أكد التحليل الفني لـمنصة “جولد بيليون” أن أداء الدولار الأمريكي قد عاد إلى الارتفاع خلال تداولات اليوم الأربعاء ليرتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداءه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية اليوم بنسبة 0.2% ويسجل أعلى مستوى عند المستوى النفسي 100 نقطة.
وتعافي الدولار الأمريكي، اليوم، بالرغم من بيانات مبيعات التجزئة الضعيفة عن الاقتصاد الأمريكي يأتي في ظل بحث الأسواق حالياً عن أفضل استثمارات للملاذ آمن بعد أن زادت التوقعات بقدوم الركود الاقتصادي، والدولار الأمريكي يلعب دور الملاذ الآمن في هذه الأوقات في مرتبة ثانية بعد الذهب، وهو الأمر الذي قد يحد من مكاسب الذهب بسبب العلاقة العكسية بينهما.
الجميع الآن ينتظر اجتماع البنك الفيدرالي القادم كونه سيحسم الأمر بشأن استمراره في رفع الفائدة عقب هذا الاجتماع أو الاكتفاء برفع الفائدة خلال هذا الاجتماع للمرة الأخيرة، مع العلم أن البنك الفيدرالي لم يؤكد حتى الآن سيناريو الانتهاء من دورة التشديد النقدي، وهو ما يجعل الجميع متطلع لهذا الاجتماع.
كيف سيكون أداء الذهب خلال فترة تثبيت الفائدة من قبل الفيدرالي؟
في حالة تحقق السيناريو المتوقع في الأسواق وقيام البنك الفيدرالي برفع الفائدة 25 نقطة خلال اجتماعه القادم لتصل إلى 5.25% – 5.50% ثم تثبيتها لفترة طويلة عند هذا المستوى، كيف سيكون أداء الذهب خلال هذه الفترة التي تشهد استقرار للفائدة الأمريكي عند أعلى مستوياتها منذ أكثر من 15 عام.
التوقعات في البداية أشارت إلى أن تثبيت الفائدة عن هذه المستويات المرتفعة سيكون له تأثير سلبي على أسعار الذهب الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع أسعار الفائدة، ولكن الوضع الحالي قد تغير بشكل ملحوظ،
البيانات الأخيرة التي صدرت عن الاقتصاد الأمريكي تنبئنا بأن الاقتصاد الأمريكي سيبدأ في مرحلة الهبوط والتراجع في النمو والاقتصادي، وهو ما يعد دعم كبير للذهب الذي ينتعش في أوقات الأزمات والتباطؤ الاقتصادي، بحسب الرؤية التحليلية لجولد بيليون.
بالإضافة إلى هذا لا ننسى عمليات الشراء المستمرة للبنوك المركزية العالمية للذهب لزيادة احتياطيها وهو ما يعد داعم آخر قوي حافظ على أسعار الذهب هذا العام من الانهيار نتيجة عمليات رفع الفائدة.
إذن فالذهب يجد ما يحميه خلال فترة تثبيت الفائدة من قبل البنك الفيدرالي والتي قد تستمر حتى بداية الربع الثاني من عام 2024 قبل أن يبدأ في خفض الفائدة.
أيضاً تاريخياً استطاع الذهب أن يتحرك بشكل إيجابي خلال فترات تثبيت الفائدة، وإن كانت معدلات ارتفاعه تكون معتدلة مقارنة مع فترات خفض الفائدة، وهو ما نتوقعه لأداء الذهب خلال المتبقي من هذا العام وبداية العام الجديد.
نسبة الذهب إلى الفضة تشهد تراجع ملحوظ
نسبة الذهب إلى الفضة يقصد بها كمية الفضة اللازمة لشراء أونصة من الذهب وهي نسبة تاريخية يتم استخدامها من قبل العديد من المستثمرين وتجار الذهب كمؤشر لتحديد أفضل وقت للشراء والبيع. فإذا كانت نسبة الذهب إلى الفضة مرتفعة فهذا يعني أن هذا هو الوقت المناسب لشراء الفضة وبالتالي بيع الذهب لأن النسبة أكثر ملاءمة للفضة والعكس صحيح.
خلال شهر يوليو الجاري سجلت نسبة الذهب إلى الفضة 78.91 وهو أدنى مستوى للنسبة منذ شهر ديسمبر من عام 2022 عندما كانت النسبة عند 76.13، ويعد هذا المستوى المنخفض للنسبة انعكاس لتزايد فرص شراء الذهب خلال الفترة القادمة.
ويتوافق هذا أيضاً مع توقعات الأسواق للذهب خلال الفترة القادمة، وللتحركات التي نشهدها في أسواق الذهب خلال الفترة الحالية.