخرى- حيث لا يزال 49٪ من المشجعين – ممن تزيد أعمارهم عن 70 عامًا- يقومون بزيارة أماكن الفعاليات الرياضية، مقابل 17٪ فقط من “الجيل زد”. ويتضح هذا التأرجح في النسب بشكل أكبر في أستراليا والمملكة المتحدة، حيث يشاهد نصف عدد الأشخاص الأحداث من الملعب مقارنة بعام 2019، بينما شهدت كل من فرنسا وألمانيا النسبة الأقل (بانخفاض 5 نقاط مئوية)، كما زار 37٪ فقط من المشجعين على مستوى العالم أماكن الفعاليات خلال العام الماضي، مقارنة بـ 80٪ في عام 2019.
هيمنة الأجهزة الذكية ووسائل البث والتواصل الاجتماعي على متابعة الأحداث الرياضية
تغيرت القنوات والوسائل التي يتابع المشجعون من خلالها الأحداث الرياضية بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث تصدرت الأجهزة المحمولة المشهد، على الرغم من أن المشجعين في العموم لا يزالون يفضلون التلفزيون لمشاهدة الألعاب الرياضية، الأمر الذي يشير إلى أن الأجهزة الذكية توفر خيارًا إضافيًا سهل الحركة لمتابعة الأحداث الرياضية (عبر الشاشات المتعددة). في عام 2019، اختار 40٪ فقط من المشجعين الهواتف الذكية كجهازهم المفضل لمشاهدة الألعاب، مقابل 70٪ اليوم (خاصة نسبة 78٪ من الجيل زد و74٪ من جيل الألفية). كما شهدت منصات البث بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي طفرة في أهمية المشاهدة، ففي عام 2019، اختار 39٪ فقط من المتابعين منصات البث كخيارهم المفضل لمشاهدة الرياضة. وتضاعفت هذه النسبة تقريبًا لتصل اليوم إلى 75٪، أما بالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي، قفزت النسبة، بفضل الأجيال الشابة، من 44٪ في 2019 إلى 64٪ في الوقت الحالي.
ووفقًا للتقرير، يعتبر المتابعون هواتفهم الذكية هي الرفيق الذي يتيح تجربة مشاهدة أفضل، سواء في المنزل أو مكان الحدث، حيث يستخدم أكثر من ثلثي المشجعين (68٪) أجهزتهم المحمولة لتلقي معلومات بشكل منتظم عن الحدث أو اللاعب أثناء المشاهدة المباشرةً، كما يستخدم 65٪ من المتابعين أجهزتهم لإعادة تشغيل الفيديو بنطاق 360 درجة، في حين يرغب 68٪ من المتابعين في استخدام أجهزتهم المحمولة للحصول على معلومات حول اللاعبين والإحصائيات اللحظية وما إلى ذلك من خلال الإشارة إلى اللاعبين أثناء التواجد في مكان الحدث، وذلك باستخدام الواقع المعزز (الافتراضي)، وقد يهتم المشجعون أيضًا بالتجارب الرياضية المحسّنة مثل الميتافيرس، فعلى سبيل المثال، قد يهتم ثلثي المتابعين بشراء سلع رقمية لارتدائها في عوالم افتراضية (66٪) أو حضور الألعاب، والتواصل مع المعجبين أو اللاعبين في مكان رياضي افتراضي (64٪).
وفي هذا السياق، قال باسكال بريير، كبير مسؤولي الابتكار في كابجيميني، وعضو اللجنة التنفيذية للمجموعة: “في السنوات القليلة الماضية، تغيرت الطرق التي تمكننا من متابعة الأحداث الرياضة تمامًا، وذلك بفضل ما توفره التكنولوجيا من أعلى مستويات الانغماس والتفاعل مع الألعاب الرياضية، الأمر الذي يمنح الشركات الرياضية إمكانية الوصول إلى الجيل القادم من المشجعين العالميين بطرق جديدة مبتكرة ومثيرة. ومع ذلك، تشير أبحاثنا أيضًا إلى أن تجربة الحضور في مكان الحدث لم تعد تواكب التطورات التكنولوجية، ومن هنا، تتمثل المرحلة التالية من التحول الرقمي للرياضة في إحداث ثورة مماثلة في الطريقة التي ننظر بها إلى متابعة الرياضة من مكان الحدث.”
التكنولوجيا ميزة تنافسية رئيسية للاعبين والفرق الرياضية
لحق التطور التكنولوجي بالمعدات الرياضية ليصبح جزءاً لا يتجزأ منها، حيث يسهم بدورٍ كبيرٍ أثناء العروض المباشرة من خلال المساعدة في اتخاذ القرار. إذ يستفيد كل من المحترفين والفرق الرياضية بشكل متزايد من التكنولوجيا من أجل تحسين التدريب والأداء، ويزيد الاعتماد على استخدام الأجهزة الذكية مثل الساعات أو النظارات لمتابعة الأداء وقياس الوظائف الحيوية، تحليل المواقع والاستراتيجية في الألعاب المباشرة، أو تصميم ومراجعة برامج تدريب اللاعبين الفرديين.