أظهرت التقارير الأخيرة من مجلس الذهب العالمي استمرار خروج التدفقات النقدية من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب خلال شهر يوليو وللشهر الرابع على التوالي في ظل وجود بدائل استثمار أفضل وعلى رأسها السندات الحكومية.
شهر يوليو الماضي شهد خروج استثمارات بقيمة 2.3 مليار دولار لتتراجع حيازة صناديق الاستثمار من الذهب بمقدار 34 طن، ليمثل هذا الشهر الرابع على التوالي من خروج التدفقات النقدية خارج صناديق الاستثمار وفقاً لتقرير مجلس الذهب العالمي.
منذ بداية العام وحتى نهاية شهر يوليو خرجت استثمارات من الصناديق بمقدار 4.9 مليار دولار ما يقدر بـ 84 طن ذهب، ولكن مرونة أسعار الذهب خلال هذا العام ساعدت على ارتفاع الأصول المدارة في الصناديق بنسبة 2% لتصل إلى 215 مليار دولار.
حقيقة أن أسعار الفائدة قد تستمر عند أعلى مستوياتها لفترة طويلة من الوقت حتى بعد توقف الفيدرالي عن رفع الفائدة، تزيد من عزوف المستثمرين عن الاستثمار في الذهب ومحاولة الاستفادة من العائد المتزايد.
صندوق SPDR الاستثماري المدعوم بالذهب والذي يعد أكبر صندوق تداول للذهب في العالم أظهر انخفاض في اجمالي أصوله إلى أدنى مستوى منذ يناير عام 2020 الماضي وتراجعت مكاسبه منذ بداية العام وحتى الآن لتصبح بنسبة 4.69% متراجعة من قرابة 9% منذ شهرين مضوا.
بينما خفض المضاربين في بورصة الذهب العالمي من صفقات الشراء للذهب مقدار 10139 عقد وفقاً لتقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة (COT) في الأسبوع المنتهي في 8 اغسطس، بينما ارتفعت عقود بيع الذهب بواقع 11800 عقد.
مؤشر التذبذب VIX والذي يسمى بمؤشر المخاطرة في الأسواق المالية أظهر خلال الأسبوع الماضي انخفاض بنسبة 12.2% وذلك بعد أن سجل أعلى مستوى منذ 3 أشهر بسبب اعلان وكالة فيتش عن خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأمريكية.
مؤشر المخاطر يتناسب بشكل طردي مع أسعار الذهب، فتزايد المخاطر في الأسواق المالية يصاحبه ارتفاع في الطلب على الذهب كملاذ آمن، والوضع الحالي في المؤشر يقلل من الطلب على الذهب.
أما عن مؤشر S&P500 للأسهم الأمريكية فقد انخفض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.3% ليشهد انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي، ويكون بذلك قد انخفض منذ بداية شهر أغسطس بنسبة 2.7%.
في الظروف العادية كان من المفترض أن يحقق الذهب استفادة كبيرة من انخفاض مؤشر الأسهم الأمريكية، وأن يحصل الذهب على نسبة كبيرة من الاستثمارات التي غادرت أسواق الأسهم، ولكن الذهب انخفض بنسبة 2.7% عن نفس الفترة منذ بداية أغسطس ما يظهر توجه المستثمرين خلال هذه الفترة كان لصالح أسواق السندات الحكومية والدولار على حساب المعدن النفيس بسبب تكلفة الفرصة البديلة وارتفاع العائد الكبير على السندات .